أرجأت قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اتخاذ إجراءات عملية على صعيد إقامة حكومة اتحادية أفريقية بسبب معارضة بعض الدول المؤثرة -على رأسها جنوب أفريقيا-وذلك على خلفية أن هذه الفكرة غير عملية وصعبة التحقيق لاعتبارات داخلية تخص طبيعة القارة السمراء.فقد أعلن الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي في مؤتمر صحفي عقده الأحد أن قمة أديس أبابا ستقر في جلستها الختامية الأربعاء المقبل هياكل السلطة الجديدة ولكن لن يتم إطلاقها رسميا إلا بعد القمة التي ستعقد في يوليو/تموز المقبل، معتبرا أن هذه الخطوة ستجعل القارة أكثر قربا واستعدادا لتطبيق فكرة الولاياتالمتحدة الأفريقية التي اقترحها الزعيم الليبي معمر القذافي منذ سنوات.وأوضح كيكويتي أن القمة لم توافق إلا على تغيير اسم مفوضية الاتحاد الأفريقي الحالية إلى "سلطة" الاتحاد الأفريقي، بعد رفض المشاركين اقتراحا من المفوضية نفسها لتحويلها إلى حكومة اتحادية على أساس أن هذا الإجراء من شأنه أن يمثل انتهاكاً لسيادة الدول الأعضاء في الاتحاد وعددها 53 دولة.وعلى الرغم من تأكيده أن القمة موافقة –من حيث المبدأ- على الهدف النهائي وهو إقامة الولاياتالمتحدة الأفريقية، فإن كيكويتي لم يوضح الكيفية التي ستعتمد لتوسيع صلاحيات وسلطات مفوضية الاتحاد الأفريقي.وردا على سؤال عن موقف القذافي من قرار التأجيل، اكتفى الرئيس التنزاني -الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد- بالقول إن الرئيس الليبي كان داعما ومتفهما لهذا الموقف.ومن جانبه أشار رئيس المفوضية جان بينغ في تصريح الأحد إلى أن الآراء التي طرحت مؤخرا بشأن سرعة التكامل تراوحت بين تسعة و35 عاما، لكنه عاد وأكد أن القارة الأفريقية بحاجة إلى التحدث بصوت واحد كي تؤثر في المفاوضات الدولية بشأن التجارة وقضايا أخرى بينها التغير المناخي.ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول من شرق أفريقيا -طلب عدم الكشف عن اسمه- قوله إن القمة شعرت بأنها ملزمة بمناقشة مشروع القذافي بسبب المبالغ الضخمة التي ضخها في أجزاء من القارة، لافتا إلى وجود تحديات كبيرة أمام تحقيق المقترح الليبي.وتتناقض هذه التصريحات مع ما كان قد أعلنه أمين شؤون الاتحاد الأفريقي بالخارجية الليبية عبد السلام التريكي في وقت سابق الأحد من أن مؤتمر الاتحاد الأفريقي أقر في جلسته المسائية إنشاء السلطة الاتحادية الأفريقية المكونة من أمناء عدد من القطاعات.وقال التريكي "إن مؤتمر الاتحاد كلف المجلس التنفيذي الأفريقي والمفوضية الأفريقية بإعداد مشروع قرار تحديد اختصاصات السلطة الاتحادية الأفريقية وعدد أمنائها ليتم إصداره في الدورة العادية الحالية لمؤتمر الاتحاد بأديس أبابا قبل انتهاء أعمالها".وكانت أعمال قمة أديس أبابا انطلقت الأحد لبحث تعزيز البنية التحتية التي يقول خبراء إنها ضرورية لمساعدة القارة على النجاة من الأزمة المالية العالمية، في حين تشير التوقعات إلى أن الأزمات السياسية في السودان وموريتانيا والصومال وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ستهيمن على جدول أعمال القمة.