ال رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، أمس، إن لبنان مهدد بالتعرض لخطر "الزوال الكامل" على وقع الأزمات والانهيار المتسارع. وقال الحريري، في القصر بعبدا الرئاسي عقب لقاء عقده مع الرئيس اللبناني ميشال عون، إن "خارطة الطريق" التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الشهر الماضي، إلى بيروت "تقوم على تشكيل حكومة تكنوقراط لا ينتمون إلى القوى والأحزاب السياسية للقيام بإصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية ووفق جدول زمني محدد لا يتعدى أشهرا محدودة". وقال إن "أساس المبادرة الفرنسية تنفيذ الإصلاحات بما يسمح للرئيس ماكرون، بحشد المجتمع الدولي لدعم لبنان وتوفير التمويل الخارجي، باعتبار أن هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار الرهيب الذي نعاني منه، غير أن حديث القوى والتكتلات السياسية اللبنانية خلال الآونة الأخيرة كان يتمحور حول الحصص الوزارية في الحكومة الجديدة". وذكر الحريري، أنه سيتواصل مع جميع التكتلات السياسية الرئيسية في البلاد للتأكد من التزامها بخارطة الطريق الفرنسية التي سبق وأعلنت الموافقة عليها، وعدم إفراغها من مضمونها وخاصة في الشق المتعلق بتنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، حيث اكد أنه وجد تجاوبا من رئيس الجمهورية ميشال عون إزاء هذا الموقف. ويمر لبنان بوقت عصيب اقتصاديا وماليا واجتماعيا في ظل فراغ حكومي بعد أن باءت كل المساعي لتشكيل حكومة مصغرة من خبراء مستقلين سياسيا برئاسة مصطفى أديب، سفير لبنان لدى ألمانيا إلى الفشل بعد أن أصر "حزب الله" و"حركة أمل" على الاحتفاظ بوزارة المالية وتسمية من يشغلها. وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة حسن دياب، قدمت من قبل استقالتها في العاشر أوت، بعد انفجار مرفأ بيروت الذي خلّف عن مقتل نحو 200 شخص وتدمير أحياء بكاملها وتشريد سكانها.