طبيعة الاجتماع هي طبيعة غريزية في المجتمع البشري، والمجتمع الإنساني ما هو إلا جماعات صغيرة داخل الجماعات الكبيرة، والفرد لا يستطيع العيش منعزلا عن بقية أفراد المجتمع، فالناس يشكلون زمرا وحلقات وتجمعات مختلفة ومتنوعة، مجموعة من الأفكار حاول الاستاذ الدكتور حسان جيلاني المختص في علم الاجتماع تسليط الضوء عليها، من خلال مؤلفه الجديد الذي يحمل عنوان »الجماعات«، دراسة نفسية اجتماعية للجماعات غير الرسمية. الباحث الذي اعتمد في بحثه على مراجع باللغة العربية، الفرنسية والإنكليزية، حاول من خلال مؤلفه الذي صدر عن دار النشر هومه، التعريف بأهمية الجماعة غير الرسمية ودورها في المؤسسة والمنظمة ومدى تأثيرها على أعضائها.. متخذا الوصف والتحليل طريقا للمعاينة والكشف ومحاولا في نفس الوقت الإلمام بالجوانب المختلفة للجماعات وإعطاء تصور واضح عما يحدث داخلها او خارجها من عمليات وسلوكات وأفعال يمكن حصرها وتوقعها والتحكم فيها، وبذلك سعى المؤلف من خلال هذا العمل الذي جاء في كتاب من الحجم المتوسط ب124 صفحة، الى وضع أسس سوسيولوجية للجماعات غير الرسمية، كمساهمة في دفع عجلة التنمية عن طريق دفع هذه الجماعات إلى العمل وتحفيزها لبذل اقصى مجهوداتها، وبذلك الرفع من الإنتاجية وتحقيق ازدهار الوطن. الدكتور حسان جيلاني الأستاذ بقسم الإعلام بجامعة محمد خيضر ببسكرة، اعتبر أن جماعة الأصدقاء أو جماعة العمل شيء ضروري وأساسي داخل أية مؤسسة، حيث أنه ونتيجة دوام التفاعل لمدة زمنية معينة، تنشأ علاقة الصداقة والزمالة داخل مؤسسة العمل، وهذه العلاقة حسب الباحث تشكل الجماعات غير الرسمية والتي تتميز بالقيم والعادات والتقاليد وتتميز بالضغوط الشديدة على اعضائها حتى يستجيبوا لقيمها ومعاييرها وشعائرها، وبذلك خلص الباحث الى ضرورة تنمية روح الجماعة داخل اماكن العمل وربط الصداقات والحرص على انشاء علاقات طيبة بين العمال والموظفين لزيادة الإنتاجية. حسان الجيلاني ارتكز في دراسته على أربعة فصول، حيث تناول في الفصل الأول الجماعات غير الرسمية وأنواعها والمفاهيم المرتبطة بها، وكذا عوامل نشوء الجماعات وتصنيفها وأنواعها. أما في الفصل الثاني فقد تطرق الى بناء الجماعة وتماسكها وأهدافها. في الفصل الثالث فحاول الباحث التطرق الى تأثير الجماعة وضغوطها، وقد تم تحليل ذلك على ضوء معايير الجماعة وضغوطها وتأثيرها في الفرد. أما الفصل الرابع والأخير فقد تطرق فيه الباحث الى الجماعات غيرالرسمية في التنظيم، حيث تم تحليل ذلك استنادا إلى محددات الجماعة في المنظمة وعلاقة المنظمة بالجماعات والإدارة والجماعات غير الرسمية، وكذا الجماعات غير الرسمية والإنتاج. للإشارة، فإن صاحب مجلة المعرفة التي كانت تصدر سنة 1993، له العديد من الكتب والمؤلفات على غرار لقاء في الريف، دليل الدراسة بالخارج، أسس البحث العلمي، غرام الزهور والتنظيم والجماعات.