جاء بيان وزارة الشباب والرياضة، الرافض لطلب الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بتنظيم جمعية عامة استثنائية للفصل في مصير الموسم الكروي، "ليعري" المكتب الفدرالي ل«الفاف"، ويكشف عدة أمور، أهمها عدم معرفة أعضائه للقوانين أو أنهم يتعمدون تجاوزها، ويظهرون عدم قدرتهم على اتخاذ القرار النهائي، محاولين مرة أخرى، رمي الكرة في مرمى الوزارة، التي "فضحت اللعبة"، واعتبرها البيان الصادر عنها "مراوغة". كان رد الوزارة على هيئة زطشي قويا، بعد الأول الذي كان أقل شدة، حين قالت الوزارة، إنه لا استئناف للمنافسة في "الوقت الراهن"، غير أن أعضاء المكتب الفدرالي، وعوض اتخاذ القرار النهائي الذي كان منتظرا يوم الأربعاء الماضي، "اجتهدوا" في القانون، معتبرين أن هناك "فراغا قانونيا" في القانون الأساسي ل«الفاف"، ومنه هي محاولة للضغط على الوزارة لقبول الطلب الأول الذي تقدمت به الاتحادية، لتغيير القوانين الأساسية المنظمة لها، إلا أن هذا الاجتهاد اعتبرته هيئة خالدي "ارتجالا"، مما يدل على عدم التفكير في العواقب على مستوى "الفاف"، وأن مسألة التعدي على القوانين "أصبحت عادة"، وقد سبق للمكتب الفدرالي، وأن أقدم على ذلك مرتين، حين دعا إلى عقد جمعية عامة استثنائية، للمصادقة على مشاريع مراكز التكوين، وتغيير نظام المنافسة الموسم القادم، وعقدت الجمعيتان، رغم أن هناك من كان يندد بتجاوز القوانين، إلا أن عدم حاجة "الفاف" إلى الوزارة لمنحها الترخيص، جعلها تلجأ إلى الاجتماع في مناسبتين، حتى وإن كانت الفقرة 6 من المادة 29 من القانون الأساسي للاتحادية، تحدد بدقة اختصاصها في ثلاث حالات دون سواها، وهي تغيير مقر "الفاف"، تعديل النظام الأساسي وحل "الفاف". سيجعل رفض وزارة الشباب والرياضة لمقترح هيئة زطشي، تلجأ إلى الحل الثالث في استشارة الأندية والرابطات، فيما يخص استئناف الموسم من عدمه، باللجوء إلى الاستشارة المكتوبة، مثلما سبق لزطشي وأن صرح "إن تعذر عقد الجمعية العامة الاستثنائية، بسبب إجراءات الحجر الصحي، سيتم اعتماد صيغة استشارة مكتوبة مع كل أعضاء الجمعية العامة، وهذه الصيغة أبلغناها لوزارة الشباب والرياضة والاتحاد الدولي (الفيفا)، وحظيت بموافقة هيئة إنفانتينو، مضيفا "الاستشارة المكتوبة ستتم بالتصويت على مواصلة البطولات من عدمها، وفي حال إقرار التوقيف، كيف سيكون الأمر؟"، وطمأن الرجل بأن عملية الاستشارة المكتوبة ستكون سهلة، بعد فرز الرسائل التي ستصل "الفاف". هذا ما سمحت به الوزارة في بيانها، الذي أشار إلى أنه "إذا كان الغرض من هذا الطلب هو تنظيم استشارة واسعة مع جميع الفاعلين في عائلة كرة القدم، فإن الاستشارة ممكنة دون الإخلال بالقانون الأساسي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم"، ولن يكون أمام الاتحادية سوى التقيد بهذه النقطة الأخيرة، التي جاءت في بيان الوزارة، من أجل تفادي أي صراع مع الوصاية، قد تكون عواقبه وخيمة على كرة القدم خاصة، والرياضة عامة. يعيش المكتب الفدرالي في الفترة الحالية أزمة حقيقية، بسبب الضغط الرهيب المفروض عليه من الأندية والوزارة، الأمر الذي جعله غير قادر على اتخاذ قرار نهائي وحاسم بشأن مستقبل البطولة، ورغم أن استمراره في التأخير والتأجيل سيزيد الطين بلة، إلا أنه يصر على الانتظار وإشراك جميع الفئات، قبل اتخاذ قرار نهائي يرضي جميع الأطراف، حيث وجدت "الفاف" نفسها بين المطرقة والسندان، فكيف تقرر إنهاء الموسم دون إعلان البطل؟ وإن أعلنت عن الفائز بالبطولة، والذي منطقيا سيكون شباب بلوزداد، فإنها ستفتح على نفسها أبواب جهنم من أندية رافضة لهذا المقترح. في الأخير، يدفع المكتب الفدرالي الحالي، وعلى رأسه رئيس "الفاف"، خير الدين زطشي، ثمن الهفوات التي يرتكبونها في كل مرة، بفضائح على الملأ.