أكد اللواء جيلالي ريح، قائد المدرسة العليا للمشاة، أن فلسفة الحروب في تغيير مستمر وتستدعي دوريا من قيادة الجيش الوطني الشعبي "إجراء تغيير في فلسفة التكوين العسكري لمواكبة التطورات الحاصلة وتحديث المناهج وإعتماد التكنولوجيا". وأوضح اللواء ريح، لدى إشرافه على الزيارة الموجهة لوسائل الإعلام الوطنية تنفيذا لبرنامج المؤسسة العسكرية المتعلق بالإتصال الخارجي، أن المدرسة العليا للمشاة مكلفة بتدريب وتطوير وتنمية الطالب، تقدم تدريبا يتناسب مع فلسفة الحرب باعتبار أن سلاح المشاة هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها في الحروب، مشددا على أن "فلسفة الحروب في تغيير مستمر، ما يتطلب إجراء تغيير في فلسفة التدريب التي تعتمد التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المعاصرة..". وأضاف أن السياسة التي ينتهجها الجيش الوطني الشعبي باتت "جزءا محوريا من المنظومة التكوينية والتدريبية من خلال أنشطة مخططة تهدف لتنمية القدرات والمهارات الفنية والسلوكية للطلبة، وتمكينهم من أداء مهامهم بشكل فعال ومثمر". وأكد في هذا السياق أن التدريب في مؤسسات وزارة الدفاع الوطني، يعد "نشاطا رئيسيا من خلال الاستثمار في العنصر البشري لمواكبة التغيرات الحاصلة في البيئة الداخلية والخارجية" مبرزا أن القيادة العليا للجيش "وفرت كل الامكانيات التقنية والمادية والبيداغوجية من أحدث الأجيال والتكنولوجيات في مجال المعدات الحربية والأسلحة ما يسمح ببلوغ مستويات غير مسبوقة في الواقعية القتالية". واعتبر اللواء ريح، "تنوع وسائل التدريب يحقق ملاءمة وتطابق المادة التدريبية وأساليب تجسيدها"، ما يحقق حسبه اقتصادا في تكاليف إجراء التدريبات خاصة إذا كانت المعدات الحربية ثقيلة (دبابة أو عربات)، "وهي المنظومة الحديثة التي سمحت بتغيير النظام التقليدي إلى منظومة قائمة على التدريب المتكامل الذي يعتمد على إتقان جزئية معينة قبل الانتقال إلى جزئية أخرى وفق تتابع منطقي محدد". ورافق قائد المدرسة، ممثلي وسائل الإعلام الوطنية لزيارة مختلف هياكل وأجنحة المدرسة التي تعد أحد قلاع المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي المكلفة بتكوين مقاتلين قادرين على تأدية مهامهم في أصعب الظروف. وكان للوفد الإعلامي فرصة للتعرف عن قرب على ظروف التكوين والتدريب وكذا وسائل العمل الموضوعة تحت تصرف المدرسة، على غرار قاعة المحركات الحربية للدبابات والعربات المزنجرة والهندسة الحربية وقاعة اتخاذ القرار أثناء الحروب وقاعة المشاة الميكانيكية، قبل أن يفسح المجال لتنظيم تمرين تكتيكي يحاكي الإطاحة بمجموعة إرهابية بأدغال غابة المدرسة وكذا عرض في الفنون القتالية. وتتمثل مهام هذه المدرسة التابعة لقيادة القوات البرية وأنشئت سنة 1993 في تكوين الضباط العاملين وضباط الاحتياط وضباط الصف العاملين والمتعاقبين في التخصصات التابعة لسلاح المشاة، وكذا المساهمة في دراسة الأنظمة القتالية والقوانين التكتيكية والفنية لسلاح المشاة وتقييم التكوين على العتاد الحديث وإدارة وتسيير الرصيد الوثائقي لسلاح المشاة. وتنقسم محاور التكوين إلى فرعين التعليم العسكري الذي يضم التكتيك وخدمة الأركان والتأمينات القتالية والتأمين التقني والإداري. والتعليم العالي الذي يضم التعليم العام والتعليم التخصصي، إذ تضمن المدرسة 3 دورات خاصة بالضباط منها الإتقان والتطبيق ودورة التكوين العسكري المشترك القاعدي، إلى جانب 9 دورات متخصصة لفائدة صف الضباط. في هذا الصدد، أكد اللواء ريح، أن الضباط وضباط الصف الذين يتم تكوينهم بالمدرسة قادرون على تولي مسؤوليات في مختلف قيادات ووحدات الجيش الوطني الشعبي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تفرضها البيئة التكتيكية والعملياتية.