تشهد أغلب مصالح الاستعجالات بولاية باتنة، منذ دخول فصل الصيف، حالة كبيرة من الاكتظاظ، في مقابل عدم التزام أغلب الممرضين والأطباء المعنيين أماكن عملهم بحجج كثيرة، وهو الأمر الذي تسبب في مجموعة كبيرة من الاحتجاجات والشجارات بين أهالي المرضى والطاقم الطبي العامل في المستشفيات خاصة بمصالح الاستعجالات الطبية. كثيرا ما تصادف بالمستشفى الجامعي بن فليس التهامي بولاية باتنة، أو بالمؤسسات الاستشفائية العمومية الأخرى المنتشرة عبر إقليم الولاية أن الطبيب غائب ومسؤول مكتب الأشعة سيأتي ولكن سيتأخر قليلا، والممرضة لم تدخل بعد.. وإن وجد الحد الأدنى من الخدمات يبقى مشكل غياب الأدوية مطروحا بحدة خاصة وأن الفترة الليلية تشهد بدورها نقصا كبيرا في الصيدليات المداومة، بسبب غياب فرق الرقابة التي تحول دون جعل ليالي سكان باتنة خاصة في المدن المجاورة لعاصمة الولاية بدون صيادلة، رغم أن القانون صريح في مثل هذا المجال والقاضي بضمان مداومة مستمرة خدمة للمواطن وهو ما لا يتحقق في عاصمة الأوراس، ليكون دائما المواطن هو من يدفع فاتورة الإهمال واللامبالاة وما أصعبها من فاتورة خاصة إذا ما تعلق الأمر بالصحة، حيث تترجم الاحتجاجات اليومية للمواطنين واقع الصحة بمستشفياتنا. نقص الأمصال المضادة للسعات العقارب تدفع سكان بريكة للاحتجاج احتج، مطلع هذا الشهر، العشرات من سكان حي 190 مسكن بمدينة بريكة بولاية باتنة، بالقرب من مقر الخدمات الصحية والمتواجد بحيهم، منددين برداءة الخدمات الصحية المقدمة لهم من قبل الأطباء وخاصة في الفترات الليلية، حيث يرتفع عدد الحالات الاستعجالية التي تحتاج إلى تدخل طبي، وقد أكد بعض المحتجين أنهم يعيشون هذه الوضعية منذ مدة طويلة رغم شكاويهم الكثيرة ومراسلاتهم العديدة للجهات المعنية، لكن لا فائدة، ولعل النقطة التي أفاضت الكأس هي عدم توفر المصل المضاد للسعات العقارب، والتي تعرف انتشارا كبيرا خلال فترة الليل وفي أوقات الحرارة الشديدة، لكن لا أحد من المسؤولين تحرك حسب ما أفادونا به، وقد هدد المحتجون بتصعيد الحركة الاحتجاجية في المرة القادمة إن لم تؤخذ مشاكلهم بعين الاعتبار، خاصة وان منطقة بريكة والبلديات المجاورة لها شهدت منذ دخول فصل الصيف مصرع أكثر من 4 أشخاص جراء لسعات العقارب. فضيحة جديدة تهز مصلحة التوليد “مريم بوعتورة” ومصالح الأمن تحقق في شكوى مواطنة تعرضت للضرب أثناء وضع مولودها باشرت مصالح الأمن بباتنة، منذ مدة، تحقيقات في الشكوى التي تقدم بها أحد المواطنين ضد إدارة مصلحة التوليد مريم بوعتورة، وكان المواطن المشتكي قد فقد وليده الذي توفي ساعات بعد الوضع، كما أكدت زوجته الضحية أنها تعرضت للسب والشتم من قبل القابلات في المستشفى وبعض الممرضات، وهو ما جعلها تعاني من حالة نفسية صعبة، وقد وصفت الأيام التي قضتها في العيادة بالجحيم الذي لا ينسى. وأضافت أن المعاملة التي تجدها الحوامل من القائمات على العيادة لا تتماشى وأبسط الاعتبارات الإنسانية، وليست هذه المرة الأولى التي تكون فيها العيادة المذكورة محل شكوى من قبل المواطنين، حيث سبق وأن أبدى المئات من المواطنين الوافدين عليها تذمرهم من سوء المعاملة والخدمات الطبية المتدنية في هذا الفرع الحساس، فالكثيرون قاموا بإيداع شكاوى لدى المصالح الوصية أو مصالح الأمن تنديدا بهذا الوضع، خصوصا في حالات وفاة النساء الحوامل داخل المستشفى المذكور، وغالبا ما يرجعه أزواج الضحايا إلى الإهمال والتسيب داخل المرفق الذي صرفت عليه الخزينة العمومية ملايير الدينارات وخضع مؤخرا إلى عملية تهيئة وتوسعة مست جميع أجنحته بما فيها استحداث مصلحة خاصة بالأطفال حديثي الولادة و»الخدج«، كما تزودت العيادة بالتجهيزات الضرورية