* email * facebook * twitter * linkedin من منا لم يحلم بجزيرة الخيال، طبيعة خضراء، وشواطئ برمال بيضاء ومياه بزرقة ناعمة فيروزية، في ديكور رباني، أحلام حملناها من بعض الأفلام الجميلة، أو من صور المجلات الترويجية لوجهات ساحرة، هو الحلم الذي تحقق بالنسبة لنا عبر الجولة الإعلامية التي نظمتها شركة "التركية للطيران" باتجاه جزيرة بالي الإندونيسية، بمناسبة افتتاح خطها المباشر من مدينة اسطنبول إلى تلك الجزيرة التي تعد مقاطعة إندونيسية، وتعتبر وجهة سياحية دولية، يوجد فيها تكوين صخري بركاني، من معالمها الهامة "تاناه لوط "وعاصمتها دنباسار، وجمعت في أحضانها معالم طبيعية ساحرة. كل ما يمكن تخيله لسفر ممتع موجود في الجزيرة، التي تعد واحدة من أصغر الجزر الإندونيسية، لكنها بعيدة عن كونها أقل استقطابا للسياح، ففيها فسيفساء طبيعية خلابة، شرفات الأرز، براكين، شلالات، شواطئ خلابة، غابات البومبو الكثيفة ومكان مثالي لمحبي المغامرات، يمكن ممارسة العديد من الأنشطة، كركوب الأمواج، الغوص، المشي في الغابات، تسلق الجبال وغيرها.. وتجمع هذه الجنة الصغيرة جميع العناصر الأساسية لقضاء عطلة ناجحة، حيث تتشكل أشكال بركانية غير عادية ترتدي الغابات، منها ما يمكن تسلقها لرؤية "الماغما" الذي يغلي بداخلها، تلال بحقول الأرز التي ترقص منحنياتها الضوء الخفيف الساطع عليها، وحماسة هندوسية في كل مكان وأصلية في نفس الوقت، ليغويك السكان البالينيون بحديثهم الناعم ولطفهم المدهش، سواء كانوا يعيشون في قلب المناطق السياحية أو القرى الصغيرة المنعزلة، حيث لم يفقد سكان الجزيرة هدوءهم ولا عاداتهم، بابتسامة يرسمونها دائما على وجوههم تجعلهم من ألطف الأشخاص، وهذا ليس رأيا، إنما هي من تصنيفات العالم، فهم لم يتخلوا عن عاداتهم اليومية، وطقوس عباداتهم كما لو لم يكن أي شيء آخر مهم، عروضهم تجدها أمام كل متجر أو على الجسور أو على حافة حقول الأرز أو على المذابح التي تزين الحدائق، وربما تلك البساطة هي سر سكينة الجزيرة التي تبقيها مزدهرة سياحيا بعيدا عن العولمة وما تجره. رحلة في الزمن مغامرتنا كانت بمثابة رحلة في الزمن، المسافر إليها وحده يفهم المقصود من ذلك، حيث كانت جولتنا في السماء بمثابة مغامرة فريدة من نوعها، كيف لا وقد دامت 13 ساعة، يبدو الأمر في البداية غريبا، إذ يكون الانطلاق ليلا والوصول ليلا!! ليس لأن الرحلة تستغرق كل تلك الفترة، إنما بسبب فارق الوقت بين مدينة الانطلاق ومدينة بالي، الذي دام ثماني ساعات، كأنك تعيش خلال الرحلة نفس الزمن مرتين في مدينتين مختلفتين، الأمر الذي قد يسبب لغير المعتاد على الرحلات "اضطرابات الرحلات الجوية الطويلة" اضطراب يستحق التجربة، لاسيما أننا كنا على متن طائرة من طراز "بوينغ 787 دريم لاينر"، أحدث الطائرات المدنية نفاثة وثنائية المحرك ذات بدن واسع المدنية، ترجمتها "طائرة الأحلام"، اختارتها الشركة لرحلاتها الطويلة بين القارات، سعتها تصل إلى 330 مسافر، لسرعتها الفائقة حطت في مطار دينباسار عاصمة الجزيرة بالي، قبل