* email * facebook * twitter * linkedin ووري الثرى بمقبرة العالية بالعاصمة، أول أمس، جثمان المجاهد عمر بوداود، الرئيس السابق لفيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني والذي وافته المنية السبت الماضي عن عمر ناهز 95 سنة، حيث حضر مراسيم تشييع الجنازة المستشار برئاسة الجمهورية السيد عبد الحفيظ علاهم ممثلا للرئيس الجمهورية وكذا وزير المجاهدين و ذوي الحقوق ومجاهدين السيد الطيب زيتوني و أفراد عائلة الفقيد. وعقب هذه المراسم، أكد السيد زيتوني أن الفقيد كان في صفوف المقاومين والمناضلين ومجاهدي الحركة الوطنية وحرب التحرير الوطنية، التي كان شغلها الشاغل الوحيد هو الجزائر، مشيرا إلى أن عمر بوداود كان "شخصية بارزة" من التاريخ الجزائري. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد وجه برقية تعزية لأسرة الفقيد أشاد فيها بدور الراحل خلال حرب التحرير الوطنية وبعد الاستقلال، داعيا المولى عز وجل أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وقد لد عمر بوداود الذي يعد آخر رئيس لفيدرالية جبهة التحرير الوطني لفرنسا (1957 - 1962) في عام 1924 بقرية أزروبار قرب تيقزيرت بولاية تيزي وزو. وانتقل والداه إلى قرية تاورقة، حيث أمضى مشواره الدراسي ليتحصل على ديبلوم في الزراعة. والتحق الفقيد بحزب الشعب الجزائري لينشط تحت إشراف المناضل الوطني زروالي وتم توقيفه وسجنه في 1945 لمشاركته في أعمال التمرد بمنطقة القبائل. وبعد اطلاق سراحه، تم اعتقاله مرة ثانية في 1947 بسبب نشاطاته في المنظمة الخاصة. وبعد اندلاع الحرب التحرير الوطنية شارك إلى جانب شقيقه منصور بوداود في جمع الأسلحة بالمغرب، قبل تعيينه على رأس فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني في سنة 1957 من قبل عبان رمضان. وبفضل تمتعه بروح التنظيم، تمكن من الحفاظ على نشاط جبهة التحرير الوطني في فرنسا طيلة خمس سنوات من خلال ما يعرف بالجبهة الثانية التي سمحت لجيش التحرير الوطني بتنظيم أعماله الثورية على التراب الفرنسي. وكان المرحوم المخطط الرئيسي لمظاهرات 17 أكتوبر 1961. وبعد الاستقلال تم تعيين الفقيد عضوا في البرلمان إلى غاية 1965. كما تقلد عدة مسؤوليات بالمنظمة الوطنية للمجاهدين. الوزير الأول: المجاهد بوداود أحد رواد المقاومة داخل فرنسا وبأوروبا أكد الوزير الأول عبد العزيز جراد أن المجاهد عمر بوداود الذي وافته المنية السبت الماضي بألمانيا كان أحد رواد المقاومة في الثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي في عقر داره وكذا في أوروبا. وقال السيد جراد أن المجاهد عمر بوداود كان "واحدا من المجاهدين الأوائل الذين ساهموا في تحرير البلاد واسترجاع حريتنا وكان من الرواد الذين نظموا المقاومة في الثورة الجزائرية في عقر دار المحتل الفرنسي وفي أوروبا برمتها". وجاء تصريح الوزير الأول عقب الترحم على روح الفقيد المناضل في سبيل القضية الوطنية عند وصول جثمانه مساء الأربعاء، إلى المطار الدولي هواري بومدين بالجزائر العاصمة، حيث كان السيد جراد مرفوقا بوزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم. وبعد وصف الفقيد ب"الأب"، دعا الوزير الأول إلى "ضرورة التأمل في هذا الظرف الحساس الذي يمر به البلد في تضحيات بوداود وأمثاله" وذلك "حبا للوطن وفي سبيل أن تنعم الجزائر بكرامة بحريتها بين الأمم الأخرى". من جهته، أكد أخ الفقيد، المجاهد لوناس بوداود وهو من أوائل الطيارين في جيش التحرير الوطني ثم الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال أن "الراحل أدى واجبه نحو وطنه وعانى كثيرا من التعذيب وكان آخر أدواره في المعركة في فيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا".