* email * facebook * twitter * linkedin كشفت مديرة الصيد البحري بولاية جيجل السيدة نادية رمضان في تصريح ل "المساء"، عن أن نشاط الصيد البحري بالولاية تأثر، بشكل كبير، بالظروف الاستثنائية التي تمر بها الجزائر والخاصة بالأزمة الصحية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا؛ سواء من حيث إلحاق أضرار كبيرة بالصيادين الذين يسترزقون مما ينتجه البحر من أسماك، أو لضعف إنتاج الثروة السمكية على المستوى المحلي مقارنة بالسنوات الماضية. في نفس السياق، أكدت المديرة أن مصالحها اتخذت تدابير تنظيمية ووقائية، من خلال تشكيل خلية محلية ولجنة ولائية تم تنصيبها بقرار من الوالي عبد القادر كلكال، تسهر على تنفيذ واحترام هذه التدابير خلال عملية الصيد وفي عملية البيع الأولى بميناءي بوالديس والزيامة منصورية، حيث انطلقت العملية بالتوعية والتحسيس كمرحلة أولى، تلتها مرحلة المراقبة والتشديد في إجراءات دخول الميناءين والخروج منهما، بالإضافة إلى الإغلاق المؤقت لميناء بوالديس لمدة 3 أيام؛ لعدم احترام تجار الأسماك هذه التدابير، وأولها عدم ارتداء الكمامات واحترام المسافة الوقائية بين الصيادين خلال عملية البيع، وعدم احترام التدابير التنظيمية برصيف الإنزال عند إجراء عملية البيع الأولى للسمك. وللحد من انتقال عدوى الفيروس في أوساط البحارة وتجار بيع الأسماك، قامت مؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري بجيجل، بتدعيم التجار بعربات نقل الأسماك؛ ما سهّل تنظيم العملية، وسمح بضبط نظافة الموقع، بالإضافة إلى تشديد المراقبة للدخول إلى الميناءين، وتنظيم عمليات تعقيم دورية بميناءي الصيد بمساهمة بلديتي الزيامة منصورية وجيجل وميناء جن جن. ومن بين الإجراءات الاحترازية عملت مديرية الصيد البحري على توفير الكمامات للمهنيين بالتعاون مع وزارة الصيد البحري والمتبرعين الخواص؛ من خياطين ومتربصي قطاع التكوين المهني. كما كشفت السيدة رمضان عن مباشرة المديرية عمليات تحسيس وتوعية، مع توزيع الكمامات بالمجان على تجار الأسماك. وستتوسع العملية خلال الأيام القادمة إلى تجار الأسماك بالتجزئة بالمحلات عبر نقاط البيع، لضمان احترام التدابير خلال عملية التسويق. وأشارت مديرة الصيد البحري في حديثها مع "المساء"، إلى أن إنتاج الثروة السمكية عرف انخفاضا معتبرا خلال هذه الفترة الأخيرة من السنة الجارية بسبب جائحة كورونا، التي زادت من معاناة المهنيين خاصة مع بداية انتشار الوباء شهري مارس وأفريل، حيث تم تعليق نشاط الصيد، ومنع الصيادين من مزاولة نشاطهم؛ تجنبا لانتقال العدوى، ليُستأنف نشاط الصيد البحري بعد الترخيص الاستثنائي؛ تلبية لمطالب الصيادين المتضررين بسبب توقفهم عن العمل في ممارسة مهنة الصيد التي تُعتبر مدخولهم الوحيد لإعانة عائلاتهم شرط احترام التدابير الوقائية والتقيد بها. ورغم منح الرخصة الاستثنائية لاستئناف نشاط الصيد البحري إلا أن الإنتاج لايزال ضعيفا؛ لا يتعدى 836 طنا بالولاية. وعرف ميناء بوالديس ارتفاعا طفيفا في الإنتاج خلال شهر أفريل، و32 طنا من السمك شهر مارس، و130 طنا خلال فيفري، و118 طنا من الأسماك خلال جانفي 2020، وهو ضعيف جدا بالنسبة للمعدل السنوي المرجو. أما بالنسبة لميناء الزيامة منصورية فلم يشهد أي تحسن من حيث الإنتاج الذي لم يتعد 332 طنا خلال الأشهر الأربعة من سنة 2020. وما زاد من تأزم الوضع تأثر النشاط بفيروس كورونا، فمع استمرار الوضعية يعتزم أغلب مهنيي الصيد بميناء الزيامة منصورية، التوقف عن ممارسة الصيد مؤقتا للمصاريف المكلفة للوقود بدون أي مداخيل تسد حاجة المهنيين ومتطلبات السفينة؛ من وقود وإصلاح ولوازم الصيد. وأوضحت المتحدثة في السياق، أن تكثيف الجهود لتنظيم عملية البيع الأولى، حالت دون تسجيل ولو حالة مؤكدة على مستوى الميناءين بفيروس "كوفيد 19"، وهذا راجع إلى تعاون حراس السواحل، وسهر المصالح الأمنية ومؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري والمصالح الفلاحية ومديرية التجارة، وكذا مصالح مديرية الصيد البحري، مشيرة في هذا الشأن إلى أن مديرية الفلاحة قامت في هذا الظرف الاستثنائي، بتعيين بيطري دائم بميناء بوالديس وسط مدينة جيجل في انتظار وضع مسمكة البيع بالجملة حيز الخدمة قريبا. أما في ما يخص العملية التضامنية لمساعدة مهنيي الصيد المتضررين من الجائحة، فأكدت المسؤولة أن هناك هبة تضامنية من طرف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن وقطاعها وكذلك بعض الجمعيات الخيرية، وهبات من أصحاب السفن والمتعاملين الاقتصاديين والمحسنين، الذين وزعوا إعانات غذائية على البحارة المتضررين، حيث تم توزيع 850 قفة. وفي سؤال "المساء" عن منح الإعانة المالية التي أقرتها الحكومة لفائدة الفئات المتضررة من وباء كورونا، أكدت مديرة الصيد البحري أن مصالحها سجلت المتضررين من البحارة وأرامل البحار ومعيلي العائلات، وسيتم بالتنسيق بين مديرية الصيد البحري وغرفة الصيد البحري والمصالح الولائية، تسلم المنحة خلال الأيام القليلة القادمة، وتوزيعها على المتضررين من مهنيّي الصيد.