* email * facebook * twitter * linkedin سيساهم الحرفيون في رفع قدرات الإنتاج إلى 10 ملايين كمامة شهريا على المستوى الوطني، من أجل توفير هذا المنتوج الوقائي بالعدد الكافي والحد من تفشي وباء فيروس كورونا "كوفيد-19"، مثلما كشف عنه، أمس، مسؤول بوزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي. وأكد مدير الصناعة التقليدية بالوزارة، رضوان بن عطاء الله، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن أزيد من 75 ألف حرفي مختصين في حرفة الخياطة، من بينهم نساء ماكثات في البيت أكدوا "استعدادهم الكامل للمساهمة في إنتاج كمامات متعددة الاستعمال والقابلة للغسل ذات الاستهلاك الواسع للوقاية من تفشي فيروس كورونا وتوفيرها بالعدد الكافي في الأسواق وبأسعار مقبولة بعد رفع الحجر الصحي". وسيتم لهذا الغرض —يضيف المسؤول — "فتح ورشات للخياطة التي ستقوم بإنتاج حوالي 500 الف قناع واقي يوميا، أي بمعدل 10 ملايين وحدة شهريا كمرحلة أولى عبر كل ولايات الوطن"، معربا عن التزام هؤلاء الحرفيين برفع وتيرة صناعة الأقنعة ووسائل الوقاية تدريجيا لبلوغ 1 مليون وحدة يوميا في المرحلة الثانية من هذه العملية الإنسانية والتضامنية. وذكر السيد بن عطاء الله بكل الأعمال التضامنية التي قام بها الحرفيون وذلك بتطوعهم خلال الشهرين الماضيين للحد من تفشي وباء كورونا، حيث ساهموا في إنتاج لحد الآن 3 ملايين كمامة وقائية مصنوعة من القماش وحوالي 50 ألف لباس واق وما يقارب 5 آلاف غطاء خاص بأسرة المستشفيات و15 ألف قفازة طبية وستائر عازلة ومآزر طبية، باستعمال مقرات دور وغرف الصناعة التقليدية والحرف ومختلف المراكز والورشات التابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين. وأشاد بالمناسبة بمساهمة ذوي البر والإحسان ورجال الأعمال والسلطات المحلية لتوفير المادة الأولية لاسيما القماش للحرفيين، منوها أيضا بدور المرأة الحرفية الماكثة في البيت التي تجندت لهذا الغرض بخياطة الكمامات في بيتها وتقديمها للجهات المعنية بالمجان. من جهة أخرى، تطرق السيد بن عطاء الله إلى الإجراءات المتخذة لفائدة الحرفيين من أجل تسهيل عملية تسويق منتوجاتهم خلال موسم الاصطياف المقبل، مشيرا إلى أنه تم لهذا الغرض تحديد نقاط بيع دائمة للمنتوجات التقليدية لاسيما في المناطق التي تعرف إقبالا واسعا من المصطافين وكذا بالوكالات السياحية والأسفار وبالمؤسسات الفندقية ب 14 ولاية ساحلية من الوطن. كما أن الوزارة —يضيف المتحدث— بصدد إنجاز مشروع جديد يهدف إلى تعزيز التسويق الإلكتروني، حيث ستقوم الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية من جهتها بتنفيذ المشروع ووضع هذا التطبيق الإلكتروني في متناول مستعملي وسائل الإعلام الحديثة من أجل تعزيز البيع الإلكتروني وتمكين الزبائن من اقتناء المنتوج بكل "سهولة وأريحية"، مشيرا إلى أنه سيتم كذلك مرافقة الحرفيين من خلال دعم التكوين في مجال التحكم في استعمال التكنولوجيات الحديثة لترقية التسويق المحلي والدولي أيضا. وفيما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية التي يعاني منها الحرفيون حاليا بعد توقف نشاطهم جراء تفشي جائحة كورونا أكد مدير الصناعة التقليدية بأن هذا القطاع الذي يضم حوالي 400 ألف حرفي ويوفر حوالي مليون منصب شغل لحد الآن، عرف منذ شهرين ركودا اقتصاديا صعبا مما يستدعي التكفل بانشغالات الحرفيين للتحفيف من معاناتهم ومساعدتهم لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بعد توقف ورشاتهم عن العمل. وذكر في هذا الإطار بأن وزير السياحة والصناعة التقليدية، حسن مرموري، كان استقبل مؤخرا رؤساء غرف الصناعة التقليدية والحرف واستمع إلى انشغالاتهم وأبدى "تفهما للوضع الذي يمر به الحرفيين"، حيث أكد لهم استعداد الوزارة الوصية للعمل على إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي يعانون منها من خلال دراستها بكل جدية في اطار مخطط عمل الحكومة لمساعدة كل المتعاملين الاقتصاديين بصفة عامة". وكشف السيد بن عطاء الله أنه ستتم بعد رفع الحجر الصحي مرافقة الحرفيين في الاستفادة من القروض البنكية وكذا تكثيف وتنظيم المعارض والصالونات للترويج والتسويق للمنتوجات التقليدية، مع التركيز على ضرورة إعطاء الأولوية للمرأة الماكثة في البيت، لاسيما المتواجدة بمناطق الظل من كل برامج الدعم بالتنسيق مع كل القطاعات ذات الصلة.