أكد وزير المناجم محمد عرقاب، أن أولويات قطاعه المدرجة في ورقة الطريق المصادق عليها أول أمس، في مجلس الوزراء، تتمثل في إعادة النظر في قانون المناجم الحالي، بغية تكييفه مع التطورات الراهنة لجعله أكثر استقطاب للنشاط والاستثمار، إلى جانب تحيين خارطة الطريق واستعمال التكنولوجيا والتدقيق في البيانات، لاستغلال أفضل لكل الثروات التي تزخر بها بلادنا. واعترف عرقاب أن الجزائر "تعاني من تأخر كبير في مجال الاستغلال المنجمي"، مما فتح الطريق أمام استيراد 31 مادة تحويلية من الخارج رغم توفرها بالجزائر بما يحتم وضع استراتيجية جديدة لضبط الأمور في هذا المجال، بكيفية تسمح بإعادة تقييم احتياطات المناجم الموجودة، وتحديد الوسائل التكنولوجية التي تسمح باستغلالها على أحسن وجه في قطاع الصناعة. وكشف الوزير خلال تصريح أدلى به لدى نزوله أمس، ضيفا على منتدى الإذاعة للقناة الأولى، عن استكمال آخر مرحلة لبعث النشاط المنجمي في مجال التنقيب عن مادة الذهب في جنوبالجزائر، ضمن استراتيجية تسمح لشباب هذه المنطقة بإنشاء مؤسسات مصغرة تنشط في استخراج هذه المادة الاستراتيجية.وقال إن العملية ستسمح لشركة "إينور" من رفع طاقة إنتاجها من الذهب إلى 240 كيلوغراما في السنة، بدلا من 60 كيلوغراما المنتجة سنويا في الوقت الحالي، ضمن هدف حددته الحكومة للمرحلة الأولى من برنامج الاستغلال الحرفي لمناجم الذهب. واعتبر الوزير أن حجم الإنتاج الحالي ضئيل جدا مقارنة بالمخزون الوطني من هذا المعدن الثمين الذي يتجاوز 121 طنا، وهو ما دفع إلى إنشاء 95 مؤسسة مصغرة، تتكفل كل واحدة منها بمنطقة استغلال واحدة في كل من ولايتي تمنراست وإيليزي. وقال الوزير عرقاب، إن خبراء الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية ومصلحة الخرائط الجيولوجية،" حددوا نطاق تواجد المناطق المشبعة بالذهب وأنهوا تسجيلها ضمن خرائط، حيث تم تحديد أكثر من 95 منطقة استغلال تتراوح مساحتها بين 6 هكتارات و400 هكتار بغرض استغلالها من طرف المؤسسات المصغرة المستحدثة لهذا الغرض. وأكد لأجل ذلك وضع "شروط صارمة في دفتر الشروط"، لمنع الشباب المستثمر من استخدام المواد الكيميائية في عمليات الاستخراج، حفاظا على البيئة والتراث المادي الصحراوي، وكذا على صحة الشباب العاملين في الميدان". وأضاف بأن مهمة الشباب ستتمثل في "تكسير الرواسب وجمع الصخور التي تحتوي على الذهب ليتم نقلها إلى مناضد الذهب التابعة لشركة استغلال مناجم الذهب، وهناك سيتم طحن الصخور وجلب المعدن الثمين". وثمن الوزير في هذا الإطار، دور وزارة التكوين المهني، لمشاركتها في بعث هذا النشاط، عبر تكوين الشباب ضمن برنامج خاص بالاستغلال الحرفي الأمثل للذهب في مناطق الجنوب. وبخصوص الاستغلال الصناعي لهذا المنجم، أشار عرقاب إلى أنه سيتم اللجوء إليه في المرحلة الثانية، بعد عملية تحيين الخرائط الجيولوجية وكذلك التمكن من هذه المناجم، معتبرا أن مناجم الذهب في صحرائنا موجودة في الأعماق، أي تحت 400 متر، وهو ما يتطلب "تكنولوجيا حديثة واستثمارات هامة" .