* email * facebook * twitter * linkedin دعا المختصون في الطب الوقائي وعلم الأوبئة، إلى المزيد من الحذر والحيطة والالتزام بالتدابير للوقاية من فيروس "كورونا" الذي اجتاح العالم بأكمله، مؤكدين أن بلادنا التي بلغت المرحلة الثانية من انتشار الوباء، لم تعد في منأى عن تفاقم هذه الجائحة إذا لم تحترم الإجراءات اللازمة، في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي وضعت دول العالم أمام تحدٍّ كبير، مشيرين إلى أن درجة انتشار الوباء بالجزائر لم تبلغ الذروة (المرحلة الثالثة) التي وصلت إليها في دول آسيوية وأوربية، وأن خلايا اليقظة المشكلة بكل ولايات الوطن تتابع هذا الوباء عن كثب وتعمل على تبليغ المواطنين بكل مستجد. وأكد مد0ير الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر الدكتور بوجمعة آيت أوراس، ل"المساء" أن تفادي مرحلة الذروة في انتشار هذا الوباء الخطير، يتطلب تجند كل القطاعات والهيئات والتنسيق فيما بينها، لحماية المواطنين وعلى رأسها قطاع الصحة، الذي يضطلع بدورين اثنين أولهما الوقاية عن طريق اتخاذ الإجراءات اللازمة، من تجنيد طبي وشبه طبي ومجهودات تحسيسية، وثانيهما التكفل بعلاج المصابين. وقال الدكتور آيت أوراس، إن المهم في مثل هذا الظرف الحرج هو تحديد موقع الوباء ووضع المصابين في الحجر الصحي، وهو ما فعلته المصالح الصحية، التي سعت منذ البداية في ولاية البليدة. التي ظهرت بها أولى الحالات التي نقلت الفيروس من فرنسا، وأن العديد من المصابين تماثلوا للشفاء ماعدا تلك الحالات التي وافتها المنية بسبب نقص المناعة، مشيرا إلى أن الجهود اليوم مركزة على فرملة انتشار رقعة الوباء، عن طريق اتباع النصائح والإرشادات الوقائية التي قدمتها وتقدمها وزارة الصحة لعموم المواطنين. وذكر المصدر أن الحكومة التي شكلت خلية أزمة وخلايا يقظة في كل ولايات الوطن، وأمرت بغلق مختلف المرافق التعليمية والتكونية ومنع التجمعات، والتقليص من ارتياد المساجد، كخطوة أولى، تسعى إلى محاصرة الوباء خاصة بعد تعليق الرحلات إلى العديد من الدول التي تفشى فيها المرض حتى بلغ درجة الذروة. وألح مدير الوقاية على التقيد بإجراءات تفادي الإصابة بهذا الفيروس الخطير ونشره، وهي في حقيقتها بسيطة لكنها تجنبنا المهالك ومنها المداومة على غسل الأيدي وتعقيمها واستعمال المناديل الورقية، وعدم المصافحة أو التقبيل، وتنظيف الهواتف النقالة ومقابض الأبواب في أماكن العمل والأماكن العمومية، بالماء والجافيل، وتفادي الزيارات العائلية في مثل هذه الظروف، خاصة إذا كانت بين الولايات. وبشأن الكمامات أفاد الدكتور آيت أوراس، فأوصى المصابين بالسعال والزكام باستعمالها حتى لا ينقلوا العدوى أولا إلى غير المصابين، وثانيا تفاديا لأي عدوى قد تكون بسبب فيروس "كورونا"، وأن يسارع أي مصاب بالحمى والسعال إلى أقرب مركز صحي للكشف عن حالته، وأن لا يستعملوا المضادات الحيوية في مثل هذه الحالات، أو أية أدوية مهما كانت بسيطة كما أوصى المتحدث بعدم ارتياد أماكن التسلية، والتزام البيوت، والاستماع إلى النصائح والتوجيهات التي يتم الإعلان عنها بين الحين والآخر عن طريق وسائل الإعلام. وفي هذا الصدد دعا وسائل الإعلام إلى الإسهام بقوة في رفع الوعي الوقائي والصحي لدى المواطنين، ونقل المعلومات في وقتها بعد التأكد من صحتها، مضيفا أنه من واجب أي مواطن إذا انتباته شكوك بخصوص الإصابة بهذا الوباء أن يتصل بالرقم الأخضر 3030 للتبليغ. البروفيسور نور الدين إسماعيل: المطلوب مواصلة التجند من طرف الجميع من جهته أفاد رئيس قسم الطب الوقائي وعلم الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا، البروفيسور نور الدين اسماعيل، في اتصال مع "المساء" أن ولاية البليدة التي تعد بؤرة لفيروس كورونا، بتسجيلها 38 حالة لحد الآن، تركز عليها المصالح الصحية كل اهتماماتها، من خلال وضع أفراد العائلة المصابة تحت المراقبة في الحجر الصحي، وتعمل بالتنسيق مع أفرادها لتحديد الأشخاص الذين التقوهم لتتبع الحالات المشبوهة وإخضاعها للفحص الطبي والتحاليل المخبرية للتحقق من الإصابة من عدمها، مضيفا أن هذه الجهود المستمرة تضاف إلى العمليات الوقائية، ودرجة الحذر التي دعت إليها الدولة ممثلة في وزارة الصحة، التي تراقب أي مستجد من خلال خلايا اليقظة. وقال البروفيسور اسماعيل، بشأن إمكانية عزل ولاية البليدة، باعتبارها بؤرة الوباء، أن المصالح المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والخبراء الذين يتابعون الوضع هم من يحددون ذلك، لأن هناك معايير يجب اتباعها، وأنه إذا استمر الوباء في الظهور في هذه المنطقة فلا بد من ذلك. كما ذكر المصدر أنه يتم بمستشفى مصطفى باشا الجامعي إيواء الحالات الصعبة، التي تتطلب عناية خاصة، سواء تعلق بالمصابين أو المشتبه فيهم، وأن المستشفى الذي يتوفر على إمكانيات سيتم دعمه بوسائل متطورة، لا سيما وأن رئيس الجمهورية، خصص المبلغ اللازم لاقتناء كل التجهيزات الضرورية تحسبا لأي تطور في الوضع الوبائي.