أكدت المجاهدة زهرة ظريف أنها لن تردد من جديد في تنفيذ عمليات فدائية ضد الفرنسيين لو عاد بها الزمن إلى الوراء وأكدت أول أمس لدى نزولها ضيفا على العدد الجديد من موعد ز وقفات تاريخيةس الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام ضمن نشاطات نادي الإعلام الثقافي بقاعة الأطلس بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشهيد أن أهم الدوافع التي جعلتها تكتب شهادتها الحية في مذكراتها الموسومة »مذكرات مكافحة من جيش التحرير الوطني ... المنطقة الحرة للعاصمة « هو رد الاعتبار لكل المجاهدين والشهداء الذين عرفتهم عن قرب بالقصبة وتقديم صورة عن معاناة الشعب والتعذيب الهمجي الفرنسي. وخاصة بعد مشاركتها في ندوة تاريخية بمارسيليا نظمته بالشراكة يومية ماريان الفرنسية والخبر الجزائرية بمناسبة الذكرى ال50 للاستقلال الوطني موضحة »شاركت في اللقاء بنية صادقة للحديث عما حققته الجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال لكنني تفاجأت بمحاولة الطرف الفرنسي توريطي بالقول أن الثورة الجزائرية وقادتها استخدموا وسائل إرهابية وإجرامية لتحقيق أهدافها وأحسست أنني في محاكمة لأتأكد أن فرنسا ما تزال تحمل الضغينة للجزائر رغم مرور أكثر من 50 سنة على خروجها من الجزائر والذي يبدوا أنها لم تهضمه جيدا إلى اللحظة وشعرت أن الحرب ما تزال قائمة هناك ضدنا« وهو ما دفعها للكتابة وإبراز أن الجيش الفرنسي إستخدم طيلة 132سنة أبشع الوسائل في التعذيب في الجزائر وخاصة العاصمة الجزائر التي أصبحت حسب أحد جنرالاتها أكبر مدينة تعذيب في العالم كما أكدت المجاهدة زهرة ظريف أن وفاة صديقتها المناضلة سامية لخضاري دفعها للكتابة ووجدت أنه من الضروري أن تروي تفاصيل الثورة ونقل شهاداتها للجيل الجديد وقالت أن الكتاب هو وقفة عرفان لسخاء وشجاعة أبناء القصبة ، وتأسفت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط لما يتعرض له تاريخ الثورة من تشويه لرموزه موضحة زهناك من يحاول أن يحطم ملحمة ثورية عملاقة وما حققه جيل كامل وزرع الشك لدى الجيل الجديد من خلال بث بعض المغالطات والأكاذيب الغير بريئة ويحاولون تحطيم وتشويه مسار رموز النضال والتضحية والكفاح وعلى الجيل الجديد أن يكون حذرا وفطنا لما يحاك ضد الذاكرة الوطنية من إتهامات و دسائس مغلوطة لأغراض مدروسة وليست بريئة لبث الشك في الجيل الجديد ز ورغم تأكيدها أنها ليست مؤرخة أشارت المجاهدة زهرة ظريف أنها تنقل شهادة وصور حية عن تضامن ووحدة الشعب الجزائري من أجل حريته ومجابهته الجيش الفرنسي القوي بوسائله فيما كان الجزائريون يستخدمون وسائل بدائية وبعزيمة وتناولت العمليات الفدائية بالعاصمة التي كانت تنفذها رفقة الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمجاهدات جميلة بوحيرد ، جملية بوباشا،جاكلين قروج ،جميلة بوعزة وغريها من المناضلات حيث كن يدخلن المدينة الأوروبية لوضع القنابل بكل سهولة لأنهن كن تبدون بملامح أوروبية وهو ما سهل مرورهم إلى مواقع تنفيد العمليات وكان الخوف من القبض عليهن أكبر من الخوف من الموت ذاته بسبب وسائل التعذيب الوحشي في السجون كما تحدثت المجاهدة زهرة ظريف عن الشهيد العربي بن مهيدي وحنكته السياسية وعن مفقودي معركة الجزائر من المناضلين الذين لا قبر لهم إلى اليوم مشيرة أن الجنرال ماسي ومصالحه العسكرية كانت ترمي بعد تعذيب المناضلين الجزائريين في سجونها أحياءا أو شهداء في خليج الجزائر وهي شهادات تؤكدها مصادر فرنسية عسكرية عديدة حيث سمي خليج العاصمة ب» المقبرة البحرية « لماسي وبيجار وهذه الهمجية جاءت كرد فعل عنيف بعد هزيمة الجيش الفرنسي في معركة ديان بيان فو في الفيتنام. وتميز اللقاء التاريخي الذي حضرته نخبة من الوجوه التاريخية والطلبة بفتح النقاش حول العديد من القضايا التاريخية والأسئلة المقلقة بعد الهجمات المتكررة على رموز الثورة والتشكيك في صانعيها من طرف بعض الأفاقين وبإيعاز من جهات مأجورة.