يواصل عديد الخبراء الدوليين التأكيد على أن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسيادة مزعومة للمغرب على الصحراء الغربية قبل أيام قليلة من مغادرته البيت الأبيض "لا معنى له"، ولا يمس بالإطار القانوني لقضية صحراوية تصنفها الأممالمتحدة ضمن قائمة الأقاليم المستعمرة التي تنتظر استقلالها. وأكد روبير مالي رئيس مجموعة الأزمات الدولية أن "الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل لا معنى من وجهة نظر القانون الدولي له وكان له أثر سلبي على ملف الصحراء الغربية". وأوضح روبير مالي الذي شغل منصب مستشار للرئيسين الأمريكيين باراك أوباما وبيل كلينتون، أن "ترامب عُرف بسياسة المقايضة وهي شكل من أشكال الصفقات تبرم ليس على أساس القيم بل على أساس المصالح المادية". وأضاف حول حصيلة عهدة دونالد ترامب، أن هذا الأخير "أضر كثيرا.. لأنه فضل مصلحته الشخصية ومصلحة من يحيطون به على حساب جميع القيم والمعايير والتحالفات الدولية للولايات المتحدة والاستقرار عبر العالم". من جهته أكد مارسيلو كوهان، أستاذ القانون الدولي بمعهد الدراسات العليا الدولية والتنمية بجنيف، أن ردود الفعل التي أثارها إعلان ترامب بخصوص الاعتراف بسيادة وهمية للمغرب على الصحراء الغربية، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد يجتاز الخطوة ويلغي القرار. وقال لإحدى الفضائيات السويسرية إن معارضة هذا الإعلان من قبل شخصيات سياسية أمريكية، خاصة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بغرفة النواب يشير إلى أن بايدن قد يجتاز الخطوة ويلغي قرار ترامب. مؤكدا أنه من "الناحية النظرية يمكن أن يلغي بايدن قرار ترامب لكن يصعب القيام بذلك من الناحية السياسية لأنه كما نعلم تم هذا الإعلان مقابل تطبيع العلاقات" بين المغرب والكيان الصهيوني. ولكنه شدد القول على أن إعلان ترامب لن يغير شيئا في طبيعة النزاع في الصحراء الغربية التي تبقى إقليما ينتظر استقلاله مذكرا بتصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي اعتبر بأن موقف هذه المنظمة يبقى نفسه بخصوص مسألة الأقاليم المحتلة. بالتزامن مع ذلك طالبت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، الإدارة الأمريكية الجديدة بإلغاء إعلان ترامب، معبرة عن "أملها في أن تعارض إدارة بايدن القرار الأخير لإدارة ترامب" بالاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، مشدّدة على أن "هذا القرار يتعارض مع قرارات الأممالمتحدة التي طالبت بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي والذي تأخر لنحو ثلاثة عقود". كما أبدت أملها في أن "يحسّن بايدن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه القارة الافريقية على أن تتسم هذه العلاقات بالاحترام والتعاون العالمي".