لتقديم الخدمة المثلى للنساء الحوامل، سيما وأن عيادة مريم بوعتورة تعد الملجأ الوحيد لسكان الولاية من 21 دائرة و61 بلدية وبعض الولايات المجاورة كبسكرة وخنشلة وأم البواقي.. على اعتبار أن طب التوليد ينعدم في أغلب العيادات الجوارية والمراكز الصحية بالبلديات ما يجعل المواطنين يلجأون إلى مستشفى التوليد بعاصمة الولاية. الخدمات الصحية بعين جاسر محل احتجاج اشتكى سكان بلدية عين جاسر والقرى المجاورة لها من نقص الخدمات التي يعاني منها قطاع الصحة التابع لهم، ومن خلال البيان الذي استلمناه سابقا الصادر عن الجمعية الوطنية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان مكتب عين جاسر والذي يبرز أهم المشاكل الظاهرة التي يعاني منها سكان البلدية في المجال الصحي الذي يعد من المجالات الحساسة والضرورية في حياة المواطن، حيث ومن خلال الجولة التي قامت بها ذات الجمعية والمسلطة على واقع القطاع بالبلدية خاصة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية التي تعاني من مشكل المداومة الليلية لقسم الاستعجالات حيث أن معظم المرضى يتوجهون ليلا إلى الدوائر المجاورة لتلقي العلاج مع تسجيل نقص حاد في سيارات الإسعاف وفي عدد العمال من مختلف الأصناف على غرار أعوان الأمن والمنظفات والممرضين والأطباء العامين والخواص رغم التوافد الكبير لعدد المصابين بالأمراض المختلفة حيث أن المؤسسة تتوفر على طبيبين مناوبين في اليوم فقط، دون أن ننسى النقص الكبير في المعدات الطبية على مستوى المصحة مع افتقار صيدلية مركزية بذات المصحة ما تسبب في نقص الأدوية الضرورية والتي غالبا ما تكون منعدمة بسبب كثرة الطلب حيث تستقبل 20 ألف مريض شهريا بمعدل 70 مريضا يوميا. المريض “كرة” تتقاذفها مصلحتا الاستعجالات بعين التوتة يعاني العشرات من المواطنين خاصة منهم المرضى الذين يقصدون مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى عين التوتة بولاية باتنة، والذين عبروا ل»الشعب« عن استيائهم الكبير من الإجراءات التي وصفوها بالبيروقراطية في التعاطي مع المرضى خاصة في الفترة الليلية والصباحية، حيث يرفض أطباء وممرضو مصلحة الاستعجالات الطبية تقديم الاسعافات الطبية خاصة المستعجلة دون الحديث عن رؤية الطبيب التي أصبحت »مستحيلة« حيث يقوم الطاقم الطبي بتوجيه المريض إلى مصلحة الاستعجالات الجديدة المتواجدة في أحد مخارج المدينة والتي لا تحمل إلا الاسم حسب المشتكين، وهو ما وقفت عليه »الشعب«، لأنها لا تقدم أية خدمات استعجاليه للمرضى المتوافدين عليها إذ يكتفي الطاقم الطبي العامل بها بتقديم وصفات روتينية خاصة في الليل أو الصباح الباكر حيث تفقد الوصفة قيمتها الاستعجالية كون كل صيدليات الدائرة مغلقة ما يعني عدم تلقي المريض للعلاج في حينه. وعليه يناشد السكان السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الصحة التدخل العاجل لوضع حد لما يسميه السكان بعين التوتة »الإهمال المبرمج« خاصة وأن الأمر يتعلق بصحة وحياة السكان. مستشفى علي النمر بمروانة.. ازدحام خانق وغياب للأطباء الأخصائيين يستقبل مستشفى علي النمر المتواجد ببلدية مروانة بالولاية أكثر من 300 مريض يوميا من حوالي 11 بلدية و4 دوائر، حيث تحصي مصلحة الاستعجالات أكثر من 73000 مريض شهريا، على اعتبار أن فصل الصيف هو أكثر الفصول التي تكثر فيه الأمراض وتنتشر الحالات الاستعجالية. هذا الوضع سبب ضغطا كبيرا على المستشفى الذي يعاني »أصلا« من نقص ملحوظ في الإطارات البشرية حسب ما أفادت به مصادر مسؤولة في المستشفى وفي مقدمتهم المختصين خاصة في أمراض النساء والجراحين وطب العيون، إذ رغم استقدام عدد من الأطباء المختصين والقضاء على بعض النقائص وأبرزها