* email * facebook * twitter * linkedin ضرب شباب سكيكدة أغلبهم غير منضوين تحت أي جمعية أو تنظيم أروع الأمثلة في العمل التضامني التطوعي الجاد؛ من خلال قيامهم منذ بداية الحجر الصحي بحملات تنظيف واسعة طالت جل أحياء مدينة سكيكدة، وامتدت إلى باقي بلديات الولاية بدون استثناء؛ حيث حوّل الشباب وبعض الجمعيات الفاعلة التي لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة، كل أحياء المدينة وضواحيها إلى ورشات حقيقية مفتوحة؛ من خلال قيامهم بتنقيتها من الحشائش الضارة ومن النفايات والأتربة، وإعادة تزيين واجهات العمارات بألوان جميلة متناسقة، كشفت بصدق براعة الشاب السكيكدي وموهبته الفنية وذوقه السليم من خلال حسن اختيار الألوان وحتى الرسومات؛ ما أضفى على أحياء سكيكدة وجها جماليا مغايرا تماما. الأجمل في كل هذا أن شباب أحياء سكيكدة اعتمدوا في مبادرتهم التطوعية الواعية، على إمكاناتهم الخاصة بعد أن قرر كل سكان العمارات كل حسب إمكاناته؛ بالمساهمة المادية حينا، وأحيانا بوسائل التنظيف مع إشراك الأبناء وحتى الرجال في المبادرة التي ثمّنها الجميع، والتي اعتبروها "صفعة في وجه كل من يشك في قدرات الشاب السكيكدي المتحلي بالحس المدني" من جهة، ومن جهة أخرى عرّت جمعيات الصالونات وجمعيات البريستيج وجمعيات الورق، التي تحوَّل بعضها إلى جمعيات عائلية لا يكاد حضورها يظهر إلا في المناسبات وفي بعض الأماكن التي يتردد عليها المسؤولون رغم الدعم المالي الذي تتلقاه من مصالح البلدية أو من الولاية، وحتى من بعض الهيئات الأخرى، ليبقى الغائب الأكبر في كل هذا.. أولا، ديوان الترقية والتسيير العقاري، الذي كان عليه أن يساهم، على الأقل، في تفريغ أقبية العمارات من المياه العفنة المتدفقة من كل جنبات العمارات، ومساعدتهم بالعتاد وببعض الإمكانات الأخرى، خاصة أن المواطن يدفع شهريا ثمن الكراء، وثانيا وحدة سكيكدة للديوان الوطني للتطهير، وثالثا مؤسسات النظافة؛ سواء تعلق الأمر بالمؤسسة العمومية الولائية للردم التقني بسكيكدة "كلينسكي"، أو المؤسسة البلدية للنظافة، التي كان عليها أن ترافق هؤلاء الشباب وتساعدهم عن طريق توفير الشاحنات لجمع الأتربة والحشائش الضارة، والأوساخ التي مازالت إلى يومنا هذا مكدسة بتلك الأحياء كحي الإخوة بوحجة، و20 أوت 55 والممرات 20 أوت 55، وحي 700 مسكن، وصالح بوالكروة وغيرها، ورابعا المؤسسة العمومية الولائية لإنجاز وصيانة المساحات الخضراء للولاية، التي كان عليها أيضا المساهمة من خلال توفير لهؤلاء الشباب الأشجار والأزهار، مع مرافقتهم في كيفية تقليم الأشجار، وفي كيفية المحافظة على المساحات الخضراء، وخامسا المصالح التقنية للبلدية، التي كان عليها التدخل أيضا لتنقية الأقبية، ورش الأحياء بالمبيدات، ومحاربة ظاهرة انتشار الجرذان والفئران، وتنقية الوديان المحاذية للأحياء السكنية، والأكثر تغطية البالوعات، وإعادة النظر في الإنارة العمومية، وتعبيد الطرقات، وسادسا مؤسسة سكيكدة للجزائرية للمياه؛ من خلال إصلاح التسربات المائية التي تزيد الطين بلة وتعرقل الجهود الكبيرة التي يبذلها شباب سكيكدة لإعطاء الوجه الحقيقي لمدينتهم التي تخلى عنها منتخبوها، وهي التي تنام على أكثر من 700 مليار سنتيم كلها مكدسة، فيما تبقى العديد من المشاريع البلدية التي لها علاقة وطيدة بحياة المواطن، معطلة. وأثناء حديث "المساء" مع عدد من شباب سكيكدة وجدناهم ببعض الأحياء منكبّين على عملية التزيين والتنقية، والذين أعربوا عن رغبتهم الكبيرة وبإمكاناتهم الخاصة المحدودة، في أن يحوّلوا أحياءهم إلى أحياء راقية نظيفة، فيما تأسف البعض للغياب الكلي لبعض مصالح الدولة كديوان الترقية والتسيير العقاري، والدليل، حسبهم، الوضع المزري الذي تعيشه العديد من العمارات التابعة لهذه المؤسسة العمومية، وديوان التطهير، والجزائرية للمياه وغيرها، بينما تأسف البعض لغياب المنتخبين على الأقل لمرافقتهم، لا الحضور من أجل أخذ الصور ونشرها في بعض الوسائط الاجتماعية لحاجة في أنفسهم.