❊على المواطنين والطبقة السياسية والنخبة البقاء بالمرصاد ❊علينا التكاتف وحلّ مشاكلنا الداخلية والتضامن والأخوة ❊شعبنا يبغي بناء دولة اجتماعية-ديمقراطية وفق الثوابت الوطنية والدينية ❊إرادة حقيقية للرئيس والحكومة لتجاوز هذه الأزمة الظرفية استغل الوزير الأول عبد العزيز جراد فرصة افتتاحه، أمس، لندوة تاريخية خصّصت لذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، من أجل التطرق إلى آخر الأحداث التي شهدتها منطقتنا وبعض المسائل الوطنية، وعلى رأسها الأزمة الصحية جراء وباء كورونا. ولم يخف السيد جراد قلقه من تطوّرات الأحداث في الحدود الغربية للبلاد، لاسيما بعد إعلان المملكة المغربية عن تطبيع علاقاتها رسميا مع الكيان الصهيوني. وضع يحمل في طياته مخاطر وتهديدات حقيقية على الجزائر، كما حذّر منه، لأنه مكن الكيان الصهيوني من "الوصول إلينا". ودعا الوزير الأول عبد العزيز جراد الشعب الجزائري إلى تضامن حقيقي لمجابهة التحديات المحيطة بالبلاد، محذرا من أن الجزائر "مستهدفة". وقال إن ما يؤكد استهداف الجزائر هو "بروز دلائل تشير إلى وجود تهديدات حقيقية على حدود الجزائر"، التي قال إن "الكيان الصهيوني وصل إليها". وجاءت هذه التحذيرات خلال إشراف الوزير الأول على افتتاح ندوة احتضنها مقر الأرشيف الوطني، تخليدا للذكرى 60 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960. حيث تحدث عن مخاطر جهوية تحيط بالجزائر، مشدّدا في هذا السياق، على "ضرورة عدم إغفال ما يشهده المحيط الجهوي من مخاطر ناجمة عن عدم استقرار المنطقة"، ليؤكد بأن "الجزائر مستهدفة بالذات". ونبّه الوزير الأول إلى وجود عمليات أجنبية "تريد ضرب استقرار البلاد"، قائلا "ها هي الدلائل اليوم، عندما نرى ما يحدث على كل حدودنا"، مستدلا في هذا الصدد بما يعرفه الفضاء المغاربي و الإفريقي المحيط بالجزائر من مخاطر وعدم استقرار وحروب، مضيفا أن ما يحدث اليوم يشير إلى وجود "إرادة حقيقية" لضرب الجزائر، وهو ما يؤكده –كما أوضح- "وصول الكيان الصهيوني قرب الحدود". وضع دفع السيد جراد إلى التوجه للجزائريين بغية تحذيرهم من عواقب ما يحدث، حيث قال "حذار.. عندما نقول للشعب الجزائري أنه علينا التكاتف وحلّ مشاكلنا الداخلية فيما بيننا، فإنه يتعين عليه إدراك أهمية جهود التضامن والأخوة في إيجاد أحسن الطرق للخروج من هذه الأزمة"، مهيبا بالمواطنين والطبقة السياسية والنخبة أن تبقى بالمرصاد وأن تعمل على الحفاظ على استقرار البلاد وحماية المواطنين. وذكر الوزير الأول، في هذا الصدد بمرامي الشعب الجزائري الذي يبغي - مثلما أضاف - "بناء دولة اجتماعية-ديمقراطية، انطلاقا من احترام الثوابت الوطنية والدينية"، وهو ما يستدعي -حسبه- التركيز على "الأهم"، أما القضايا التقنية الأخرى وتلك المتعلقة بالتسيير، فقال بشأنها "نحن واقفون دائما لحلّها تدريجيا، مع تحقيق الاستقرار وارتفاع أسعار النفط". وخلص الوزير الأول في هذا الإطار، إلى تسجيل قناعته بوجود "تضامن حقيقي" بين أفراد الشعب و"إرادة حقيقية" من قبل رئيس الجمهورية والحكومة للعمل دون هوادة، من أجل إخراج بلادنا من هذه الأزمة الظرفية. كوفيد 19: الجزائر ستقتني اللقاح الأكثر ضمانا من جهة أخرى، وضمن مساعي الحكومة لحل الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي وباء كورونا، طمأن الوزير الأول بأن الجزائر ستقتني اللقاح الخاص بفيروس كوفيد-19 الذي يتوفر على "ضمانات أكيدة"، وهو ما يستدعي عدم التسرع وتفادي معالجة هذه المسألة ب"عشوائية"، مثلما صرح به. وعلى هامش الندوة التاريخية، أكد قائلا "سنأخذ القرار اللازم والمناسب لاختيار اللقاح الذي يتوفر على ضمانات كبيرة"، مضيفا في هذا الإطار "عندما نتخذ القرار، يجب أن تكون لدينا ضمانات أكيدة مائة بالمائة بأننا اخترنا اللقاح الصحيح"، وهذا "احتراما لشعبنا ومواطنينا، وانطلاقا من العمل العلمي الذي كنا قد باشرناه منذ بداية الوباء". كما أشار إلى أن هذه الخطوة سيتم اتخاذها بالعمل مع اللجنة العلمية، مجدّدا ثقته بها.حيث قال "يجب أن نثق في علمائنا وأطبائنا وفي العمل الذي قمنا به منذ بداية الأزمة الصحية"، والذي يتم وفق "طريقة منهجية ومقاربة عقلانية وعلمية". واستغل الفرصة لتثمين التدابير "الاستباقية" التي اتخذتها الجزائر لغاية الآن والتي مكنتها من "التحكم في مختلف مراحل هذه الأزمة الصحية"، مقارنة بالدول الأخرى التي تبنتها في وقت لاحق، وهي الخطوات التي أبانت عن فعاليتها "رغم كل ما قيل ويقال"، وفقا لما صرح به، داعيا إلى "التحلي بالثقة ودحر الإشاعات والأكاذيب" للخروج من هذه الأزمة متعدّدة الأبعاد.