كرّمت وزارتا المجاهدين وذوي الحقوق والثقافة والفنون، عرفانا بدورهم خلال الثورة التحريرية، المجاهدة الرمز جميلة بوباشا، رفقة المجاهدين حسيبة بن يلس ومحمود عرباجي، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة في حفل احتضنه قصر "رياس البحر"، بحضور نخبة من الوجوه الثورية والطلبة. وأكّد الأمين العام لوزارة المجاهدين، العيد ربيقة، أنّ تكريم المجاهدة جميلة بوباشا، احدى بطلات معركة الجزائر، يعد بمثابة "وقفة عرفان" لهذه المرأة البطلة ولكل من صنع التاريخ الوطني، وللحفاظ على الذاكرة التاريخية ورموزها. وأشار في ذلك إلى "العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للتاريخ الوطني وتراثنا الأصيل، والتي طالما أكد عليها في توجيهاته، حيث دعا "إلى التوسّع في ترميم المعالم التاريخية لتقف شاهدة على مر الأجيال على الثمن الباهض الذي دفعه شعبنا في التصدي لوحشية الاحتلال الفرنسي حتى يعيش حرا كريما وموحدا فوق أرضه، فخورا بماضيه ومسترشدا به في صياغة المستقبل في ظل الديموقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية". وأضاف ربيقة، أن مثل هذه اللقاءات تعد بمثابة "استحضار لدور قصبة الجزائر باعتبارها معقلا من معاقل الثورة التحريرية المجيدة، التي أنجبت نساء ورجالا أفذاذا، وسجّلت أنصع الصفحات في الجهاد والاستشهاد من أجل تحرير الوطن والدفاع عن الشرف والكرامة الإنسانية". وثمّنت المجاهدة الرمز جميلة بوباشا، في كلمة لها هذه المبادرة والالتفاتة، مبرزة أنّها "جد متفائلة بمستوى الوعي لدى الشباب الجزائري"، داعية إياهم "للتحلي بالحذر والوعي تجاه ما يحاك ضد الجزائر ووحدتها"، كما شدّدت على ضرورة "أن يضطلع الشباب الجزائري بدوره في بناء الوطن". وعادت المجاهدة جميلة بوباشا، إلى محطات من ذكرياتها النضالية أمام المحاكم الاستعمارية بعد إلقاء القبض عليها سنة 1960، ثم الحكم عليها بالإعدام سنة من بعد مشاركتها رفقة المجاهدات جميلة بوحيرد وباية حسين وغيرهما من المناضلات في العمليات الفدائية بالقنابل، والتي تحولت لقضية رأي عام عالمي كونها تتعلق بفضح التعذيب الوحشي الممارس من طرف الجيش الفرنسي داخل السجون، حيث تعاطف معها كبار الشخصيات السياسية والثقافية في العالم.