❊ تعزيز العلاقات الثنائية واستعراض آفاق توسيع الشراكة الثنائية ❊تباحث القضايا الإقليمية والدولية لاسيما الأوضاع في ليبيا ومالي وسوريا ❊ مقاربات سياسية وفق الشرعية الدولية واحترام إرادة وسيادة الشعوب شرع وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم أمس، الثلاثاء، في زيارة عمل إلى فيدرالية روسيا بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث تأتي هذه الزيارة عقب الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين، لاسيما المكالمة الهاتفية الأخيرة بين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأشار بيان وزارة الشؤون الخارجية إلى أن الزيارة تندرج في إطار مواصلة المحادثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستعراض آفاق توسيع الشراكة الثنائية، بما يحقق أهداف الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين. وأضاف البيان أنه "ينتظر أن تكون هذه الزيارة فرصة للتباحث حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع في المنطقة خاصة في ليبيا ومالي وسوريا وسبل ترقية السلم والأمن الدولي، من خلال مقاربات سياسية بناءة وفق الشرعية الدولية وفي ظل احترام إرادة وسيادة الشعوب المعنية". وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد تلقى الأسبوع الماضي مكالمة هاتفية من نظيره الروسي، تبادلا خلالها المعلومات حول جهود البلدين في مكافحة جائحة كورونا، فضلا عن الاتفاق على العمل من أجل توسيعها وتعميقها في جميع المجالات. كما تطرقا على الصعيد الدولي إلى دور الدول المصدرة للبترول التي ترأس الجزائر دورتها الحالية، حيث اتفقا على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق بين سائر أعضاء المنظمة وشركائها، إلى جانب تكثيف التشاور الدائم لاسترجاع السلم والأمن في ليبيا، مع ضرورة وضع حل سياسي يضمن وحدتها الترابية وسيادتها الوطنية. وكان الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قد زار مؤخرا موسكو لحضور النشاطات الرسمية لإحياء الذكرى 75 لعيد النصر في الحرب الوطنية الكبرى 1941-1945، حيث سلم رسالة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وكانت زيارة الفريق شنقريحة مناسبة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين وتطوير العمل العسكري المشترك من خلال تبادل الخبرات والتجارب، في الوقت الذي أكد فيه نائب وزير دفاع فيدرالية روسيا أن بلاده تعمل دوما على تطوير علاقاتها مع الجزائر التي تعد شريكا استراتيجيا لبلاده. وتقديرا للحضور المتميز للوفد الجزائري في هذه الاحتفالات الهامة لدى الشعب والحكومة الروسية، أسدى نائب وزير دفاع فيدرالية روسيا الفريق قومينن ألكسندر فاسليفيتش وسام الذكرى الخامسة والسبعين للانتصار على النازية لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء السعيد شنقريحة، تعبيرا عن عمق العلاقات بين البلدين والجيشين. علاقات قوية ومتميزة وتمتاز العلاقات بين الجزائروروسيا بكثير من القوة، خاصة بعد أن تم رفعها إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية في عام 2001. ولعل الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي للرئيس عبد المجيد تبون لزيارة روسيا، تعد خطوة إضافية لتعزيز العلاقات بين البلدين. ففي مجال التعاون، أكد البلدان خلال الدورة التاسعة للجنة الاقتصادية الجزائرية الروسية المشتركة، استعدادهما للمضي قدما في علاقاتهما وتعاونهما واستكشاف مجالات جديدة، بعيدا عن المجالين العسكري والطاقوي. أما في المجال التجاري، فإن البلدين يعملان على تعزيز التعاون عبر رفع مختلف الصعوبات المرتبطة خاصة باللوجيستيك ومنح التأشيرات، علما أن المبادلات الثنائية تتطور لاسيما في القطاع الفلاحي، حيث تتطلع الشركات الروسية لتصنيع هذا القطاع في الجزائر عبر تزويده بالآلات المناسبة. على صعيد التعاون الدولي، أخذت العلاقة بين البلدين خصوصية كبيرة في ظل التنسيق بين المواقف في عدد من القضايا بمنطقة الشرق الأوسط، وتعزيز التعاون الاستخباراتي في مجال محاربة الإرهاب، فضلا عن تعزيز التنسيق في القضايا الدولية على غرار أزمتي ليبيا وسوريا. وكثيرا ما راهنت روسيا على الدعم الجزائري في المحافل الدولية بشأن الأزمة الليبية ورفض التدخل الأجنبي في هذا البلد الجار، كما أن وجهة نظر الجزائر في تسوية الأزمة السورية يتماشى مع وجهة النظر الروسية في هذا المجال.