يستعد الطيب محياوي رئيس النادي الهاوي لمولودية وهران، للترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة الشركة الرياضية الشاغر منذ استقالة الرئيس السابق أحمد بلحاج، المدعو "بابا"، في جوان من العام الماضي(2019)، وحسب مقربين من محيط الفريق، فإن ما حمل محياوي على التفكير مجددا في شؤون التسيير في الشركة الرياضية، ولو بصفة مؤقتة، كونه الأول الذي عنى بذلك، مباشرة بعد تأسيس الشركة سنة 2010، والدعم الذي يلقاه من قبل قطاع واسع من الأنصار، الذين سرهم كثيرا تقديمه شكوى لدى العدالة، يطالب فيها بإجراء تحقيق دقيق ومعمق على التقارير المالية للرؤساء السابقين، وتجسد ذلك، لما انتقلت مجموعة كبيرة منهم إلى مقر عمل محياوي للتعبيرعن مساندتهم له. بالنظر إلى المعطيات المتوفرة، فإن عودة محياوي إلى الواجهة تبدو متاحة، فالرجل يملك الخبرة في التسيير، وهو حاليا رئيسا للنادي الهاوي للمولودية منذ عدة سنوات، وهذا معطى مهم لما هو قادم، أثناء خوض المفاوضات، لتسليم مفاتيح الفريق للشركة العمومية، التي كثر الحديث عن مجيئها لتسيير النادي، بعد شرائها أغلبية أسهم الشركة الرياضية للمولودية، وهو المبتغى الأول والأخير لأنصار "الحمراوة"، وما يسبق ذلك من تهيئة الأرضية لها، خاصة من جانب توفير الوثائق الضرورية، خصوصا التقارير المالية للسنوات العشر السابقة، أي منذ تأسيس الشركة الرياضية، حتى تكون على بينة بالأمور المالية من مداخيل وإنفاقات، خصوصا الديون، في ظل ما يتواتر عن دائنين "مختبئين"، يظهرون فجأة، وكل مرة، وبمطالب مالية تقسم الظهر، كما يقال، والمولودية تعاني من ذلك منذ سنين. على أن الأهم، هو ما يقال عن دعم يحظى به محياوي من قبل السلطات المحلية، التي تلعب إلى حد الآن، دورا إيجابيا في العودة بالشركة الرياضية إلى السكة القانونية، من خلال مرافقة المساهمين الفاعلين في التحضير للجمعية العامة الاستثنائية للمساهمين، المقرر إجراؤها يوم 10 أوت القادم، وحث المساهمين أنفسهم على نبذ خلافاتهم، وصراعاتهم، ووضع مصلحة الفريق في المقام الأول، والخروج من تلك الجمعية المرتقبة بقرارات حاسمة، ومصيرية لمستقبل النادي الحمراوي. كما أن هذا الدعم يقدم، كون الطيب محياوي يمثل الطرف الشرعي الوحيد في المعادلة الكروية الحمراوية، وهو النادي الهاوي، الذي يسعى إلى تدارك وتصحيح الخطأ المرتكب في حقه عند تأسيس الشركة الرياضية، عندما قذف به إلى الخلف، عوض أن يكون منطقيا أولا، وفوق كل المساهمين، اعتبارا، وامتلاكا للأسهم، كونه يحوز على أفضلين؛ شعار الفريق وممتلكاته. أضف إلى ذلك، خواء الساحة من مرشحين "أشداء"، بإمكانهم "إزعاج" محياوي، فغريماه يوسف جباري، و«بابا" فقدا النفوذ الكبير والرغبة، إما طوعا أو قصرا، فجباري يبقى مغضوبا عليه من قبل الأنصار، الذين لم ولن يغفروا له السقوط التاريخي لمولوديتهم إلى القسم الثاني سنة 2008 في عهده، وهو يعلم ذلك، لذلك تراه يتحجج كل مرة في عدم ترشحه لدواع صحية، لكنه يبقى ممسكا ببعض الخيوط يحركها في الخفاء لمصلحته، ولمن يدور في فلكه. أما "بابا"، فكشف صراحة وعلنا أنه غير مهتم بالعودة إلى الرئاسة، بسبب ما قال عنه جحود المحيط، والأنصار تجاه شخصه، رغم ما يراه عطاء ماليا كبيرا، بذله للفريق طيلة الخمس سنوات الماضية، غير أن ما لم يقله "بابا"، فشله في الحصول على ضمانات، ودعم السلطات المحلية له، كما كان يتمنى. المرشح الطيب محياوي، وفي خرجته الإعلامية الأخيرة، وعد بأنه سيطلق، بعد تعيينه رئيسا لمجلس الإدارة، مفاوضات جادة مع الشركة الوطنية الموعودة، وعلى الأرجح الشركة الوطنية للنقل البحري المحروقات "هييروك"، التي وقعت مع الإدارة السابقة برئاسة "بابا"، بروتوكول اتفاق في جانفي 2019، أولا بعد تسوية الوضعية الإدارية والمالية للشركة الرياضية، كما تشترط ذلك "هيبروك"، ويجتهد لتعبيد الطريق لها وشراء أغلبية أسهم شركة "الحمراوة". لكن الأكيد، أن كل ما هو مأمول من هذا الطرف أو ذاك، مرتبط بالجمعية العامة الاستثنائية للمساهمين المرتقبة، وبما ستخرج به من قرارات، والتي ينبغي أن تكون في مصلحة عميد أندية غرب البلاد دون غيره.