دعا الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، إلى بذل المزيد من الجهود الحثيثة، لتطوير مردودية مؤسسات الصناعات العسكرية، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد جراء انتشار وباء كورونا المستجد، معربا عن أسفه لتسجيل يوميا أرقام مرتفعة للمصابين بهذا الفيروس. وقال الفريق شنقريحة، خلال ترؤسه اجتماع عمل مع المديرين العامين للمؤسسات الصناعية التابعة لمديرية الصناعات العسكرية، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، أن الوضعية الصحية في البلاد، تستدعي من الجميع "التقيد الصارم بالإجراءات والتدابير الوقائية لمواجهة هذا الوباء القاتل، شريطة أن لا يلهينا ذلك عن أداء مهامنا وواجباتنا، خاصة على مستوى المؤسسات الصناعية التي تشرفون عليها، والتي يتواجد بها عدد معتبر من الموظفين والعمال المدنيين الشبيهين، الذين يتطلب حضورهم اليومي لأداء مهامهم، الاحترام الدقيق للاحتياطات التي تتطلبها مثل هذه الظروف الاستثنائية". وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على الأهمية القصوى التي توليها القيادة العليا للجيش لقطاع الصناعات العسكرية في بلادنا، "سواء تعلق الأمر بصناعة الأسلحة والذخائر، أو بالصناعات الميكانيكية والعربات العسكرية، أو بالألبسة وبمختلف الأغراض العسكرية، والتي تمثل مشهدا آخر من مشاهد العمل الميداني الرصين، المبني على رؤية استشرافية، بعيدة النظر" بكيفية "تجعل من البحث والتطوير والتصنيع العسكري، بمختلف فروعه وتخصصاته، أحد أهم انشغالاتها، بل أولوياتها التي تستحق المزيد من العناية والرعاية". وأكد الفريق شنقريحة أنه يتعين ضمن هذه المقاربة، توسيع دائرة اهتمامات الصناعة العسكرية، لتشمل ليس فقط تلبية احتياجات الجيش والأسلاك المشتركة والسوق المحلية، بل تتعداه إلى الولوج إلى الأسواق الإقليمية، بل وحتى الدولية، والتفكير جديا في تصدير المنتوجات العسكرية الوطنية، شريطة الحرص على جودتها ومطابقتها للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، فضلا عن اعتماد الشفافية وأحدث طرق التسيير العصرية، والرفع من نسبة الإدماج، التي تضمن المنافسة مع المنتوجات الأخرى، من حيث الجودة والأسعار، انطلاقا من التكلفة المعقولة للمواد الأولية التي تتوفر عليها البلاد، وكذا توفر اليد العاملة المؤهلة. كما أكد حرصه الشديد الذي يوليه لتقييم الخطوات المنجزة في مجال الصناعات العسكرية بكافة فروعها وتخصصاتها، قائلا في هذا السياق أنه "رغم تقديرنا وتثميننا للإنجازات المحققة إلى غاية الآن، في هذا المجال الهام، إلا أننا نعتقد أنه بإمكاننا تحقيق المزيد من الإنجازات، إذا ما تم الاستغلال الأمثل والاستعمال الأوفى لمخزون الطاقات البشرية، الذي تتوفر عليه مديرية الصناعات العسكرية، وإذا ما استطاعت المؤسسات الصناعية، أن توظف كما ينبغي الوسائل والتجهيزات الموجودة في حوزتها، فبذلك وبذلك فقط، ستنجح لا محالة في تحقيق الأهداف المنتظرة منها". كما أعرب الفريق شنقريحة، عن يقينه التام "بأن التحديات الكبرى في أي مجال من المجالات، لا يتم كسبها إلا بالعزائم القوية المفعمة بالإصرار، والمدعومة بالكفاءة اللازمة، وبالخصال الحميدة كالنزاهة والإخلاص والوعي بأهمية المهام الواجب أداؤها، بما يكفل اكتساب القدرة الحقيقية على تحقيق الأهداف الطموحة المسطرة". وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على ضرورة بلوغ الأهداف الخاصة بضرورة "التحسين المستمر للمعارف والمهارات للإطارات والمستخدمين، وكذا العمل دون هوادة وبتفان شديد من أجل المحافظة على هذه المكاسب التي لا تقدر بثمن، وكذا المساهمة بفعالية في الرفع المتواصل لمنحنى صناعتنا العسكرية". للإشارة، تابع الفريق شنقريحة خلال هذا الاجتماع، عرضا شاملا قدمه مدير الصناعات العسكرية وعروضا أخرى قدمها مديرو المؤسسات الصناعية، تضمنت مخططات أعباء هذه المؤسسات ونوعية منتجاتها، وكذا مخطط التطوير الشامل للصناعة العسكرية في بلادنا.