مازال قطاع الصحة ببلدية مسعود بوجريو في ولاية قسنطينة، يعيش وضعية صعبة أمام تقاعس السلطات المحلية، وكذا مسؤولي قطاع الصحة، في إيجاد حل لسكان يقارب تعدادهم ال14 ألف نسمة. انتقد سكان البلدية التي تقع على بعد 18 كلم من الولاية، سياسة اللامبالاة التي ينتهجها مسؤولو قطاع الصحة اتجاه مطالبهم وانشغالاتهم، وفي مقدمتها معاناتهم مع غياب التغطية الصحية ببلديتهم، حيث أكد السكان، أن غياب التغطية الصحية يجسد معاناتهم الطويلة لسنوات، خاصة في الفترات الليلية، باعتبار أن بلديتهم لا تتوفر على مستشفى يمكن أن يقصده المرضى كلما استدعى الأمر. أضاف المشتكون أنه، رغم أن البلدية التي تتربع على مساحة 10.666 كلم2، وتتوفر على عيادة طبية واحدة مجهزة بجميع التجهيزات الضرورية، بالإضافة إلى طاقم طبي يجتهد في تقديم خدمات نوعية بالتعاون بين الأطباء وشبه الطبيين والطاقم الإداري، غير أن دوام العيادة ينتهي على الساعة الخامسة مساء، الأمر الذي جعلهم يعانون، خاصة أن انتهاء الدوام وغلق العيادة لأبوابها يحتم عليهم التنقل إلى البلديات المجاورة لتلقى العلاج، على غرار بلدية ابن زياد التي تعيش حسبهم مشاكل كبيرة، خاصة في نوعية الخدمة المقدمة وغيابها في بعض الأحيان. في المقابل، أكد البعض الآخر منهم، أن غياب التغطية الصحية بمنطقتهم زاد من معاناتهم اليومية، خاصة في الفترات الليلية التي يضطر فيها المرضى وأهاليهم إلى التنقل خارج البلدية لتلقي العلاج المناسب، وتحديدا إلى بلدية حامة بوزيان أو بلدية قسنطينة الأم، الأمر الذي يحتم عليهم اللجوء غالبا لسيارات "الفرود"، التي تستنزف جيوبهم، ويستغل أصحابها الأوضاع الطارئة للمرضى، حيث أكد سكان مسعود بوجريو، أن الخسائر المادية التي باتوا يتكبدونها، بسبب التنقل إلى المستشفيات المجاورة، تعد من بين أهم المشاكل التي تضاف إلى مشكل المرضى. تساءل المشتكون عن سبب تجاهل المسؤولين المتعاقبين على البلدية، الرد وإيجاد حل لشكاويهم، بضمان المناوبة الليلية بالعيادة الوحيدة في منطقتهم، خاصة أنها تتوفر على الإمكانيات اللازمة، فهي تظم 8 أطباء و8 أعوان شبه طبيين، ومخبر تحاليل، فضلا عن عيادة لطب أسنان، وعيادة الفحص بالأشعة، وغرفة للاستعجالات، حيث أكدوا أن المشكل لا يتعلق بتوفير الوسائل المادية والبشرية، إنما بسوء تسيير والإجحاف في حقهم، خاصة أن بلديتهم تضم أكثر من 18 مستخدما في قطاع الصحة، يقطنون داخل إقليم البلدية ويشتغلون خارجها، وأبدوا استعدادهم للقيام بالمداومة الطبية ليلا تطوعا إذا اقتضى الأمر. يطالب سكان البلدية بضرورة أخذ مشكل الصحة بعين الاعتبار، خاصة ما تعلق بمشكل المداومة الليلية، وغياب سيارة الإسعاف لنقل المرضى والحالات المستعجلة، فضلا عن دعوة الوالي إلى برمجة مشاريع صحية، كما هو معمول به في باقي بلديات الولاية التي تعرف كثافة سكانية عالية. الجدير بالذكر، أن النائب بالمجلس الشعبي الوطني لخضر بن خلاف، راسل مؤخرا، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بخصوص وضعية الصحة على مستوى البلدية، حيث طالب البرلماني الوزير التدخل لرفع الغبن على مواطني هذه البلدية النائية، من خلال توفير الرعاية الصحية اللازمة، وبرمجه المداومة الليلية على مستوى العيادة محل الإشكال، رغم توفرها على كل المستلزمات الضرورية، المادية والبشرية، لتقديم خدمات طبية لسكان هذه البلدية المحرومين من أبسط حقوقهم.