يتنافس الفيلمان الجزائريان "أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين و«في منصورة فرقتنا" لدوروتي مريام قلو، في الدورة الافتتاحية لمهرجانعمان السينمائي الدولي، التي تعقد فعالياتها من 23 إلى 31 أوت الجاري بالعاصمة الأردنية، وفقا للمنظمين. سيتنافس "أبو ليلى" (2019) على جائزة "السوسنة السوداء" لفئة الأفلامالروائية الطويلة العربية، إلى جانب ثمانية أعمال عربية أخرى من قبيل "بيكنعيش" (تونس) و«شارع حيفا" (العراق).ويتناول فيلم "أبو ليلى" (140 دقيقة) الذي هو إنتاج مشترك بين الجزائر وقطر وفرنسا، الأحداث المأسوية للعشرية السوداء، من خلال قصة الشابين سمير ولطفي، اللذين تقمّص دورهما الممثلان سليمان بنواري وإلياس سالم على التوالي، واللذين يطاردان الإرهابي الخطير أبو ليلى في الصحراء الجزائرية. ويُعتبر هذا العمل أول فيلم طويل للمخرج أمين سيدي بومدين بعد الفيلمين القصيريين "الجزائر غدا؟" و«الجزيرة"؛ بحيث تحصّل سنة 2020 على جائزة النقد لمهرجان "دا" السينمائي في برشلونة (إسبانيا) بعد برمجة متميزة سنة 2019 في الطبعة 72 لمهرجان كان ضمن مسابقة "أسبوع النقد". كما تم عرض فيلم "أبو ليلى" خلال مهرجانات البوسنة والهرسك وتونس وبلجيكا وإيطاليا وكذا مصر، وشارك مؤخرا في مهرجان شنغهاي.. ونال الممثل والمخرج الجزائري إلياس سالم جائزة أحسن ممثل عن دوره في هذا الفيلم خلال الطبعة 30 لأيام قرطاج السينمائية سنة 2019. وسيدخل، من جهته، فيلم "في منصورة فرقتنا"، غمار المنافسة على جائزة "السوسنة السوداء" لفئة الأفلام الوثائقية العربية الطويلة، إلى جانب أعمال ك "إبراهيم إلى أجل غير مسمى" (فلسطين)، و«نحن في سجونهم" (المغرب).وفي فيلم "في منصورة فرقتنا" من إنتاج جزائري فرنسي دانماركي مشترك، تنقل المخرجة دوروتي مريم قلو أوجاع والدها الذي عاش طفولته في محتشد بمنطقة اسمها "المنصورة" (تتبع محافظة برج بوعريريج، وتبعد عن العاصمة ب 234 كلم)، بعد أن جمّع الجيش الفرنسي وقتها، عائلات من العديد من المناطق الريفية والقرى، ثم رماهم في شاحناته العسكرية بدون أن يُكلّف نفسه عناء إخبارهم عن وجهتهم، ليضعهم في منطقة المنصورة، ويحيط بهم سياجا حديديا يبلغ ارتفاعه حوالي أربعة أمتار، إضافة إلى أنه مزوّد بأسلاك شائكة مكهربة. وقد بُني عن طريق مساجين جزائريين، حسبما ورد على لسان أحد شهود المرحلة في الفيلم، لمنع أي فرد من الدخول أو الخروج بدون تصريح مسبق من الإدارة الفرنسية، التي اقتلعتهم من جذورهم وصادرت رزقهم، بعد أن تركوا خلفهم ماشيتهم بدون أكل، وأراضيهم بدون زرع، وحِرفهم بدون ممارسة، ووجدانهم وارتباطهم بأرضهم وأرض أجدادهم، وجلبتهم إلى فضاء ضيق ومحدود، يجمع العديد من العائلات في غرفة واحدة، بدون أن توفر لهم أدنى شروط الحياة العادية حتى لا أقول الكريمة. وعاد مالك قلو، والد المخرجة مريم، إلى المنصورة بعد أن فارقها لأكثر من نصف قرن، وهناك بدأ يسترجع الماضي الأليم الذي لم يشأ أن ينقله لأبنائه طوال سنوات؛ خوفا عليهم من قساوته وحماية لهم من التاريخ. وقد وقف هناك على البيت الذي كان فيه، والتقى بأصدقاء الطفولة والجيران ومن عاشوا وعايشوا تلك المرحلة. وهناك بدأوا في استعادة الماضي وما فيه من ألم. وجاء فيلم "في منصورة فرقتنا" مشحونا بالعواطف والأحاسيس التي فرضها موضوعه، خاصة أنها عملية استرجاعية لماض سحيق، كان الأب مالك قلو والد المخرجة، طرفا فيه، وكان أيضا الراوي في العمل، حيث يسترجع الأب هذه الذكريات بصوت أجشّ حزين، وفي الكثير من المرات يتوقف خيط الراوي هذا بعد أن تغلبه الدموع؛ إذ يلتحم بشكل كلي في الماضي الذي طالما هرب منه؛ لأنه سبّب له الكثير من الألم. وذكر المنظمون في بيان تلقت "المساء" نسخة منه، أن الدورة الأولى للمهرجان مشابهة لما تم التخطيط له في الربيع الماضي، عندما أدى انتشار فيروس كورونا إلى تأجيله. ويتضمن برنامج العروض 30 فيلماً روائياً طويلاً ووثائقياً وعربياً وَدولياً، بالإضافة إلى تسعة أفلام عربية قصيرة. ويُفتتح المهرجان بالفيلم الفرنسي "البؤساء" للمخرج لادج لي الحائز على العديد من الجوائز، في حين سيتم عرض فيلم "الأقصُر" للمخرجة الأردنية-البريطانية زينة الدرّة، في حفل توزيع الجوائز. وتماشياً مع قواعد التباعد الاجتماعي وحرصاً على تقديم تجربة فعلية واحتفائية قدر الإمكان، عمد المهرجان إلى إيجاد طريقة بديلة خلاقة؛ من خلال استحداث ثلاث شاشات سينما لِلسيارات (درايڤ إن) في منطقة العبدلي الجديد، واستخدام مسرح الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في الهواء الطلق، فيما تُنظم أيام عمان لصنّاع الأفلام، بمزيج من الحضور الفعلي والافتراضي.