* email * facebook * twitter * linkedin أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ضرورة مجابهة إشكالية الذاكرة التي تشوش العلاقات الجزائرية الفرنسية من دون عدوانية وفي كنف الاحترام ما بين البلدين، مشيرا إلى أن ذلك "سيسمح بتلطيف مناخ العلاقات الثنائية وجعلها أكثر هدوءا ما بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات اقتصادية واجتماعية وجوار"، في حين أعرب عن ترحيبه بأي مبادرة تمكن من غلق وطي أي إشكال مع المغرب. وأوضح رئيس الجمهورية في مقابلة خص بها القناة التلفزيونية الفرنسية (فرانس 24)، أول أمس، بخصوص مسألة المطالبة بالاعتذار من قبل فرنسا على الجرائم المرتبكة إبان الحقبة الاستعمارية، أنه "سبق وأن وصلتنا شبه اعتذارات وكانت هناك تعليقات إيجابية اتجاه هذا المطلب من قبل العديد من المسؤولين الفرنسيين"، ليستطرد بالقول "إننا نتمنى أن يتم تقديم الاعتذار". وردا على سؤال بخصوص استرجاع رفات رموز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، قال الرئيس تبون إن "الرئيس الفرنسي ماكرون قد تفهم الطلب الجزائري وتلقاه بصدر رحب"، لافتا بخصوص جرائم الاستعمار إلى أن الرئيس ماكرون "قد تحلى بالشجاعة وقال ما لم يجرؤ البعض على قوله". الرئيس ماكرون نزيه وواضح وذكر رئيس الجمهورية بعديد النقاشات التي جمعته والرئيس الفرنسي والتي اكتنفها الهدوء لاسيما تلك التي جرت ببرلين خلال انعقاد الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا، مبرزا بالقول "بإمكاننا أن نمضي قدما لتحقيق أشواطا من التقدم في علاقاتنا لا سيما فيما يتعلق بإشكالية الذاكرة". وأضاف في هذا السياق "الرئيس ماكرون نزيه وواضح ونظيف تاريخيا ولم يشارك بتاتا في ما حدث في الماضي ويود أن يخدم بلده ولكنه يود أيضا أن تعود علاقتنا إلى مستواها الطبيعي"، لافتا أيضا بالقول "نحن دولة نافذة لديها كلمتها في المجتمع الدولي لا سيما على الصعيد الإقليمي". وبخصوص تبادل الزيارات من قبل رئيسي الدولتين الى الجزائروفرنسا اعتبر السيد تبون أنهما ستكونان زيارتا دولة وأنهما تستدعيان الكثير من الوقت، مبرزا أن ذلك سيكون محل دراسة من الجانبين عندما يزول وباء كورونا، مضيفا أن مثل هذه الزيارات تتطلب عشرة أيام من الغياب على الأقل ليتم الإعداد لها، مشيرا إلى الجدول الزمني بالجزائر الذي يعرف التسريع في العملية الديمقراطية. الجزائر مستعدة لاحتضان حوار الأشقاء الليبيين بطلب منهم وبالنسبة للأوضاع في ليبيا، أكد رئيس الجمهورية استعداد الجزائر لاحتضان أي مسعى للحوار شريطة أن يكون بطلب من الليبيين، مؤكدا تمسك الجزائر بتعهدها الذي عبرت عنه في اجتماع برلين بعدم التشويش على أي مبادرة تخدم الأشقاء الليبيين. وأعرب السيد تبون عن أمله في إيجاد حل سريع لهذا الإشكال وأن يحدث توافق ما بين جميع الأطراف في ليبيا يتوج بتنظيم انتخابات تضع لبنة الاستقرار وتعبر عن كل التوازنات بهذا البلد، مبرزا تقارب الرؤى الجزائرية حول هذه المسألة مع بعض الفاعلين الدوليين على غرار فرنسا وإيطاليا. وذكر الرئيس "نحن لم نفقد الأمل في إيجاد حل في ليبيا ونواصل بشكل دوري في اتصالاتنا مع كل الأطراف التي نقف بنفس المسافة إزاءها ولن نقف أبدا مع طرف على حساب طرف أخر". نرحب بأي مبادرة تعالج أي إشكال مع الأشقاء المغاربة وفي رده على سؤال حول العلاقات مع المغرب الشقيق، صرح السيد تبون قائلا "أقولها بشكل رسمي بأن الجزائر ليس لها أي إشكال أو مشكل مع هذا البلد الجار". وأن ما تم ملاحظته هو أن "هذا البلد هو من لديه مشكل مع الجزائر لا سيما مع التصعيد اللفظي الذي نتمنى أن يتوقف وكذا من خلال تحليل الشأن الداخلي الجزائري وفق أحكام مسبقة". وحول المعلومات التي تفيد إمكانية إنجاز الجزائر لقاعدة عسكرية كرد فعل على المغرب الذي يتطلع لتشييد قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود التي تربط البلدين، ذكر الرئيس تبون أنه "لا يمكن تأكيد أو نفي هذه الأخبار"، مبرزا أن الحكمة كانت دائما لها الكلمة العليا بين البلدين". وقال الرئيس في رده على هذا السؤال بقوله "نتمنى للمغرب الشقيق كل التنمية والازدهار وليس لدينا أي مشكل لا مع المغرب ولا مع دولته ولا مع الملك المغربي"، معربا عن ترحيبه بأي مبادرة تمكن من غلق وطي هذا الإشكال.