حققت روسيا أمس، السبق بإنتاجها لأول لقاح ضد فيروس "كورونا" أطلقت عليه تسمية "سبوتنيك" تيمنا باسم أول قمر صناعي تمكنت دولة الاتحاد السوفياتيى السابق من إرساله إلى الفضاء في عز الحرب الباردة، وتأكيدا منها على سرعة خبرائها في تحقيق هذا الإنجاز «التاريخي" رغم منافسة عشرات مخابر الإنتاج الصيدلاني في العالم ضمن حرب أبحاث بيولوجية شرسة فرضها تفشي هذه الجائحة بداية العام.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبتهجا إن بلاده تمكنت من إنتاج "أول لقاح" ضد فيروس كورونا المستجد، مطمئنا بأنه ذا فعالية ودون أعراض جانبية، ضمن تأكيد لقطع الطريق أمام أية شكوك أو انتقادات متوقعة من طرف دول أخرى منافسة. وذكر الرئيس الروسي ب«أن عملية التطعيم باللقاح ستكون متوفرة لجميع المواطنين الروس مجانا وفي أقرب الآجال ويكون السبق في الانتفاع منه للفرق الطبية التي تكافح ضد الفيروس، وصولا إلى كبار السن قبل تعميمه على كل المواطنين الروس. وحتى يؤكد مثل هذه القناعة ويقطع الطريق أمام كل تشكيك في فعالية لقاح "سبوتنيك" قال بوتين، أن إحدى بناته كانت من بين المتطوعين الذين تم حقنهم بهذا اللقاح المنتج من طرف مركز الأبحاث في علم الأوبئة والبيولوجيا الدقيقة بالاشتراك مع وزارة الدفاع الروسية. وقالت تاتيانا غوليكوفا، نائب الوزير الأول المكلفة بقضايا الصحة إنها تأمل في الشروع خلال الأسابيع القادمة في تلقيح عمال القطاع الصحي وموظفي قطاع التربية والتعليم على أن يتم إنتاج الدواء على نطاق صناعي شهر سبتمبر القادم. وقال كيريل ديمترييف مدير الصندوق السيادي الروسي إن بداية الإنتاج الصناعي للقاح "سبوتنيك" منتظرة الشهر القادم، مؤكدا أن 20 دولة في العالم قدمت طلبيات بأكثر من مليار جرعة لقاح سيشرع في تسويقها شهر جانفي ويكون الرئيس الروسي بهذا الإعلان قد هزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي راهن هو الآخر من أجل إنتاج أول لقاح للوباء في العالم وخصص ميزانية ضخمة لمختلف المخابر الأجنبية والأمريكية لتحقيق هذا المكسب ليجعل منه ورقة انتخابية لصالحه أشهرا فقط قبل انتخابات الثالث نوفمبر القادم. وجاءت التأكيدات الروسية على فعالية اللقاح المتوصل إليه وخاصة من حيث فعاليته والأعراض الجانبية له، بعد تشكيك خبراء في البيولوجيا في العالم حول السرعة التي توصلت إليها السلطات الروسية في إنتاج هذا اللقاح، بينما دعت منظمة الصحة العالمية إلى احترام "الإجراءات المديرة والواضحة في مثل هذه المسألة الحساسة". وأبدت منظمة الصحة العالمية بداية الشهر الجاري، مباشرة بعد إعلان وزارة الصحة الروسية عن قرب إنتاج أول لقاح للفيروس تخوفاتها وقالت بضرورة مرور عملية الإنتاج بالمراحل التجريبية المتعارف عليها في البروتكول العالمي الخاص بإنتاج الأدوية قبل مطابقته والحصول على الترخيص القانوني بتسويقه. وقال كريستيان ليندماير، الناطق باسم منظمة الصحة العالمية إن روسيا لم تقم بتسليم أية نتائج رسمية في هذا المجال، مؤكدا أنه بين إمكانية إنتاج لقاح والتوصل إلى إنتاجه بشكل نهائي عبر كل المراحل المتعارف عليها، فرق كبير، ضمن تشكيك غير معلن في فعالية اللقاح الروسي. وقال طارق جسارفيتش وهو ناطق أيضا باسم منظمة الصحة العالمية إن منح الترخيص القانوني لأي لقاح يمر حتما عبر إجراءات صارمة وقال إنه في اتصالات مع السلطات الروسية بهذا الخصوص وخاصة ما تعلق بمراحل تجربة اللقاح وتقييم فعاليته وخاصة من حيث أعراضه الجانبية خلال التجارب السريرية والتي تعد بمثابة المرحلة الثالثة والضرورية قبل الموافقة على منح أي دواء رخصة قانونية لتسويقه على نطاق واسع. وأحصت منظمة الصحة العالمية إلى حد الآن 26 مشروع لقاح بلغت 6 من بينها نهاية الشهر الماضي مرحلة التجارب السريرية على البشر في كل من الصين وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، بينما مازال 139 مشروع لقاح آخر في مرحلة التقييم ما قبل السريري.