ألقت الولاياتالمتحدة، نهاية الأسبوع، بكل ثقلها الدبلوماسي في محاولة أخرى لتمرير مقاربتها المصرة على ضرورة عودة الفرقاء إلى مفاوضات سياسية شاملة تنتهي بتنظيم انتخابات عامة ورئاسية في هذا البلد الممزق. وأكدت كيلي كرافت، السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة، في مداخلة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي خصصت لبحث الموقف في ليبيا أن بلادها ترفض كل خطة تهدف إلى تقسيم هذا البلد أو احتلاله وكل مسعى لفرض تسوية سياسية خارجية على الليبيين. واعتبرت الدبلوماسية الأمريكية أن "ليبيا تقف عند مفترق طرق حاسم" مما جعلها ترحب بإعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، ورئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح بوقف إطلاق النار ونزع السلاح واستئناف عمليات تصدير النفط والعودة إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. واتهمت السفيرة الأمريكية قوى دولية دون أن تمسها بتغذية الصراع في هذا البلد مما جعل الحل السياسي كما قالت يبقى صعب المنال ما دام الداعمون الخارجيون من الطرفين يواصلون تغذيتهم للصراع". وطالبت بسبب ذلك بوضع حد لكل عمليات إغراق ليبيا بالأسلحة كشرط لنجاح كل مسعى لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية نهائية. وهي المقاربة التي دافع عنها، الطاهر السني ممثل ليبيا الدائم في الأممالمتحدة، الذي أكد بأن نجاح كل قرار لوقف إطلاق النار يحتم على الجميع القبول بفكرة جعل مدينتي سرت والجفرة "منزوعتي السلاح" وانسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة منهما ومن جميع مناطق ليبيا لتمكين السلطات الليبية استعادة سيادتها على كامل التراب الليبي. وجاء الموقف الأمريكي والليبي بعد أن أدانت ستيفاني ويليامز، المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا بالنيابة، استمرار قوى دولية في خرق قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بحظر السلاح المقروض على هذا البلد منذ سنة 2011. وأكدت ويليامز أن البعثة الأممية سجلت هبوط حوالي 70 طائرة في مطارات شرق ليبيا دعما لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في نفس الوقت الذي هبطت فيه حوالي 30 طائرة في مطارات غرب ليبيا لصالح حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وأضافت برسو تسع بواخر في موانئ الغرب الليبي بينما رست ثلاث بواخر أخرى في موانئ الشرق دون أن تحدد طبيعة محتويات شحنات هذا السفن وحجمها والراية التي تحملها واكتفت بالقول إن ذلك يعد بمثابة انتهاك للسيادة الليبية وخرق لقرار حظر السلاح. وأضافت ويليامز بوجود عناصر مرتزقة من جماعة فاغنر الروسية وعناصر أجنبية أخرى ضمن مؤشرات ستحول دون التوصل إلى تسوية قريبة للازمة الليبية.