المتوحّشون الجُدد، لم يفهموا بأن جيل الاستقلال من جيل الثورة، وبأن "الجيش الشعب..خاوة خاوة"، وبأن سيادة الجزائر ورموزها واستقلالها ووحدتها الشعبية والترابية ومواقفها الخالدة، هي مبادئ ثابتة فلاذية، غير قابلة للتنازل أو التفاوض إلى أن تقوم القائمة. البرلمان الأوروبي، واحد من "المفترسين الجدد"، فبإصداره لائحة العار، تجاوز كلّ الخطوط الحمراء والسوداء، وتجاوز كذلك المنطقة الرمادية، وللأسف، لم يترك لنفسه، خطّ الرجعة، ولذلك، سمع ما لم يُرضه، بعدما تدخّل في ما لا يعنيه، وكانت الردود مفعمة رسميا وشعبيا وحزبيا، ومن مختلف التنظيمات والجمعيات، والهيئات في الداخل والخارج. الجزائريون، لا يخنعون ولا يركعون إلاّ لله، أبا عن جدّ، وهم منذ الأزل، لا يستسلمون، ينتصرون أو يستشهدون..ولهذا كانت الهبّة الوطنية في وجه محاولات "التدخّل الأجنبي" اليائسة والبائسة، صفعة جديدة على وجوه أولئك الأغبياء الذين لم يحفظوا الدرس. الآن، لم يفهموا بأن "الجزائر الجديدة"، نابعة من جذور الثورة التحريرية، رافضة للدروس القبيحة الموروثة عن الاستعمار، رافضة للوصاية الحمقاء، متمسّكة بسيادتها ومواقفها الحرّة والمشرفة والمتأصّلة بمنبعها المسقي بدماء المليون ونصف المليون شهيد في ثورة تحريرية صنعت الاستثناء في المعمورة بالأمس واليوم وغدا. الجُبناء والبُلهاء والسفهاء، لم يستوعبوا بعد بأن الشرفاء والعظماء والشهداء، لا يموتون، وإذا ماتوا فإنهم يموتون واقفين، ومثلما تصدّى الأسود الأشاوس في الماضي، لمخططات الاستدمار، فإن الأشبال الأبطال يتصدّون في الحاضر والمستقبل لطلقات "الفيشينك" الفاشلة، من باب أن الرجال متعوّدون على "البارود". مهما حاول هؤلاء وتآمر أولئك، ولمزوا وهمزوا وغمزوا، فإن الجزائر ستبقى واقفة خالدة شامخة باسلة مقاومة، مساندة في السرّاء والضرّاء، وفي أناء الليل وأطراف النهار، لكلّ القضايا العادلة، عبر العالم، وأهمّها قضية فلسطين، وقضية الصحراء الغربية، القضيتان اللتان ستبقيان شوكة في حلق المستدمرين و"المعمّرين" القدماء والجُدد. هكذا هو الجزائري، كالطير الحرّ، إذا "سقط ما يتخبّطش"، لا يغيّر ولا يتبدّل عندما يتعلق الأمر بالثوابت والمقدّسات والأسس غير القابلة للبيع والشراء والمقايضة، ولا للاستيراد والتصدير، ولا حتى للخدع السينمائية. اخرسوا: يا أيها المتحاملون والمتطاولون، في البرلمان الأوروبي، وفي غيره من "القواعد الخلفية" المشبوهة لشرذمة ومرتزقة وشياطين ترتدي زورا وبهتانا أقمصة "ملائكة" لا هي منهم ولا هم منها. الجزائر أكبر منكم، ومن دسائسكم ومؤامراتكم وغلّكم وحقدكم وأمراضكم وعُقدكم التي تغذيها أحلام يقظة كسرها الفرسان في ثورة خالدة، وها أنتم تستيقظون الآن على كبرياء جزائري مثلما كفر بالاستعمار يكفر بالاستحمار.