كشف وزير الموارد المائية أرزقي براقي، أوّل أمس، بجيجل، عن انتهاء دائرته الوزارية من إعداد مخطط وطني لإعادة تأهيل شبكات مياه الشرب، موضّحا أنّ مصالح الوزارة خصّصت ما يناهز 75 مليار دينار لتجسيد العملية، كما تم وضع استراتيجية وطنية لتسيير ومجابهة الفيضانات، حيث تمّ إحصاء 865 منطقة تعتبر الأكثر عرضة للفيضانات. في هذا الشأن أوضح الوزير، أنّ اهتراء شبكات مياه الشرب تسبّب في "ضياع كميات هائلة" من المياه وفي عدم وصولها للمواطن وحتى إن وصلت فيكون ذلك بكميات قليلة، مشيرا إلى أنّ تجسيد مختلف العمليات التي يتضمّنها هذا المخطّط ستسمح ب«تحسين" تموين المواطنين بماء الشرب، والحفاظ عليه من الضياع، وكشف من جهة أخرى عن اتّخاذ قرار من طرف السلطات العليا للبلاد يقضي بتزويد ولاية جيجل بمحطة لتحلية مياه البحر في آفاق 2030، قائلا إنّ الهدف الأساسي من هذا المشروع يكمن في "مجابهة التغيرات المناخية بطريقة نهائية وضمان تزويد المواطنين خاصة الموجودين عبر الشريط الساحلي بالمياه بأريحية". وخلال تفقده لسدّ تابلوط ببلدية جيملة، أكّد براقي، أنّ الحكومة أعلنت عن قرار رفع التجميد على مشروع تزويد 7 بلديات جنوبية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد تابلوط بغلاف مالي فاق 1100 مليار سنتيم، وهي بلديات جيملة، بودريعة بن ياجيس، تاكسنة، وجانة، الطاهير، الشقفة وبلدية الشحنة، موضّحا أنّه سيتم كمرحلة استعجالية أولى تزويد سكان بلديتي جيملة وبن ياجيس بمياه الشرب، على أن تنطلق أشغال الربط والتزوّد للبلديات الخمس المتبقية في الأسابيع القادمة بعد إسناد العملية بالتراضي لعدد من المؤسّسات لاستلام المشروع في أقرب الآجال، معتبرا أنّ هذا المشروع الضخم والمهيكل سيقضي مستقبلا على مشكل التزوّد بالمياه بالولاية. أما بلدية الميلية، فأشرف الوزير، على انطلاق ضخ مياه سد بوسيابة انطلاقا من محطة الضخ لتزويد 6 بلديات شرقية هي الميلية، أولاد يحيى خدروش، أولاد رابح، السطارة، غبالة وسيدي معروف وتزويدها بمياه الشرب من هذا السد، مشيرا إلى أنّ هذا المشروع القطاعي الكبير الذي أنجزته أياد جزائرية كلّف الخزينة العمومية حوالي 180 مليار سنتيم، وكمرحلة أولى سيتمّ تزويد 3 بلديات شرقية هي الميلية، السطارة وأولاد يحي خدروش، على مدار أيام الأسبوع، أما بلديات أولاد رابح، غبالة وسيدي معروف فشدّد الوزير على ضرورة التعجيل في استكمال عملية ربطها قبل حلول شهر رمضان كحدّ أقصى. كما عاين الوزير، بالميلية أشغال إنجاز مشروع تزويد مخطّط شغل الأراضي "أسردون" بمياه الشرب، حيث استمع لعرض مدير الموارد المائية ومدير الديوان الوطني للتطهير، عن فيضان وادي القنطرة بالمدخل الشرقي لمدينة جيجل، نهاية ديسمبر المنقضي، وما خلّفه من خسائر مادية كبيرة، حيث كشف براقي، عن أنّ إعادة تأهيل وادي القنطرة ستنطلق في الأيام القليلة القادمة، وأوكلت المهمة للديوان الوطني للتطهير، مع تكفله بتنظيف النفق المسدود لتجنب الفيضانات مستقبلا، وذلك بعد الاطلاع على تقارير اللجنة الوزارية التي عاينت الأضرار. كما زار الوزير، مشروع محطة الضخ من سد بوسيابة مرورا بمحطة التصفية بالميلية ومنها نحو سد بني هارون بولاية ميلة، وكذلك مشروع التزويد بمياه الشرب ومشروع إنجاز شبكة التطهير لمشتى أنقية ببلدية أولاد رابح الجبلية مع الاستماع لانشغالات سكان مشاتي وقرى هذه البلدية النائية.