كشف رئيس ورشة إصلاح سوق الفن حمزة جاب الله، عن إعداد مسودة أولية لاقتراحات وتصورات الورشة، ستُطرح في نهاية أوت على مختلف الفاعلين والجمعيات التي تنشط في المجال الفني والثقافي والأكاديميين، لإبداء آرائهم وملاحظاتهم خلال 10 أيام، لتصاغ بناء على مختلف الآراء المختلفة، المسودة النهائية في ختام شهر سبتمبر، وتُرفع إلى الوزارة للمصادقة عليها. تحدّث جاب الله مع وكالة الأنباء الجزائرية عن السعي لإصلاح الوضعية التي يعمل فيها الفنان لاسيما التشكيلي، في ظل غياب سوق حقيقية للفن، وفضاءات العمل ونقص المواد الضرورية للارتقاء بإبداعاته، وهذا من أولويات اللجنة، التي عقدت منذ إنشائها جلستين، وتتأهب لاجتماع ثالث، مشيرا إلى أن الورشة خلال الجلستين، قامت بمسح للوضعية التي يعيشها الفنان في مجالي الفن التشكيلي والموسيقى بمساهمة الفاعلين في الميدان الثقافي والفني. وفي هذا السياق، أكد جاب الله أن الورشة "مفتوحة لكل الفنانين للمساهمة في تأسيس خلايا تفكير، ستعمل "على النهوض بالقطاع والارتقاء به"، داعيا كل الفنانين إلى الانخراط في المنظومة وفي الإدارة للاطلاع على القوانين المتعلقة بعملهم وحماية حقوقهم الاجتماعية، موضحا أهمية "مرافقة الفنان في عمله والارتقاء بفنه وتحقيق ذاته؛ بتوفير جو ملائم؛ من خلال تمكينه من التوفيق بين الجانبين الإبداعي والاجتماعي. وأضاف أن الورشة ستعمل على "مساعدة الفنان في حل مشاكله الاجتماعية، وخلق تعاون وشراكة مع وزارات لها علاقة بالمجال، مثل الصناعة الصغيرة والمتوسطة والناشئة، وكذا السعي إلى تحقيق إصلاح جذري للمنظومة الجبائية لحلحلة الركود في سوق الفن". وسيمكّن انتعاش سوق الفن، حسب المتحدث، المبدعين خاصة التشكيليين، من بيع أعمالهم الفنية في الوطن وخارجه. وينعكس هذا الرواج على الارتقاء بالذوق الجزائري، وتجسيد عادات اقتناء التحف واللوحات ضمن استهلاك الجزائريين. وستعمل الورشة كذلك على تأسيس "النجم النموذج" أو صناعة النجم الجزائري، وهي من بين الاهتمامات الأساسية لها، لأنه لا يمكن، كما قال، أن "نصل بالمنتوج الفني إلى السوق العالمية بدون هذا النجم النموذج، وذلك في كل الفنون"، ليكون المبدع الجزائري في تواصل دائم مع جمهوره، ومتواجدا باستمرار على المنصات وفي الجرائد وغيرها من الوسائط". وتتحفظ الورشة، كما أوضح، عن بعض المسائل ذات الصلة بالبطاقية الإحصائية للفنانين؛ إذ يجب إعادة النظر في معايير تحديد الفنان الحقيقي. وتوقف جاب الله عند المنظور الاقتصادي للثقافة، مشيرا إلى أن من بين مهام الورشة البحث عن "آليات عمل جديدة، تسمح بوضع المنتوج الثقافي والفني في المنظومة الاقتصادية استنادا لميكانيزمات السوق، لتسهيل "تسويق" المنتوج الفني، وتأكيد قيمة الفنان وثمن إبداعاته، مشددا على أهمية تربية الناشئة على "الذوق الفني، وإدراك قيمة وأصالة الفن الجزائري، ليصبح جزءا من حياته، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمقتنيات والديكور الخاص بالبيت ومقر العمل". وتطرق المتحدث لدور الدبلوماسية ورجال الأعمال في "الترويج" لهذه الإبداعات الفنية الجزائرية، خاصة اللوحات والديكور التزييني والتحف. وقال إن لرجال الأعمال دورا في تشجيع الإبداع؛ بالمساهمة في تظاهرات ثقافية وفنية، والاستثمار في مشاريع اقتصادية لها صلة بالفن كأروقة العرض وورشات الديكور، إلى جانب رعاية إنتاجات سينمائية ومسرحية. ومقابل ذلك "سيستفيد هؤلاء من تحفيزات وإعفاءات جبائية".