شكل التعاون الثنائي بين الجزائروالبرتغال في المجال الاقتصادي والسياسي والأمني محور المحادثات التي جرت أمس، بين وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، ونظيره البرتغالي اوغوستو سانتوس سيلفا، الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر دامت يوما واحدا حظي خلالها باستقبال من قبل الوزير الأول عبد العزيز جراد. وأكد الوزير البرتغالي، عقب اللقاء الذي جمعه بالسيد بوقدوم، أن "العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة وكثيفة سواء من الجانب السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي". وكشف المسؤول البرتغالي، في هذا الاطار عن تواجد 80 شركة برتغالية مستثمرة تساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل والتي تستغل الفرص التي تمنحها لها الجزائر"، مضيفا أن "الجزائر هي أكبر ممون للغاز للبرتغال". وأضاف الوزير البرتغالي، أن اللقاء شكل فرصة للتطرق إلى الرئاسة الدورية للبرتغال على رأس الاتحاد الأوروبي بين شهري جانفي وجوان من العام القادم، سيتم خلالها تسليط الضوء على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وبين الاتحاد الأوروبي ودول منطقة المتوسط وكذا سياسة الجوار مع الجنوب ومسائل التعاون حول الطاقة والهجرة، بالإضافة إلى المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب. وأضاف رئيس الدبلوماسية البرتغالي، أنه تبادل "وجهات النظر مع نظيره الجزائري حول مسألة الأمن في الساحل وطرق مساهمة البرتغالوالجزائر في استقرار هذه المنطقة الهامة بالنسبة لإفريقيا والاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى التطرق الى المسائل المرتبطة بالوضع في شمال إفريقيا وبصفة خاصة في ليبيا التي تعد "احدى الاهتمامات الرئيسية للجزائر والبرتغال و أوروبا". كما شدد على ضرورة التوجه صوب "شراكة حقيقية بين ضفتي المتوسط" في إطار سياسة الجوار لأوروبا. من جهته أكد السيد بوقدوم، على العلاقات المتميزة التي تربط الجزائروالبرتغال والمبنية على الثقة والتعاون والتضامن، بدليل أن الجزائر "تعتبر من أكبر مموني البرتغال بموارد الطاقة بتغطيتها لحوالي 40 بالمئة من حاجيات هذا البلد من النفط والغاز"، مما جعله يؤكد أن التبادل التجاري بين البلدين "قد يصل هذه السنة الى 1 مليار دولار لصالح الجزائر". كما تم التطرق خلال اللقاء إلى العلاقات الاقليمية والدولية لا سيما مسائل الهجرة غير الشرعية والوضع في الصحراء الغربية وليبيا ومالي ومنطقة الساحل. وكانت المحادثات التي تمت بين الوزير الأول عبد العزيز جراد، والمسؤول البرتغالي، قد تناولت سبل وآليات تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تحضير الاستحقاقات الثنائية المقبلة، لاسيما الدورة السادسة للاجتماع رفيع المستوى الجزائريالبرتغالي. وكان بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أشار الى أن زيارة المسؤول البرتغالي تندرج "في إطار مواصلة وتعميق روابط الصداقة والتعاون بين الجزائروالبرتغال وفقا لأحكام وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة في الجزائر بتاريخ 8 جانفي 2005". محادثات ثنائية في مجال الأشغال العمومية على صعيد آخر بحث وزير الأشغال العمومية فاروق شيعلي، مع كاتب الدولة للعلاقات الدولية لدى وزارة الخارجية البرتغالية أوريكو بريونت دياس، إمكانيات التعاون الثنائي في قطاع الأشغال العمومية والتوجه للعمل المشترك في افريقيا. وأوضح الوزير شيعلي في تصريح بعد جلسة عمل بمقر الوزارة بالعاصمة، أنه اتفق مع الوزير البرتغالي على ضرورة اعادة تفعيل نشاط الشركات البرتغاليةبالجزائر والتي تأثر نشاطها بفعل جائحة "كوفيد-19". كما تمحور اللقاء حول عدة نقاط لاسيما المشاريع التي تنجزها الشركات البرتغالية في الجزائر والتي عرفت بعض التأخر، مشيرا حيث تم الاتفاق على ضرورة إنعاش هذه الشركات وإعطائها دفعا جديدا وخاصة تلك التي تعاني من صعوبات للقيام بإعادة تفعيلها وحلحلة مشاريعها. كما تناول الطرفان مسائل تبادل الخبرة بين الدولتين في قطاع الأشغال العمومية والاستعانة بالشركات الجزائريةوالبرتغالية لتصدير المنتجات والخبرات إلى إفريقيا، على ضوء العديد من المشاريع المبرمجة في دول القارة. ولفت الوزير إلى الأهمية الجغرافية للجزائر والتي تعد بوابة نحو افريقيا ولها حدود مع العديد من الدول الإفريقية. من جانبه تطرق كاتب الدولة البرتغالي إلى الإمكانيات المعتبرة المتوفرة للعمل المشترك كما تمت مناقشة الأطر الكفيلة بدفع التعاون الثنائي عبر تنسيق العمل بين الشركات البرتغاليةوالجزائرية لاقتحام السوق الإفريقية.