يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية الشهر القادم إلى الولاياتالمتحدة يلتقي خلالها بالرئيس باراك اوباما لبحث مسار السلام في الشرق الأوسط ومساعي الإدارة الأمريكيةالجديدة لإخراج عملية السلام من غرفة الإنعاش. ووصف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين اجتماع عباس اوباما ب"الهام جدا" وقال أن "الرئيس عباس لطالما طالب من الرئيس الأمريكي الجديد بالعمل من اجل تحقيق حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان جنبا إلى جنب، إلى جانب وضع آليات لتنفيذ هذا الحل". لكن عريقات أكد انه لا يمكن التوصل إلى هذا الحل الذي تنادي به واشنطن إلا من خلال تجميد الأنشطة الاستيطانية في كافة الأراضي الفلسطينية. ويعد لقاء عباس اوباما الأول من نوعه منذ اعتلاء هذا الأخير كرسي الرئاسة في البيت الأبيض شهر جانفي الماضي وأيضا منذ وصول اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بداية الشهر الجاري وتصريحاته النارية ضد عملية السلام كلها. وكان روبرت غيبس الناطق باسم البيت الأبيض أعلن قبل يومين أن الرئيس الأمريكي دعا كلا من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اجتماعات قمة منفصلة بالبيت الأبيض حول عملية السلام في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن الرئيس أوباما سيناقش مع هؤلاء سبل تعزيز وتعميق دور الولاياتالمتحدة في تسوية هذا الصراع والخطوات التي ينبغي أن تتخذها كافة الأطراف لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من جهة وبين إسرائيل والدول العربية من جهة أخرى. وتعقد السلطة الفلسطينية آمالا كبيرة على ادارة الرئيس اوباما في دعم عملية السلام من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية لحملها على قبول حل الدولتين الذي تعتبره واشنطن الحل الأفضل لكلا الطرفين. وكان الرئيس اوباما جدد خلال لقائه بالعاهل الأردني عبد الله الثاني على ان أي تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب ان يمر عبر حل الدولتين وقال انه "يدعم هذا الحل علنا وسرا" وأن "السلام يتطلب اختيارات صعبة" في إشارة واضحة إلى ضرورة أن تقدم إسرائيل تنازلات بقبولها إقامة الدولة الفلسطينية لوضع حد لأقدم وأعقد صراع يعرفه العالم. وهو ما أكده نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني الذي اعتبر أن "دعم الإدارة الأمريكية لتسوية تكون مبنية على مبدأ إقامة الدولتين وانخراطها الجاد في مسار السلام يجب ان يصاحبه ضغوطات أمريكية على ادارة الاحتلال الإسرائيلي لتوضيح موقفها". ويأتي تأكيد المسؤول الفلسطيني على ضرورة أن توضح حكومة نتانياهو موقفها من مفاوضات السلام في ظل التناقض الذي ميز مواقف هذه الإدارة بعد أيام قليلة من مجيئها فمن جهة تعلن أنها لن تقبل بأي مفاوضات مع الفلسطينيين من دون اعترافهم ب"يهودية إسرائيل" ثم تتراجع وتقول أنها على استعداد للدخول في مفاوضات مع الطرف الفلسطيني ومن دون أي شروط مسبقة. ويطرح هذا التناقض في المواقف أكثر من استفهام حول السبب الذي يدفع حكومة نتانياهو إلى التراجع عن موقفها وهي التي تضم في صفوفها أحزابا دينية ويمينية متطرفة ترفض حل الدولتين وأكثر من ذلك فإن وزير الخارجية فيها العلماني المتطرف افغيدور ليبرمان يسعى بطريقة أو بأخرى إلى تطهير إسرائيل من الفلسطينيين بالتلويح إلى طرد عرب 48. للإشارة فإن الرئيس الأمريكي سيتقلي أولا برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في 18 ماي المقبل لبحث معه سبل تفعيل عملية السلام.