ساعة كاملة من الوقت المحدد للوصول، خدمة طاقم المقصورة كانت من خمسة نجوم، بهدف ضمان رحلة ممتعة للركاب طوال 13 ساعة. عند اقترابنا من جزيرة بالي، وخلال عملية الهبوط، يمكنك الاستمتاع ببعض المناظر الخلابة من السماء، حيث يمكنك مشاهدة البراكين النشطة العظيمة التي غازلت بعضها السحاب، وظهرت أفواهها من فوق الغيوم التي كست المناطق، بسبب الدخان المنبعث منها، كما يمكنك لمح بعض الجزر الصغيرة التي تحيط بجزيرة بالي الشهيرة. من هنا، بدأت رحلتنا في هذه الجزيرة الخيالية، وكان مطار دينباسار يعكس تلك الثقافة التي يحملها سكان الجزيرة، ديكوره التقليدي، والحديقة المصغرة التي توسطت المطار رحبت بنا، لإعطائنا لمحة صغيرة على ما ينتظرنا في الخارج.. كوتا محطة السياح العرب بامتياز محطتنا الأولى كانت مدينة كوتا، إحدى الأحياء الشعبية الشهيرة بالجزيرة، وواحدة من المدن السياحية ذات التكتل السياحي، بفضل شوارعها "النشيطة" ليلا، حيث تعرف عدد من المحلات الخاصة ببيع القطع التقليدية العاكسة لثقافة بالي، مقاه ومطاعم على طول الشارع، فنادق من ثلاث إلى خمس نجوم تخلق وحدها ديكورها الخاص، فضلا عن العدد غير المتناهي للمنتجعات الصحية، حيث أن التدليك الباليني ذو شهرة كبيرة، وحمامات الأزهار الاستوائية الشهيرة في تلك المنطقة، وهي المنطقة الأكثر استقطابا للسياح العرب، حيث تجمع تلك المنطقة عددا من الفنادق المثمنة للسياحة الحلال، وتمنح الزوار العرب الأكل الحلال، وهو أكثر ما يبحث عنه الزائر عند بلوغه وجهة سياحية جديدة. أكثر ما يثير انتباهك في تلك الجزيرة؛ المعابد المختلفة، إذ هناك ثلاثة أنواع من المعابد الخاصة، في جزيرة تتعدد فيها الديانات وتعرف بالتعايش الديني، معابد صغيرة، متوسطة وكبيرة، منها ما يعتبر معابد خاصة، أو فردية، مخصصة لكل فرد، يقوم فيها بطقوسه المعتادة صباحا أو مساء، أما المعابد المتوسطة فخاصة بالعائلات أو سكان القرية الواحدة، إلى جانب المعابد العمومية ذات الحجم الكبير، مصممة بطريقة خاصة من حجر أسود اللون. موسمان لا أربعة يعرف المناخ الاستوائي لبالي بموسمين أساسيين، الموسم الجاف والموسم الرطب، الأول يمتد من شهر ماي إلى أكتوبر، وتعرف هذه المرحلة ذروة استقبال الزوار، للاستمتاع بالشواطئ الزرقاء برمال بيضاء خلابة، ونخيل على امتداد الشواطئ يزيدها جمالا، البعض منها تشاطر فيها أوقاتك مع أفواج من القردة التي تعد هي الأخرى "اجتماعية"، حيث تجالسك للتأمل في ملامحك. أما الموسم الرطب فلا يقل أهمية، ينطلق من شهر نوفمبر، وفي حقيقة الأمر يفضله بعض السياح، حيث لا تنخفض درجة الحرارة تحت 20 درجة مئوية، ويمكن دائما السباحة، أو ممارسة ركوب الأمواج خلال ذلك الموسم، وباعتبارها منطقة استوائية، فلا يستمر تساقط الأمطار في اليوم لأكثر من ساعتين عادة في الفترة المسائية، الأمر الذي لا يمكنه أن يفسد السفر، رغم رطوبة الجو. جزيرة تعايش الديانات تعرف مدينة بالي بجزيرة "تعايش الديانات"، بها مزيج من الأعراق والأديان، والنسبة الكبيرة منها تدين