❊مصرون على إقناع جميع الأطراف بضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا ❊لازلنا نطالب بإصلاح الجامعة العربية ونتمنى حصول إجماع بشأنه حذّر وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، من تصرفات قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا، داعيا جميع الأطراف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، في حين أعرب عن أمله في أن تكون الأوضاع التي تمر بها مالي في الوقت الراهن "ظرفية"، مشددا على أنه لابديل لاتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر، لتحقيق الأمن والتطور الاقتصادي والاجتماعي في هذا البلد. وقال الوزير، في حوار أجرته معه قناة "روسيا اليوم" بمناسبة زيارة العمل التي يقوم بها إلى موسكو "نحن مصرون على إقناع جميع الأطراف بضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية والسيادة الكاملة لليبيين، كما نحثهم على أن يكونوا يقضين فيما يخص بعض التصرفات التي قد تؤدي طوعا أم لا إلى تقسيم ليبيا". وأكد السيد بوقدوم، خلال هذا الحوار الذي عنونته القناة (الجزائر ... حراك دبلوماسي لحل الأزمة الليبية)، بشأن التحركات الدبلوماسية للجزائر ومقاربتها للحل في ليبيا ومدى مطابقتها للنظرة الروسية، أن مبدأ الجزائر يرتكز على الحل السياسي، مضيفا أنها ما تنفك تؤكد على ذلك دائما مع جميع الشركاء في العالم وأنه لم يسبق لأحد أن رفضها. كما أشار وزير الخارجية، إلى أن مقاربتها ليست مبنية على "تنافس مع المبادرات الأخرى لكنها لا تختلف مع مبادئ مؤتمر برلين الذي شاركت فيه الجزائر، وكذا جميع الأطراف الليبية"، مبرزا في المنحى ذاته "تقارب موحد بين الجزائروتونس وكذلك نوعا ما مع مصر بخصوص الحل في ليبيا". مواصلة الوقوف على مسافة واحدة بين الأطراف الليبية وإذ تطرق إلى التحديات والتهديدات التي يفرضها الوضع هناك على الأمن القومي لجميع الجيران بما فيها الجزائر، فقد أوضح الوزير بالقول "نحن نشارك ليبيا في ألف كلم من الحدود البرية والعلاقات العائلية والقبائلية بين الجانبين تفرض علينا أن تكون لدينا نظرة خاصة باتجاه ليبيا". كما أشار إلى أن الجزائر تسعى إلى تحريك آلية دول الجوار الثلاثية (الجزائرتونس مصر)، وأيضا الجوار الكبير مع تشاد والنيجر والسودان وحتى مع مالي ولو أنها ليست دولة جارة مباشرة، مشددا على مواصلة "الوقوف على مسافة واحدة بين الأطراف الليبية المعنية بالصراع الحالي". كما أعرب بوقدوم، مجددا عن استعداد الجزائر لاحتضان أي مفاوضات بين الأطراف الليبية، وقال إنها في تواصل مستمر مع جميع الأطراف الليبية المعنية بما فيها تلك غير الظاهرة في إشارة للقبائل الليبية، موضحا أنه "عادة ما تقتصر مسألة ليبيا عند بعض الدول على بنغازي وطرابلس ولكن ليبيا هي أوسع من ذلك". وجدد السيد بوقدوم، دعوة الأطراف الليبية إلى الابتعاد عن لغة السلاح والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن الجزائر ستواصل محاولاتها لإقناع الأطراف بذلك والمضي قدما في هذا الاتجاه. نأمل في تطبيق بنود اتفاق المصالحة في مالي وبخصوص الوضع في مالي، أعرب وزير الخارجية، عن أمله في أن تطبّق جميع بنود اتفاق السلم والمصالحة من قبل جميع الأطراف، مضيفا أن الجزائر "في تواصل مستمر مع كل الأطراف المعنية"، باعتبارها لازالت تترأس المفاوضات من أجل تطبيق الاتفاق، وأنها مصرة في الاستمرار في هذا العمل رغم كل الصعوبات الحالية. وفي رده على سؤال بخصوص ملف إصلاح الجامعة العربية أكد السيد بوقدوم، موقف الجزائر المصر على ذلك وقال "لازلنا نطالب به ونتمنى حصول إجماع بشأنه من أجل حماية الأمن القومي العربي". وأوضح الوزير، أن موضوع إصلاح جامعة الدول العربية "ملف قديم طرح منذ زمن وكانت آخر مرة سنة 2005، بقمة الجزائر، لكن للآسف لم يكن هناك توافق بشأن ذلك"، في حين أشار إلى وجود "اختلاف كبير بين أعضاء الجامعة العربية فيما يخص الملف الليبي وملفات أخرى"، موضحا أنه "طالما لا يوجد اليوم اتفاق، فإن الجامعة العربية تبقى مكتوفة اليدين ولا يمكنها أن تقوم بدورها المنتظر". وبخصوص القمة العربية التي كان من المقرر أن تحتضنها الجزائر وحالت جائحة كورونا دون ذلك، قال بوقدوم "ما زلنا جاهزين لتنظيم القمة العربية وسنرى في امكانية عقدها وفق تطورات الجائحة". وعن موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية أكد وزير الخارجية أن "مكانة سوريا هي في العائلة العربية، وأن موقف الجزائر واضح" في هذا الشأن، مستطردا بالقول " نصر على عودة جميع العرب، علما أن سياسة الجزائر تعترف بالدول" أما الحكومات فهي من شأن الشعوب التي تنتخبها. وعن التعاون بين الجزائروروسيا، أبرز بوقدوم "الحاجة إلى توطيده في جميع الميادين ومع جميع الشركاء"، في إطار الاحترام والتبادل النافع للجانبين، كما هو الحال في علاقات الجزائر مع روسيا والصين مثلا.