جددت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، أمس، موقف الجزائر الرسمي الثابت من قضية الصحراء الغربية، مشيرة أن التضامن مع الصحراويين على المستويين الشعبي والرسمي لاشك فيه. وأشادت البوليساريو بتصريحات الرئيس تبون الأخيرة، من مقر وزارة الدفاع الداعمة للشعب الصحراوي، معتبرة ذلك رسالة قوية للتضامن الدولي. نوّهت الوزيرة بن دودة، بالموقف الرسمي للحكومة بدعم الشعب الصحراوي النابع من قيم ومبادئ الدولة الجزائرية لدعم قضايا التحرر في العالم، قائلة: «القضية الصحراوية هي قضية كل الشعب الجزائري وليس لدينا أدنى شك، حكومة وشعبا، في التضامن مع الصحراء الغربية». وأوضحت عضو الحكومة بن دودة، في كلمة لها في ندوة حول الذكرى 45 للوحدة الصحراوية بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، أمس، أن التمسك بشرعية الصحراء الغربية قرار يتماشى مع القوانين والمواثيق الدولية التي فصلت في مسألة النزاع، مبرزة أن الجزائر تحتكم إلى المبادئ الدولية في مساندة قضايا التحرر. من جهته، أشاد سفير الصحراء الغربية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، بتصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأخيرة، المتعلقة بالوقوف إلى جنب الشعب الصحراوي ودعمه ضد الاحتلال، التي أفصح عنها في كلمته من مقر وزارة الدفاع الداعية إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير. وقال الطالب عمر: «نعتز بهذه المواقف المشرفة بالدعوة للإسراع في تنظيم استفتاء تقرير المصير»، حيث أكد الدبلوماسي أن كلام الرئيس تبون جاء في وقت تسعى قوى غربية إلى توظيف القضية في أجندات خاطئة تستخف بالموقف الرسمي الصحراوي الذي غير أساليب مواجهة العدو وفق ما يتماشى مع أطروحات الاستعمار الجديدة». وإثر هذا التغيير، أكد سفير الصحراء الغربية بالجزائر، أن القضية على مفترق طرق، داعيا مجلس الأمن الدولي الى تحمل مسؤولياته الكاملة إزاء ما قد يحدث جراء تماطل الأممالمتحدة في تمكين الصحراويين من حقهم الشرعي في الاستفتاء. وعن الوحدة الوطنية، ذكر السفير الطالب عمر إنه بفضلها فشلت وستفشل محاولات الاحتلال المغربي الأمنية والسياسية في تقسيم الشعب الصحراوي، لأنه اليوم أكثر وحدة من ذي قبل، وأكثر قناعة وصلابة في التمسك بشرعية قضيتهم وعدالتها، وتساءل عن رفض المغرب تنظيم الاستفتاء إذا كان متأكدا من قبول الشعب الصحراوي لأطروحاته الاستعمارية المفضوحة. من جانبه أثار رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي، أهمية الوحدة في بناء الدولة الصحراوية واستمرار الكفاح ضد الاحتلال المغربي، مشيرا إلى انتهاكات نظام المخزن في الأراضي المحتلة ضد الشعب الصحراوي المطالب بالاستقلال. لهذه الغاية، أكد العياشي أن الجزائر ليست ضد الشعب المغربي الشقيق ولكن ضد الاستعمار، وهذا نابع من قناعتها في التضامن مع الشعوب المستعمَرة، مؤكدا أن المساندة الجزائرية لا مشروطة، وثابتة مع الشعب الصحراوي الشقيق، ومستمرة إلى غاية تحقيق النصر والاستقلال، قائلا: «إن الصحراويين يطالبون فقط بحقوقهم المشروعة، رافضين البقاء في اللجوء والشتات أمام تعطل مسار التسوية منذ 45 سنة». وعن الدعم الوطني، رافعت أحزاب سياسية لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال من آخر مستعمرة إفريقية. ولتأكيد التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي في ذكرى الوحدة، رافع عدد من الدبلوماسيين لضرورة الضغط على الأممالمتحدة لتسريع وتيرة التسوية بعد تعطل المفاوضات بين طرفي النزاع، واستقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية. وشدد ممثلو سفارات جنوب إفريقيا وزيمبابوي وفنزويلا، على دعم الموقف الجزائري المساند للصحراء الغربية.