بالهندوسية، وتمثل أكثر من 60 ٪ من السكان الأصليين، والباقي خليط من الإسلامي والمسيحي والبوذي، والمثير للدهشة تواجد المسجد والكنيسة والمعبد الخاص بالبوذية أو الهندوسية في مكان واحد، يتشاركون نفس الساحة، ونفس الحديقة، يمارس كل منهم عبادته في أجواء هادئة، تسمع من جهة آذان المسجد، يليها الغانتا لبوغاس "صلاة" الهندوس، ثم أجراس المعابد البوذية، وناقوس الكنائس المسيحية. الكيبايا والباتيك..ألبسة تقليدية أصيلة للسكان البالينيين عادات لباسية خاصة، ولكل مكان لباسه، للمعابد حرمة خاصة أو قدسية، تجبرك على ارتداء لباس محدد، يستر الأرجل خاصة، وفي السوق والحياة اليومية لا زال سكان الجزيرة يحافظون على قطعهم المختلفة في لباسهم، الذي ينقسم إلى قماش يشكل التنورة للرجل والمرأة، وقميص يربط على الخصر بحزام قطني عريض، يرتدي الرجل نوعا من الشاش كالقبعة، ويفتخر بها السكان كعادة وتقليد لا يمكن التخلي عنه، يمثل لباس الكيبايا والباتيك. الأرز.. دائما في لائحة الطعام إن تذوق الأكل التقليدي لبلد معين عند السفر إليه، جزء من المغامرة لا يمكن تفويتها، هنا لا يمكن للشخص إبداء رأيه حول الموضوع، فالأذواق، كما يقول المثل، لا يمكن الجدل بشأنها، وتتكون إندونيسيا من 800 جزيرة، الأمر الذي يجعلها متعددة الثقافات والتقاليد، لهذا لا عجب في أن تجد تنوعا كبيرا في الأطباق التقليدية، التي تتميز بتوابل خاصة، ميزتها الأساسية، المذاق الحلو واللادغ في آن واحد، سكانها ليسوا من محبي الخبز بشكل خاص، على غرار العرب أو الجزائريين بشكل خاص، بل يستبدلونه بالأرز "السادة" الذي يرفق تقريبا مع كل وجبة، تتنوع بين اللحوم والأسماك. الحرف التقليدية عمود اقتصادي لا يمكن لزائر الجزيرة أن يفوت فرصة اقتناء قطع تقليدية منها، حيث تعد من أكثر البقاع في العالم المهتمة بالصناعات اليدوية، صناعة الخشب، نقش الأحجار بامتياز، حيث تعد هذه الحرف من أكثر الأعمال الممارسة لسكان المنطقة، حيث يصنعون منها معابدهم، التي يتفننون في تصميمها بمعمارها الذي يدهش العالم، تفاصيل أتقنوا دقتها، إلى جانب صناعة القفف وحقائب اليد من الدوم الطبيعي والبامبو، صناعة النحاس. أفضل المحطات لعشاق التقاليد، مدينة "أوبود" الثقافية، التي تجمع واحدا من أكبر الأسواق التقليدية بالجزيرة، تجلب السياح من ربوع العالم، ولا تقل أهميتها السياحية عن منطقة كوتا، إنما هي منطقة أكثر كلفة فقط بالمقارنة، أكثر حداثة وجمالا، خلال جولتنا كانت لنا محطات أساسية في هذا الجانب، لاكتشاف مكانة الحرف التقليدية، أولها كانت ورشة للوحات الفنية بمنطقة "باتونج" لإحدى العائلات العريقة بالمنطقة، التي توارثت حرفتها بين ثلاثة أجيال مختصة في المنمنمات، رسمت أول لوحة فيها سنة 1905منطر فشخص هولندي، بعدها كانت لنا فرصة اكتشاف إحدى ورشات الرسم على القماش، وهي من الحرف الشهيرة التي يهتم بها البالنيون، نظرا لأهمية الألبسة التقليدية لديهم، حيث لازال سكان تلك المنطقة يعتمدون الأساليب التقليدية في حياكة الأقمشة، وتعتبر الصناعة التقليدية من أعمدة الاقتصاد الباليني التي لاتتجزأ من القطاع السياحي، إلى جانب تصديرها للنباتات الاستوائية والفواكه. مناطق تحبس الأنفاس تعد جزيرة بالي من أكثر المناطق جذبا للسياح في العالم، نظرا لتنوع طبيعتها، إذ أنها ترضخ لكل رغبات السياح مهما كانت تفضيلاتهم وميولهم، ووصل عدد السياح بها سنة 2018 إلى 5,572,142 سائحا من جنسيات مختلفة، أكثرهم صينيون وأستراليون، بحكم المنطقة وقربهم من الجزيرة، واكتشفها السياح الجزائريون مؤخرا، حسبما أكده لنا المرشد السياحي من أصول ماليزية "ميدين" ل"المساء"، والذي سبق له أن استقبل العديد من السياح الجزائريين، لاسيما المتزوجين حديثا، الذين يرون في هذه الوجهة مكانا مثاليا لقضاء شهر عسل رومنسي، لما تحمله تلك المنطقة من أماكن ساحرة خلابة. من سيكون أفضل من مرشد سياحي يعرف المنطقة كمعرفته لبيته الخاص، يتجول بك هنا وهناك ليكشف لك سحر المدينة، محطاتنا اختلفت بين براكين نشيطة، شرف الأرز الشهيرة، معابد أصيلة بالمنطقة، قرى تقليدية وغيرها، جعلتنا نكتشف عمق الجزيرة التي رغم صغرها، إلا أنها تحمل عجائب وغرائب مثيرة للدهشة، بعضها يحبس الأنفاس، ومنها من المناطق التي لا يمكن تفويت زيارتها عند السفر هناك، اخترنا خلال رحلتنا وصف البعض منها، وأكثرها استقطابا للسياح. الشلالات.. وجهتنا الأولى كانت شلال توكاد سيبونغ، إذ تحتوي بالي على العديد من الشلالات، وتعتبر من أكثر المحطات التي لا يفوتها الزائر للجزيرة، من أجل الاستمتاع بانتعاش مياهها والمرور من تحتها أو التقاط صور تذكارية أمامها، خصوصا إن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي روجوا لها عفويا، من خلال صورهم الفوتوغرافية الفنية هناك. قرية تيرتا جانجا قصر مائي يقع بجزيرة بالي، يعد أيضا من أكثر المحطات السياحية التي لا يفوتها أي زائر، إذ بمجرد دخولك قرية تيرتا جانجا، ستشعر بالارتياح من سعة المساحات الخضراء المكونة من أشجار ونباتات منسقة بشكل ساحر، وزهور رائعة الجمال. يميز القصر المائي تيرتا جانجا، التماثيل والنصب التذكارية المنتشرة به، والتي تبهر الزائرين بدقة صناعتها وجمالها، ومياهها التي يمكنك العبور فوقها من خلال الصخور المصممة هناك، كما يمكنك تأمل أسماك الزينة الضخمة التي تضاعف حجمها بفضل الزوار الذين يستمتعون بإطعامها يوميا. البركان النشط "جبل باتور" يبلغ ارتفاعه 1717 مترا عن سطح البحر، ويقع في قرية كينتاماني التابعة لمنطقة بانغلي، ويبعد بحوالي 50 كيلومترا عن دينباسار، وهو بركان نشط، ثار حوالي 24 مرة منذ عام 1800، ولا يزال حتى الآن نشطا، وكان أكبر ثوران لهذا البركان في عام 1926، حيث دمر فيها قرية باتور، وتتربع أسفله بحيرة تعد الأكبر في بالي على الإطلاق، وتبلغ مساحتها 15.9 كيلومترا مربعا، ويصل عمقها إلى 88 مترا. شرف الأرز تتعدد شرف الأرز في بالي، أو ما يعرف بمزارع الأرز الجميلة الملتوية، والتي صممها المزارعون هناك في جبالهم. تحتوي حقول الأرز الشهيرة في بالي على نظام ري مبتكر، يسمى "سوباك"، تم إنشاؤه في