بلغت مستحقات الطاقة الكهربائية المستهلكة وغير المدفوعة بولاية تيزي وزو، أزيد من 5 ملايير دينار؛ حيث ألحقت الفواتير المتراكمة غير المسددة طيلة الحجر الصحي المفروض بسبب جائحة كورونا، أضرارا كبيرة بالوكالة في ضمان استمرارية الإنتاج والاستثمار؛ ما كان وراء إطلاق امتياز التوزيع للغاز والكهرباء بالولاية، نداء لفائدة الزبائن للتقرب من الوكالات التجارية لتسديد المستحقات قبل نهاية السنة، وهو آخر أجل لفئة من الزبائن المتخلفين عن الدفع، الذين ستضطر الوكالة لقطع التيار عنهم، حسبما أكد مدير امتياز التوزيع للغاز والكهرباء لتيزي وزو محمد جوادي. تمثل المستحقات غير المدفوعة، حسبما أكد مدير امتياز التوزيع للغاز والكهرباء لدى الزبائن، 78 بالمائة (خواص)، و20 بالمائة مستحقات الإدارات، كالجزائرية للمياه والبلديات، وتمثل في مجملها 40 بالمائة، ونفس النسبة للزبائن العاديين والمحلات الصغيرة، التي تسببت في بلوغ مجموع مستحقات الطاقة الكهربائية المستهلكة وغير المدفوعة، أكثر من 5 ملايير دينار، حيث بقي هذا عالقا لدى المستهلكين عوض أن يكون في الخزينة العمومية، يسمح بتمويل المشاريع الاستثمارية، وتحسين الخدمة العمومية. وأوضح مدير امتياز التوزيع للغاز والكهرباء خلال استضافته بإذاعة تيزي وزو، أنه تم إحصاء نحو 211 ألف زبون لم يدفعوا فاتورة استهلاك الطاقة طيلة فترة الحجر الصحي، وبعد رفعه أيضا؛ حيث يمثل منهم نحو 20 بالمائة المنازل، و80 بالمائة المحلات التجارية؛ كالمخابز، والقصابات، والفضاءات التجارية لبيع المواد العامة.. وغيرها، الذين لم يتوقفوا عن النشاط رغم الحجر الصحي، والذي تظهره كمية الكهرباء المستهلكة، كما هو مدوَّن في الفاتورة، موضحا بخصوص الاستهلاك المنزلي، أنه لا يتم قطع التيار عن الزبائن العاديين، لكن عليهم بالتقرب من الوكالة القريبة منهم للحصول على رزنامة الدفع على مراحل، بينما يتوجب على أصحاب المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية العامة الذين استمر نشاطهم خلال الحجر الصحي والمقدر عددهم ب 23 ألف زبونا، دفع ما استهلكوه من الطاقة قبل نهاية السنة الجارية، لتفادي قطع التيار عنهم. وذكر محدثنا أنه تم منذ مارس المنصرم، منح تسهيلات للمستهلك في ما يخص الدفع، لكن الزبون لم يكن ملتزما، ليواجه امتياز التوزيع صعوبات في الحصول على تمويل، والذي دفعها لاستغلال ميزانيتها، مؤكدا أنه حان الوقت لجمع المستحقات العالقة لاستغلالها لإنجاز مخطط الاستثمار لسنة 2021، وتحسين الخدمة العمومية؛ حيث إن المواطن هو الخاسر؛ على اعتبار أن هناك برامج للربط بالغاز الطبيعي قيد الإنجاز عبر عدة بلديات. وعدم دفع مستحقات المؤسسات المنجزة لهذه المشاريع، قد يؤدي إلى تأخر الأشغال أو توقفها، وهو ما تسعى الوكالة لمنع حدوثه. ربط 8 آلاف منزل بغاز المدينة في سياق آخر، أكد مدير امتياز التوزيع للغاز والكهرباء لتيزي وزو، أن عاصمة الولاية مؤمَّنة من حيث الغاز الطبيعي، وحاليا قيد التوسيع لتغطية أحياء موزعة بالمناطق الجبلية، موضحا أن الوكالة وضعت هدف ربط نحو 8 آلاف منزل بغاز المدينة نهاية السنة، علما أنه تم ربط 12 ألف منزل منذ بداية عام 2020، وهو ما سمح بتحقيق نسبة تغطية قدرها 87 بالمائة. وأوضح المتحدث أن الوكالة تمكنت من ربط 63 بلدية بشبكة الغاز الطبيعي، 48 بلدية منها مزودة بنسبة 100 بالمائة، والأشغال جارية لضمان ربط البلديات المتبقية (أقرو، وآيت شافع، وزكري)، موضحا أن أشغال إنجاز شبكة "غاز أوديك" يجب أن تسير في نفس الوتيرة، غير أنه أحيانا يواجه المشروع معارضة ببلديتي فريحة واعزازقة في ما يخص تمرير الشبكة لإيصال هذه البلديات، وصولا إلى ولاية بجاية لربط عدة بلديات، مؤكدا أهمية هذا المشروع الذي حظي بقرار رفع التجميد، والذي خُصص له ميزانية بقيمة 400 مليار سنتيم، في حين تبقى بلدية "إيليلتن" تعاني معارضة على مستوى شبكة التوزيع، تزيد عن 1.4 كلم؛ ما تَسبب في تأخر الأشغال. وذكّر جوادي ببرنامج التحسيس الذي تطلقه امتياز التوزيع كل سنة، بالتنسيق مع مديرية التجارة والحماية المدنية لفائدة مستعملي غاز المدينة، مؤكدا أن الحملة انطلقت في أكتوبر الجاري، وتمتد إلى غاية مارس، وتمس المدارس لنشر التوعية والتحسيس والجمعيات بالقرى... وغيرها؛ لضمان التحسيس بالاستعمال الجيد لهذه الطاقة، مشددا على ضرورة صيانة أجهزة التدفئة، وإعلام المصالح المعنية للتدخل، وتفادي حوادث الاختناقات.