تأخر موعد العمليات أو توجيه المريض إلى المستشفى الجامعي للولاية، إلا أنه رغم ذلك لا يزال هذا المستشفى بحاجة إلى المزيد من الأطباء، وفي مقدمتهم المختصين، فالمستشفيات العمومية قائمة على الموارد البشرية، والتجهيزات الحديثة التي تدعم بها مستشفى علي النمر بحاجة إلى هذه الموارد، ناهيك عن أن 120 سرير لم تعد تغطي حاجيات المستشفى بالنظر للعدد الهائل من المرضى الذي يستقبله، فمستشفى علي النمر باشر العمل عام 1975 حيث كان عدد السكان قليلا مقارنة بما هو عليه اليوم، ورغم ارتفاع عدد السكان إلا أن التقسيم الجديد للدوائر الصحية لم يساهم في فك العزلة وفك الضغط على مستشفى علي النمر بمروانة، حيث ينتظر استقلالية كل مصلحة صحية على حدى تضم دوائر معينة ومحدودة بين عيادة زيزا مسيكة وعيادة عين جاسر، إضافة لعلي النمر، ولعل مشكلة نقص الأطباء المختصين والضغط الذي يعاني منه قسم الاستعجالات بالضبط يدفعهم لتحويل المريض للمستشفى الجامعي بباتنة، ومما زاد من هذا الضغط استقبال المستشفى لمرضى من دوائر وبلديات لا تدخل في نطاق دائرتهم الصحية مثل تاكسلانت ورأس العيون التابعة لنقاوس وبيضة برج، وحسب المرضى فإنهم يتوجهون إلى القطاع الصحي الأحسن استقبالا وراحة. وفي ظل هذا الضغط ومشكل نقص الوعي الصحي لدى المواطنين يصب العديد من الممرضين القائمين على مصلحة الاستعجالات غضبهم على المسؤولين وقاصدي المستشفى، مؤكدين أنهم ما زالوا يعانون من أزمة حقيقية وعلى الدوام من الطوابير داخل هذه المصلحة رغم أن حالات بعض المرضى ليست من اختصاصهم. فوضى عارمة ومعاناة مستمرة للمرضى عبر العديد من المرضى الوافدين إلى قسم الاستعجالات الطبية بمستشفى باتنة الجامعي، عن تذمرهم وسخطهم الشديدين من الأوضاع المزرية التي يعانون منها أثناء تواجدهم بهذا القسم الاستعجالي من اجل الاستفادة من خدماته الصحية، والتي وصفوها بالمتدهورة خاصة المرضى الذين يصلون في حالات صحية خطيرة والذين يجبرون على الانتظار لمدة طويلة تفوق الساعة لتزداد آلامهم بسبب غياب الأطباء وتأخر المناوبة، أما إن وجد الأطباء فتراهم يتنقلون من رواق لآخر، بعضهم يتحدث في هاتفه النقال والبعض الآخر يتماطل في إسعاف المرضى والمصابين باستغراق أكبر وقت مع بعض المرضى والحالات البسيطة، مهملا بذلك الحالات الاستعجالية والطارئة القادمة خاصة من المدن الداخلية، لتصبح الفوضى وغياب الرقابة سيدة الموقف لدرجة أن بعض المرضى يعودون إلى منازلهم بعد معايشتهم لهذه الوضعية المزرية لقطاع الصحة بباتنة. وقد أكد ل»الشعب« بعض المواطنين المصاحبين للمرضى أن أصحاب المئزر الأبيض بقسم الاستعجالات بباتة ابتكروا طريقة جديدة لإسعاف المرضى خلال تمتعهم بالراحة حيث يكلفون بعض الطلبة المتربصين بالقيام بمهمتهم رغم افتقارهم للخبرة والكفاءة اللازمة، وتطرح هذه الإشكالية بحدة خاصة في الفترة المسائية التي تعرف إقبالا كبيرا للمرضى والمصابين في مختلف الحوادث الخطيرة والتي لا تشفع لهم بتلقي أبسط العناية ليذهبوا ضحية ما أسموه بالمحاباة والمحسوبية حيث تعطى الأولوية لأصحاب المعارف والمقام الرفيع، وهو الأمر الذي يؤثر على الوضع النفسي والجسدي للمرضى والمتردي أصلا. وقد ناشد المرضى المسؤولين على قطاع الصحة في باتنة التدخل العاجل لوضع حد للمعاناة التي يتكبدونها كلما توجهوا إلى هذا المستشفى والذي من المفترض أن يوفر عناية خاصة للتخفيف من معاناة المرضى وزائريه. وأمام هذه الأوضاع الصحية المزرية التي يعيشها سكان المدينة وترسيخا لمبدأ ترقية الصحة والحماية الاجتماعية وحماية الأمومة وجب التدخل العاجل من الجهات المختصة لوضع حد لمثل هذه الأوضاع المزرية أمام هذا القطاع الحساس الذي يخدم صحة المواطن.