القرن التاسع، واستمد فكرته الأساسية من مفهوم فلسفي يسمى "تري هيتا كارانا"، وهي فكرة إقامة علاقة مستقرة بين الروح والإنسان والطبيعة، هدفها إنشاء قنوات وسدود لإدارة مياه حقول الأرز بطريقة عادلة، ووفقا للاحتياجات، لتجنب هدر المياه، ويلاحظ الزائر للمكان تجول البط وسط تلك الحقول، حيث تعمل على تنظيفها وتخصيبها طبيعيا. والبعض من تلك الحقول مصنفة ضمن المناطق المحمية من طرف اليونسكو. القرية التقليدية عدم زيارة القرية التقليدية ببالي ستكون أكيد خيبة أمل، فيبدو أن الوقت هناك قد توقف. لا شيء يبدو أنه تغير منذ سنوات عديدة، كل شيء بقي سليما، أو تقريبا، جعلها سكانها كمتحف كبير يعبر عن الصورة القديمة لبنايات بالي. المناظر الطبيعية هناك مختلفة جدا، تأخذك زقاقها إلى أكبر غابة لأشجار البامبو الضخمة وأكثرها كثافة. المعابد.. قدسية خاصة لدى البالينيين زيارة بالي تدفعك حتما إلى زيارة إحدى معابدها المنتشرة هنا وهناك، وأشهر تلك المعالم، معبد "بورا لوهور" الواقع بجبل ليمبويانغ، واحدة من أقدم المعابد وأكثرها احتراما في بالي، يقدسها السكان بطريقة مدهشة، لا يمكن حتى لمس جدرانها. يضع السكان هناك قوانينهم الخاصة، ويقع ذلك المعبد على ارتفاع 1175 مترا فوق مستوى سطح البحر، شرق بالي، على بعد حوالي 10 كيلومترات شمالا، وهي واحدة من "المحميات الست في العالم" التي تعد أقدس مكان للعبادة في بالي. أرقى الأنواع أغلاها ثمنا ... قهوة "اللواك" من براز القطط يعود أصل القهوة إلى إندونيسيا والفلبين، حيث خاضتا مجال زراعة القهوة حتى أصبحتا من أكبر الدول المنتجة لها، وتشتهر خاصة بقهوة تُنتج من فضلات القطط، وتعد من أكثر أنواع القهوة غرابة في العالم. خلال السنوات العشر الماضية، أسرت قهوة "كوبي لواك"، أو "قهوة القط" قلوب عشاق القهوة على مستوى العالم، بل واستولت على محافظ نقودهم أيضا، حيث يتراوح سعر كوب القهوة 20 يورو، أي ما يعادل تقريبا 3500 دينار، في حين أن الكيلوغرام من حبوب هذه القهوة "محمصا"، قد يصل إلى نحو 100 يورو في إندونيسيا، وأكثر من ذلك بمقدار 5 أمثاله في مناطق أخرى. نظرا لما تتمتع به هذه القهوة من شعبية في دول الخليج وأوروبا وجنوب شرقي آسيا، فقد بات لها سوق كبيرة، بل وتوجد مقاه متخصصة في تقديم قهوة "فضلات القطط"، ويقال إن هذا النوع من القهوة يتميز بمذاقه القوي ورائحته النفاذة جدا. على الرغم من اتصال هذا النوع من القهوة بالفضلات، حيث يقدم لنوع محدد من القطط الإندونيسية، المسمى لواك، يتم إطعامها إياه طبيعيا، ثم يعاد جمعه من فضلاته، ويقوم المزارعون بعد جمعه بغسله جيدا، ثم إزالة الغلاف الخارجي الذي يحمي البذرة من الفضلات، ليتم تحميصه جيدا بهدف القضاء على البكتيريا المتواجدة به، حيث يعتقدون أن الحيوانات هي أفضل مَن ينتقي القهوة، وتختار الحبوب الناضجة التي يتم معالجتها بعد ذلك، بطريقة طبيعية بفعل إنزيمات الجهاز الهضمي. في هذا الصدد، ذكر مرشدنا السياحي جملة شهيرة "لا يمكن لزائر بالي أن يفوت فرصة تذوق قهوة "اللواك" المميزة".