استبعد ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، أمس، كل إمكانية للتوصل إلى تسوية للنزاع في الصحراء الغربية في ظل عدم الانخراط الجاد لمجلس الأمن الدولي الذي لا يزال في موقع المتفرج على قضية مصنفة لدى الأممالمتحدة ضمن قائمة الأقاليم المستعمرة التي تنتظر تصفية الاستعمار منها. وقال الدبلوماسي الصحراوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عقب الاجتماع المغلق لمجلس الأمن نهاية الأسبوع حول النزاع في الصحراء الغربية، إنه لا يمكن التعويل على دور أي مبعوث شخصي أممي جديد الى الصحراء الغربية لتحريك العملية السياسية للنزاع في الصحراء الغربية، في ظل غياب الارادة السياسية للاحتلال المغربي وعدم انخراط جاد لمجلس الأمن الدولي". كما استبعد "كل تسوية جادة للنزاع في ظل غياب الارادة السياسية لدولة الاحتلال المغربي" والتي تعززت كما أكد "بدعم من بعض الأطراف المعروفة داخل مجلس الأمن التي تراهن هي الأخرى على ترسيخ الوضع القائم في المنطقة من خلال احتلال مغربي غير شرعي لأجزاء من الصحراء الغربية". وبينما حمل محمد عمار الأممالمتحدة ومجلس الأمن سبب الجمود في تسوية النزاع، أكد بأن تقرير غوتيريس حول الصحراء الغربية لا يتوافق مع نص وروح مسار التسوية الأممية والافريقية ويساوي بغير حق بين الضحية والجلاد. وقال إنه "لم يكن تقريرا وافيا ولا شاملا من حيث وصف الوضع كما هو بل أكثر من ذلك" فقد "أعطى انطباعا خاطئا" لمجلس الأمن بأن الأمور هادئة وتسير على ما يرام في وقت تشهد المنطقة حالة من الغليان خاصة في منطقة الكركرات كما تواصل سلطات المغربية انتهاكاتها الصارخة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة. وعشية مناقشة مجلس الأمن لتقرير غوتيريس، تصاعدت الأصوات والنداءات المطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، بداية من نيجيريا إلى جنوب إفريقيا مرورا بمقاطعة ليشتنشتاين ووصولا الى كوبا، والتي ألحت جميعها على ضرورة انهاء الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وهو ما ذهب إليه رئيس البعثة الدائمة لنيجيريا لدى الأممالمتحدة إبراهيم موديبو عمر الذي جدد دعم بلاده لحق شعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير والاستقلال، داعيا إلى "الضرورة الملحة" للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لمسألة آخر مستعمرة في إفريقيا. ودعا الدبلوماسي النيجيري خلال المناقشة العامة المشتركة للجنة المسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار المعروفة باسم اللجنة الرابعة، الأمين العام الاممي إلى "تعيين مبعوث خاص للصحراء الغربية" و«تفعيل مسار السلام"، حاثا في الوقت نفسه الطرفين جبهة البوليزاريو والمغرب على "استئناف المفاوضات المباشرة". ونفس الدعوة وجهها ممثل جنوب إفريقيا الدائم لدى الأممالمتحدة شوليسا مابونكو، الذي أكد ضرورة أن تسهل الأممالمتحدة تنظيم الاستفتاء طبقا للعهدة الممنوحة لبعثة الأممالمتحدة الخاصة بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" منذ 31 سنة بالضبط. ولم يخرج الممثل الدائم لدولة ليشتنشتاين لدى الأممالمتحدة جيورج سباربير عن نفس هذا الموقف بعد أن اعتبر أنه يتعين على الولاياتالمتحدة العمل "بحسن نية" مع منظمة الأممالمتحدة لتحقيق وعود تقرير المصير في الصحراء الغربية، واصفا التماطل المسجل في تعيين مبعوث شخصي جديد الى الاقليم الصحراوي المحتل ب "غير المقبول". من جانبه، أكد الحزب الشيوعي الكوبي على أن القضية الصحراوية، قضية محورية في سياسته الخارجية، مبرزا دعم كوبا الثابت لقضية الشعب الصحراوي الذي تربطه بالشعب الكوبي علاقات سياسية وثقافية صلبة. وجاء ذلك خلال استقبال سفير الجمهورية الصحراوية بكوبا، عمار بولسان، من قبل منسق لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الكوبي، أنخل أرثواكا رييس، وذلك بمقر اللجنة المركزية للحزب. وتزامن ذلك مع دعوة السفير الصحراوي في أوغنداوجنوب السودان في مقال نشرته الصحيفة الاوغندية "نيو فيزيون" الجمعة، دول منظمة شرق أفريقيا ب "مضاعفة وتقوية دعمها وتضامنها مع الكفاح الذي تخوضه آخر مستعمرة في أفريقيا".