يعرف تموين بلديات ولاية بومرداس بمياه الشرب، وضعية حرجة للغاية مؤخرا، جراء الانخفاض الكبير في منسوب مياه السدود بسبب الجفاف؛ حيث تشهد الحنفيات شحا في سيلان هذه المادة الحيوية في عز أزمة جائحة كورونا، وما تتطلبه من جهود للتغلب عليها. هذا الوضع جعل السلطات المحلية تسارع لإيجاد بدائل؛ كحفر آبار وتهيئة أخرى؛ كإنجاز 71 بئرا، وتوسيع محطة تحلية مياه البحر بجنّات، وبناء محطة جديدة بقورصو، ولكن تبقى هذه العمليات "حلولا تعويضية لا غير". يعيش مواطنو ولاية بومرداس في الآونة الأخيرة، على وقع تذبذب كبير في التزود بمياه الشرب إلى حد تسجيل التموين مرة كل 4 أيام، إلى مرة، وإلى أسبوع في بعض الجهات؛ ما جعل اللجوء إلى شراء صهاريج المياه من الحجم الكبير، واقعا مرا يمكن مشاهدته بصفة يومية بفعل شاحنات الصهاريج التي تجوب هذا الحي أو ذاك. كما أضحت رؤية الطوابير الطويلة أمام منابع المياه الطبيعية، مألوفة، إلى جانب استمرار مشاهد طواف المواطنين بالدلاء، في سيناريو يتكرر يوميا، وبكل أسف، بسبب موجة الجفاف التي تضرب الوطن منذ أشهر. وجعل هذا الوضع مصالح الموارد المائية تلجأ إلى تجسيد بعض الحلول، التي قال عنها المدير كمال عباس، إنها "تبقى تعويضية فقط"؛ حيث كشف ل "المساء" في مقابلة خاصة، أن الولاية تتزود بصفة كبيرة، من مياه السدود بنسبة تصل إلى 55 ٪، ومع الانخفاض الكبير المسجل بسدي "قدراة" و"تاقصابت"، فإن نسبة التموين اليومي تراجعت بشكل محسوس. وأوضح مدير القطاع في السياق، أنه تم مؤخرا الشروع في تجسيد بعض العمليات التنموية الخاصة بحفر آبار لاستغلال المياه الجوفية في العديد من البلديات، تصل إلى 4 عمليات كبرى لإنجاز وتهيئة آبار جوفية، منها عملية تخص إنجاز وتهيئة 28 بئرا انطلقت مؤخرا؛ حيث انتهت التهيئة في 11 بئرا، فيما تتواجد 4 في طور الإنجاز بكل من بلديات بودواو البحري، وأولاد عيسى، وخروبة، إضافة إلى بلدية الرويبة، بينما ظهرت النتائج التقنية لباقي الآبار سلبية، يضيف المسؤول، الذي تحدّث في هذا الصدد، عن العملية الثانية التي تمس إنجاز 13 بئرا بهدف تعويض أخرى، إلى جانب 11 بئرا أُنجزت، واثنتين أخريين في طور الإنجاز بكل من بلدية يسّر وبغلية. وبدخول هذه الآبار حيز الخدمة، فإن كمية الماء ستصل إلى حوالي 320 ألف متر مكعب يوميا، ومنه تحسين تزويد السكان بهذه الثروة الطبيعية. أما ثالث عملية فتخص إنجاز 25 بئرا ارتوازية جديدة بكل من بلديات الناصرية، ويسر، وبرج منايل، وسي مصطفى، وسوق الأحد، وخميس الخشنة، وأولاد موسى. وحسب محدثنا، فإن العملية انطلقت بينما انتهت أشغال 3 آبار بكل من بلدية يسر بمعدل بئرين، وآخر ببلدية برج منايل، فيما ينتظر الانتهاء كلية من هذه العملية قبل 15 أوت الجاري. كذلك هناك عملية رابعة تخص إنجاز 5 آبار ارتوازية جديدة، اثنتان في بلدية أولاد هداج، واثنتان أخريان في بلدية يسّر، وبئر ببلدية سوق الأحد، وكلها عمليات انطلقت، ويُنتظر الانتهاء منها أواخر الشهر الجاري، مما يسمح بتحسين عملية تموين السكان بالمياه، بينما يسجل العجز ببلديات بومرداس، وقورصو، وتيجلابين، وبودواو، وبودواو البحري لانعدام مياه جوفية بها؛ ما يجعل الحل في تحلية مياه البحر. كما نشير في هذا الصدد إلى المشروع الهام الذي استفادت منه الولاية بتجسيد وزارة الطاقة لمشروع محطة تحلية مياه البحر ببلدية قورصو، تتربع على مساحة تزيد عن 5 هكتارات، بقدرة يومية تصل إلى 80 ألف متر مكعب، وتكون جاهزة في غضون 5 أشهر، حسبما أُعلن عنه مؤخرا. وفي هذا الصدد، أفاد محدثنا بأن مصالحه تسجل أيضا مشروعا يخص توسيع محطة تحلية مياه البحر الكائنة بجنات التي تصل قدرتها الإنتاجية حاليا إلى 100 ألف متر مكعب، لتصير 200 ألف متر مكعب، حيث أكد مسؤول قطاع الموارد المائية ببومرداس، أن شح الموارد المائية يحتّم إيجاد بدائل على المدى الطويل، وأهمها تحلية مياه البحر لضمان تموين الساكنة بالمياه، داعيا المواطنين، في المقابل، إلى التحلي بحس المسؤولية تجاه هذا المورد الهام والمتناقص على الصعيد العالمي، وليس المحلي فحسب، وهذا من خلال عدم التبذير كأهم الحلول الواقعية الراهنة. للإشارة، فإن جائحة كورونا ضربت المديرية بقوة، من خلال تسجيل إصابة العديد من الموظفين، وحتى العاملين في مشاريع مقاولات الإنجاز القائمة على تجسيد مختلف مشاريع القطاع.