الاعتقاد والتوهّم بأن التحذير من الحرب السيبريانية والإلكترونية و"الفايك نيوز"، التي تستهدف الجزائر، هو مجرّد "تخويف بالغولة"، لا يُمكنه أن يضع حدّا لهذه "الحرب الجديدة" التي تعمل مخابر مشبوهة "متعوّدة دايما"، على خلخلة أركان دول المقاومة والتحدّي والتصدّي. ما يحدث للجزائر في هذا الإطار، منذ مدّة، فيه إنّ وأخواتها، وكذلك بنات عماتها وخالاتها، ولمن لا يُريد التصديق، عليه أن يعود إلى التاريخ وما كتبه في هذا المجال، عن مخططات استهداف البلدان التي ترفض الخنوع والركوع والسجود إلا لخالق السموات والأرض. منهج "غسيل العقول" بالتضليل والأكاذيب والإشاعات والدعايات والأراجيف والتخاريف، ليس وليد اليوم، ولكنه سلاح من الأسلحة الفتاكة التي اعتمدت عليها "قوى الشرّ" منذ الأزل، لتحقيق غايات مكتومة، وقطف الثمار دون مجهود عضلي، وملء السلّة بمختلف فواكه البستان من دون عناء أو دفع مليم واحد ! عندما تخرج التحذيرات من دائرة المسؤولين والرسميين، وتصبح متداولة على ألسنة الخبراء والمختصّين والعارفين بخفايا وخبايا الحروب الجديدة، ينبغي الوقوف والتوقّف، على الأقل للتساؤل والاستفسار ورسم علامات الاستفهام والتعجّب والاستغراب، أمام كيل لا متناه من الهجمات والاعتداءات والتلفيقات والخدع السينمائية، في عدوان غير بريء ولا وليد الصدفة. لم يعد خافيا أو مخفيا، أن "لوبيات مخبرية" من وراء البحار تمكر وتترصّد للجزائر وتريد بها شرا، لكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، وتسعى هذه "الشرّانية" يائسة بائسة، إلى تغليط الرأي العام والتلاعب بالمشاعر، مع تنصيب نفسها "هيئة دفاع" مزعمة عن "المظلومين"، باعتماد مرافعات مفضوحة خارج القوانين والأعراف والأخلاق والضمير وحتى "شرف الحروب" ! هي حرب إلكترونية لا تريد للجزائريين أن ينجحوا في إتمام بناء الجزائر الجديدة، المشروع الذي بدأ وأضحى واقعا بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، من خلال تغييرات جذرية وإصلاحات شاملة ستتواصل لاحقا، إلى أن يتمّ تدريجيا الاستجابة لكلّ المطالب المشروعة للحراك الأصلي والأصيل، مثلما وعد وتعهّد به رئيس الجمهورية، وثمنته المؤسسة العسكرية، التي ما فتئت تذكّر بقدسية شعار "الجيش الشعب خاوة خاوة". من سوء حظ المرجفين والمضللين والمتحاملين والمتطاولين والمتربّصين، أن الأغلبية الساحقة والمطلقة من الجزائريين "فاقت"، وأصبحت تعرف كيف تفوّت الفرص على هؤلاء وأولئك الذين "يكرهون" قبلة الثوار والحوار والأحرار، بالأمس واليوم وغدا. لن ينفع انتحال صفة "المنزّهين" وارتداء ثوب "الملائكة" والقديسين، ولن يفيد تزوير الحقائق والتشويش على الواقع بالتزمير وإنتاج الصخب والضجيج، فالجزائر لن تعود إلى الوراء، وقد وضعت منذ رئاسيات 12 ديسمبر 2019، خطوة، بل خطوات في طريق التغيير وإعادة البناء الوطني، بشكل سلمي وسليم، بعيدا عن الوصاية والأبوية و"التدبار" الذي يحاول "أهل البدع والباذنجان" توريده من مخابئهم ومعاقلهم وإقاماتهم الفاخرة بمنفاهم الاختياري أو الاضطراري. نعم، الجزائر مثل الطير الحرّ، "يموت واقف"، وإذا سقط "ما يتخبّطش"، وفي ذلك رسالة وعبر لأولي الألباب، ولكلّ من تاه وأخطأ في عنوان جزائري يمقت كلّ ما هو مستورد من جماعات ممزّقة وحلفاء بلهاء، أسّسوا حلف شيطان لقيادة "عدوان ثلاثي" أحمق، بائس ويائس، مشكّل من شرور "فافا" و"المخزن" و"بني صهيون" ومن والاهم في الفكر التخريبي وتقويض سيادة الدول وكسر "نيف" وكبرياء الشعوب الحرّة والمستقلة. ..لن تفلحوا أبدا، فما جمعته يد الله لن تفرّقه "أياديّ الشيطان والإثم والعدوان.