عاين والي جيجل عبد القادر كلكال، نهاية الأسبوع الماضي، منفذ الطريق السيّار جن جن - العلمة في مقطعه بولاية جيجل، حيث اطلع على سير الأشغال على مستوى هذا الطريق الذي عرف تأخرا كبيرا في إنجازه لعدة أسباب؛ إذ استهل المسؤول، في هذا الشأن، بعرض على مستوى ميناء جن جن، قدمه مدير الأشغال العمومية بالولاية ومدير المشروع (الجزائرية للطرق السيارة) حول هذا المشروع المهيكل، الذي يمتد على مسافة 110 كلم، ويشمل ولايات جيجل، وميلة، وسطيف، المنتظر أن يسلَّم مطلع سنة 2024. يمتد المقطع العابر بولاية جيجل على مسافة 45 كلم، مرورا ببلديات الطاهير والأمير عبد القادر وقاوس وتاكسنة وبني ياجيس وجيملة، حيث انطلقت أشغاله في مارس 2014 بآجال إنجازه 36 شهرا. وقد انتهت آجال إنجازه سنة 2017 بدون أن يتجاوز نسبة تقدم الأشغال 35 ٪، ليتم تمديد الآجال، ويعرف في الآونة الأخيرة، توقفا شبه كلي بسبب استحالة صب مستحقات الشركات التي انتهت آجال عقودها بدون إتمام المشروع ووضعية المتعامل الرئيس علي حداد؛ إذ تم إسناد المشروع لشركة علي حداد للأشغال العمومية والشركة الوطنية للمنشآت الفنية. كما تم إسناد أجزاء منه، لمجمع ريزاني الإيطالي، وآخر تركي. وأكد مدير الأشغال العمومية السيد نواصر سالم، أن كافة المهام التي أُسندت لقطاعه أنهيت بنسبة 100 c/o، حيث تم تحرير الرواق المخصص للمشروع، مشيرا إلى تعويض المواطنين المتضررين من نزع الملكية، كما تم الانتهاء، بشكل كلي، من تحويل مختلف الشبكات. الوالي من خلال استماعه للعرض المقدم، شدد على تطبيق القانون، لا سيما في ما يتعلق بتحرير الأروقة، مع ضمان حقوق المواطنين في عملية التعويض طبقا للقوانين والتنظيمات المعمول بها. كما عاين والي جيجل أشغال المشروع بالنقطة الكيلومترية بمنطقة أشواط ببلدية الطاهير، وكذلك أشغال محول شادية ببلدية قاوس؛ حيث أسدى تعليمات بالبدء في تركيب وحدة تصنيع الخرسانة المزفتة بمحول شادية، والنظر في الدراسة المتعلقة بربط الميناء الجاف بذات المنطقة بالطريق السيار. وفي سياق متصل، قام السيد عبد القادر كلكال بمعاينة أشغال الجسر العملاق (PK19) وورشات التسطيح (PK22) على مستوى بلدية تاكسنة في مدخله ومخرجه، والذي يمتد طول النفق الواحد على مسافة 1850 متر طولي؛ حيث أكد على ضرورة الرفع من وتيرة حفر النفق، والإسراع في تكسية الأشغال المحفورة بتوفير العتاد الكافي للتكسية، ليختتم زيارته بتفقّد أشغال التسطيح بمنطقة تامنتوت ببلدية جيملة في الحدود مع ولايتي سطيف وميلة. وفي كلمته أبرز الوالي أن هدف زيارة هذا المشروع اللغز الذي شغل الرأي العام الجيجلي على وجه الخصوص، هو الوقوف على وتيرة الاشغال، ومعالجة الاختلالات انطلاقا من الدراسات، إلى صعوبة التضاريس والمسار، وصولا إلى المستحقات المالية التي تدين بها شركات الإنجاز، فضلا عن المشاكل الإدارية التي تم تسجيلها على مستوى مؤسسة إنجاز خاصة؛ ما تسبب في تذبذب الأشغال، وفق منهجية جديدة لإعادة بعثه من جديد، مما سيسمح بالانطلاق الجيد في المشروع، مع ضرورة المتابعة المستمرة لأشغال منفذ الطريق السيار جن جن – العلمة، مبرزا في ذات السياق، أن الآجال المقترحة لتسلم المشروع، لن تتجاوز سنة 2024، مع إمكانية تسلم مقطع ميناء جن جن شادية أواخر السنة الجارية إلى بداية سنة 2022. وتجدر الإشارة إلى أن منفذ الطريق السيار جن جن - العلمة خُصص له غلاف مالي بحوالي 180 مليار دج، وأن نسبة تقدم أشغاله في مقطعه بولاية جيجل، تقدر ب 45 ٪. كما ينتظر سكان ولاية جيجل بفارغ الصبر، الانتهاء من إنجاز هذا المشروع الحلم الذي طال أمده؛ لما له من ديناميكية اقتصادية كبيرة للولاية والولايات المجاورة، ويُعتبر شريان الاقتصاد المحلي والوطني، خاصة أن ولاية جيجل تضم أكبر ميناء على مستوى إفريقيا ألا وهو ميناء جن جن الدولي؛ مما سيساهم في حل أزمة نقل البضائع التي يستقبلها الميناء، إلى مختلف ولايات الوطن.