* email * facebook * twitter * linkedin دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن سلم نواب الكونغرس أمس، قرار الاتهام القاضي بعزله إلى رئاسة مجلس الشيوخ في إطار آخر محطة من مسلسل الفصل في مستقبله على رأس الإدارة الأمريكية فيما أصبح يعرف بالفضيحة الأوكرانية. وجاءت الخطوة الأخيرة على مسار عزل الرئيس الأمريكي بعد اجتماع مغلق ضم نواب الأغلبية الديمقراطية بقيادة رئيسته ناسي بيلوسي، إحدى أكبر المناوئين للرئيس دونالد ترامب، الذي خالف العرف الرئاسي الأمريكي بخرجاته الإعلامية وتصريحاته النارية ومواقفه الارتجالية سواء في داخل الولاياتالمتحدة أو على الساحة الدولية. وكان نواب الحزب الديمقراطي الذين يحوزون على الأغلبية في غرفة النواب خلال جلسة ساخنة يوم 18 ديسمبر الماضي، قرروا مواصلة الإجراءات القانونية الرامية إلى وضع حد لعهدة الرئيس ترامب، بعد أن تمت إدانته بتهم التعسف في استعمال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، عندما رفض المثول أمام لجنة التحقيق البرلمانية للرد على التهم الموجهة له، ومنعه مسؤولين في إدارته من الإدلاء بشهادتهم في هذه القضية. لكن هل ينجح الديمقراطيون في تمرير قرار الاتهام أمام مجلس الشيوخ الذي يحوز حزب الرئيس ترامب، على أغلبية مقاعده؟ ذلك أن هذه الأغلبية هي آخر الأوراق الرابحة التي يراهن عليها الرئيس ترامب، مما شجعه على عدم تلبية استدعاءات الامتثال لقرارات لجنة التحقيق في الغرفة الأولى، وراح يتحدى نانسي بليوسي، ويتهم رئيس لجنة التحقيق آدم شيف، بالتحامل على شخصه. وبغض النظر عن هذا المعطى الحاسم فإن رئيس مجلس الشيوخ النائب الجمهوري ميتش ماك كونيل، أكد أمس، أنه سيشرع في الإجراءات الأولية لفتح المحاكمة من خلال أداء أعضاء الغرفة الثانية اليمين أمام رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبيرتس. وعبّر ماك كونيل، أحد أكبر الداعمين للرئيس ترامب، عن أمله في التوصل إلى إجماع لبدء المحاكمة بشكل رسمي يوم الثلاثاء القادم، بهدف إخراج الرئيس من عنق زجاجة هذه القضية التي عكّرت عليه ما تبقى من أيامه في البيت الأبيض، وأخلطت حساباته المتعلقة بالانتخابات الرئاسة الامريكية شهر نوفمبر القادم. وبدا الرئيس دونالد ترامب، أمس، قلقا ومضطربا على غير عادته وراح يهاجم نانسي بيلوسي، التي تحولت إلى شوكة في حلقه، حيث وصفها بالمتهورة كما وصف النائب الديمقراطي رئيس لجنة التحقيق في هذه القضية آدم شيف، بالمرتشي مشيرا إلى أن هذه القضية عبارة عن انقلاب ضد سلطته. ورفضت بيلوسي، وكل النواب الديمقراطيين تحامل الرئيس ترامب، عليهم وأكدوا أنه استعمل فعلا وسائل الدولة الأمريكية للضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق في حق المرشح الديمقراطي جو بايدن بنية قطع الطريق أمامه في الوصول إلى البيت الأبيض. وحسب تسريبات استخباراتية كانت سببا في بداية متاعب الرئيس ترامب، فقد ساوم هذا الاخير الرئيس الأوكراني فلودومير زيلانسكي، بفتح هذا التحقيق مقابل الحصول على قرض بقيمة 400 مليون دولار. وهو ما جعل الحزب الديمقراطي يصر على مواصلة مسعاه لعزل الرئيس ترامب رغم قناعة نوابه باستحالة عزل الرئيس في ظل الأغلبية التي يحظى بها الحزب الجمهوري في الغرفة الثانية، وحتمية تصويت ثلثي الأعضاء لصالح فكرة العزل فإن ذلك لم يمنعهم من التشبث بمواقفهم من أجل التأثير سلبا على صورة الرئيس تحسبا للانتخابات الرئاسية القادمة ومنعه من الفوز بعهدة رئاسية ثانية.