أشاد عبد القادر طالب عمر السفير الصحراوي بالجزائر، أمس، بالتصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون التي جدد من خلالها موقف الجزائر الداعم والثابت للقضية الصحراوية العادلة كونها آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا. وقال السفير الصحراوي بمناسبة احياء الذكرى ال45 لإعلان الوحدة الوطنية للشعب الصحراوي تحت شعار "نموت موحدين ولن نعيش مقسمين" في احتفالية احتضنها قصر الثقافة مفدي زكرياء، أن ما اكد عليه الرئيس تبون قبل يومين بمقر وزارة الدفاع الوطني "كان شافيا للغليل عميقا في معانيه وواضحا في أبعاده". وأضاف إنها "كلمات قوية وشافية تثلج الصدور وتنزل رحمة على قلوب الصحراويين والصحراويات وهم يحيون ذكرى وحدتهم الوطنية ال45". وذكر السيد طالب عمر بتصريحات رئيس الجمهورية الذي جدد دعوة الجزائر بإجراء استفتاء تقرير المصير المؤجل منذ ثلاثة عقود والتعجيل بتعيين مبعوث شخصي وتفعيل مسار المفاوضات بين طرفي النزاع. كما أكد أنه لا يوجد حل لتصفية الاستعمار بالنسبة لكل الشعب الجزائري بمؤسساته وجيشه الا من خلال استفتاء تقرير المصير. وفي الذكرى ال45 لإعلان الوحدة الصحراوية، حذر السفير الصحراوي من كل مسعى للاستخفاف بشعب بلاده كما سبق وحدث عام 1975، حيث قال "حذار أن تستخفوا بنا مرة أخرى ونحن في سنة 2020 لأنها ستكون مفاجئة بعدما أصبح الصحراويون اليوم أكثر تنظيما وقدرة وانتشارا مقارنة مع ما كانوا عليه عام 1975". ولدى تطرقه الى تقرير الأمين العام الأممي حول الصحراء الغربية المعروض للنقاش على طاولة مجلس الأمن الدولي، أكد طالب عمر أن الصحراويين ينتظرون من هذا الأخير اتخاذ قرار بشأن تنفيذ مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية بتنظيم الاستفتاء "مينورسو" واتخاذ اجراءات جادة لتمكينها من ممارسة مهمتها الأساسية التي أنشأت من أجهلها لتنظيم الاستفتاء، وبالتالي تيسير عملية انهاء الاستعمار من الصحراء الغربية. ورد السفير الصحراوي في هذا السياق على التصريحات الأخيرة لملك المغرب الذي قال إنه "لا يزال يتحدث عن المنتخبين الصحراويين في الاراضي المحتلة ويدعي أنهم اغلبية أما الأقلية فهي توجد في الخارج". وأضاف بأن "هذا تضليل وتزييف وإذا كان المخزن يصدق دعايته لنترك العالم يشهد وينظم الاستفتاء ونحن سوف نبارك نتائجه.. وإذا كان يعتقد باحترام حقوق الانسان فليفتح المنطقة ويترك العالم يشهد كيف يعيش الصحراويون هناك". وأكد بالمقابل أن الصحراويين لديهم كل المقومات لإقامة دولتهم المستقلة سواء من حيث المساحة التي تعادل 284 ألف كيلومتر مربع أو من حيث تعداد السكان أكثر من نصف مليون أو من حيث الشرعية والقانون الدولي الذي يقر بأحقية الصحراويين في تقرير مصيرهم. غير أن السفير الصحراوي جدد التأكيد على وجود قوى دولية تحاول توظيف الأممالمتحدة وهياكلها التنفيذية لخدمة مصالحها بدل القانون الدولي والحفاظ على مصداقية الأممالمتحدة مما ساهم في تعطيل مسار تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة السمراء، مشيدا في الوقت نفسه بمواقف الاتحاد الافريقي الذي أكد انه حسم الأمر بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية.