أعلن عبد الرحمن بن بوزيد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، عن إطلاق 6 مشاريع رقمية تدخل ضمن التوجيهات المدرجة في برنامج الحكومة والعمل على ضمان رعاية صحية نوعية لكل المواطنين. واعترف بن بوزيد خلال ندوة صحفية عقدها، أمس، أن المنظومة الصحية رغم ما بذل ويبذل من جهود للارتقاء بخدماتها مازالت تعرف نقائص ونقاط ضعف يجب التكفل بها مؤكدا أن وزارته اعتمدت لأجل ذلك استراتيجية أخذت بمعيار تحديث وعصرنة الهياكل الصحية وسيلتها لتحقيق الهدف المرجو في تكفل صحي ذي نوعية لكل مواطن جزائري. وكشف وزير الصحة ضمن هذه المقاربة الرامية إلى إخراج قطاع الصحة من وضعيته الحالية عن مشروع "المستشفى الرقمي" الذي سيمكن من تحقيق هذا المبتغى وتقديم خدمات صحية راقية في هياكل مواكبة وعصرية تعتمد على الرقمنة كوسيلة عملية لتحقيق ذلك، بداية من استحداث الملف الطبي لكل مريض وإنشاء قاعدة بيانات صحية يتم الولوج إليها عبر تطبيق رقمي مرتبط بقاعدة بيانات الشبكة الصحية الداخلية والخارجية على حد سواء. وأضاف الوزير أن هاتين الشبكتين تكونان مرتبطتين رقميا بين الطبيب المعالج، والمريض والهيكل الصحي ضمن معطيات مترابطة كفيلة بضمان تكفل جاد وفعّال بكل مواطن في حاجة لخدمات طبية ربحا للوقت وتخفيفا من معاناة المرضى في التنقل والبحث عن من يعالجهم من مستشفى إلى آخر.ويعد المشروع الأول خطوة على مسار تحسين الخدمات الصحية بينما يخص المشروع الثاني، رقمنة العلاقات بين هيئات الضمان الاجتماعي عبر بطاقة الشفاء، التي سيتم اعتماد رقم بطاقة التعريف البيومترية لأول مرة ودمجه في الملف الطبي الإلكتروني لكل مريض بكل المعلومات الصحية الدقيقة التي تخص وضعه الصحي. أما المشروع الثالث في إطار الاستراتيجية الصحية الجديدة فيخص رقمنة الإدارة المركزية وربطها بالمؤسسات الاستشفائية تسهيلا لآليات معالجة مختلف الملفات ذات العلاقة بالأنشطة الطبية، يكون مرفوقا بمشروع لرقمنة مخططات النشاط، يسمح بتقييم الجانبين المادي والبشري للهياكل الصحية. وأضاف الوزير بن بوزيد أن آخر مشروع في هذه الديناميكية الصحية المرجو تجسيدها فتخص استحداث ما سماه ب "الصيدلية الإلكترونية" تشتمل على قاعدة بيانات الدواء المستهلك ومعرفة احتياجات المستشفيات بصفة دقيقة، ترشيدا للنفقات ومنعا لأي ندرة أو أزمة في الدواء. ولأن هذا المشروع الطموح ذو علاقة مباشرة بقطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية فقد استغل وزير هذا لقطاع، إبراهيم بومزار، ليؤكد استعداد قطاعه لتجسيد هذه المشاريع من خلال ربط المستشفيات والمراكز الصحية بشبكة الأنترنيت، مؤكدا أن العملية بدأت فعلا بربط 67 مركزا صحيا بمناطق الظل بالجزائر العاصمة بهذه الخدمة. وقال من جهته منير خالد، وزير الرقمنة والإحصائيات عن دراسة 64 عملية رقمية، 36 من بينها تم الانتهاء منها بينما قطعت 24 عملية أخرى 90% من نسبة إتمامها.