* email * facebook * twitter * linkedin أكدت المبدعة نادية زردومي، في حديثها ل"المساء"، أن جائحة "كورونا" بالقدر الذي تشكله من مخاطر على الناس، إلا أنها أيقظت الإحساس في الوسط الثقافي، تجلى من خلال النشاط الافتراضي الذي كشف عن القدرات والمهارات عبر تراب الولاية في مختلف الفنون الأدبية والإبداعية، في صورة حية أعادت إلى الواجهة الثقافية بريقها، وقالت زردومي، إنه من غير الممكن أن يعكر وباء "كورونا" الأجواء الثقافية، وينال من زخم الإبداع، دون ربطه بالحنين إلى عقد لقاءات ثقافية ولو افتراضيا. هكذا باحت المبدعة نادية زردومي، متعددة المواهب في حديثها ل"المساء"، مسترجعة الأيام الخوالي التي صنعت مجدها بين سطور أشعارها وخواطرها، والقلم يسيطر على مشاريعها الكتابية التي ربطتها بالمجال التضامني، بوصفها ناشطة جمعوية، رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس". عبرت زردومي، عن حنينها إلى القلم، وهي تتأمل الواقع الأسود الذي فرضته جائحة "كورونا"، واعتبرته ورشة للتأمل في جماليات الأنشطة الافتراضية وسخائها اليومي في تغيير العادات واليوميات، للتأقلم مع واقع مفروض. من هذا المنطلق، تؤكد المتحدثة أن ثمة ما يدفعها إلى التيه في الخيال الذي غالبا ما يكون مصاحبا للإبداع، لذلك، حسبها، فإن المبدعين من الكتاب والشعراء، يملكون خيالا قويا نشيطا يواكب هذا الوضع بصمود وتحد كبيرين. وبالنسبة إليها، فإن العالمين الرقمي والافتراضي، ساهما في خلق جسور تواصل فنية بين مختلف المبدعين عبر كل ولايات الوطن، وفي كل المبادرات الثقافية التي أقيمت طيلة فترة الحجر الصحي، والمتواصلة حاليا، وحتى على مستوى دولي واستطردت، تقول "استغليت الظرف في إنجاز إبداعات فنية رائعة، تم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي". بادرت زردومي خلال الشهر الفضيل بأعمال خيرية، إلى جانب نشاطها الثقافي الافتراضي، وفتحت مقر نادي "ماركوندا الأوراس"، الذي تترأسه لتقوم بتسجيل المعوزين والقيام بالمعاينات اليومية، وجمع التبرعات من المحسنين لتوزعها على المحتاجين، إذ عملت منذ اليوم الرابع من رمضان رفقة متطوعات على تحضير وجبات إفطار الصائم، من خلال تقدم وجبات ساخنة للعائلات المعوزة، فضلا عن كونها وظفت ورشتها للخياطة، في إنجاز آلالاف الكمامات التي وزعت على المؤسسات الصحية والمواطنين، من صنع أناملها لمواجهة "كورونا". كما عكفت على خياطة ملابس العيد للبنات الصغار من مالها الخاص، رفقا بهن ولظروفهن، متأثرة بظرفها الخاص، إذ تعاني وتصارع مع مرض أصغر فلذات كبدها الذي يعاني من ورم في الدماغ. بدأت نادية بالكتابة منذ الطفولة في الابتدائي، واختصت في القصة وكبرت تلك الموهبة مع سن المراهقة، وأصبحت تكتب الخواطر، وبصدور جريدة "الأوراس"، برزت موهبتها على مرفأ الكلمة، ومع مرور الزمن، انشغلت بالبيت وتربية أولادها، فتركت الكتابة لسنين. وصفت محدثتنا القلم بترجمان العقل وسفير الأفكار، وتحدت الظروف القاسية لمعاودة مداعبة القلم، لكي تبدع مجددا في تصميم أروع الفساتين والرسم على القماش والزجاج. ومن موهبة الأشغال اليدوية، جددت موعدها مع الإبداع لتوفير لقمة العيش من صنع أناملها. وبالنسبة إليها، فإن حبها للحروف محطة إقلاع للإبداع الراقي، لتجعل من جملها طيفا يلامس القلوب. حازت زردومي على العديد من الشهادات، تتويجا لتفوقها في المجالات الفكرية، الثقافية والأدبية، وهي عضو نشط في الفضاء الأزرق، منخرطة في عدة مجموعات، وصاحبة برامج تربوية وفكرية هادفة، وعضو سابق في "أكاديمية القدس" وراديو "مدى فلسطين" و"ملتقى تواصل"، وهي أيضا عضوة بجماعة مؤسسة "عرار" الأدبي والثقافي والشعر العربي والنبطي والشعبي والتراث.