"لا يعرف أي شيء عن الرياضة، من يدعي أن وباء كورونا لم يكن له أي تأثير سلبي على تحضيرات رياضيينا، الذين شاركوا في الدورة الأولمبية 2021 بطوكيو"، قال المدرب الوطني للملاكمة أحمد دين، لما سألناه عن الأسباب التي كانت وراء فشل عناصر التشكيلة الوطنية لهذه الرياضة، في دورة طوكيو الأولمبية. دين أحمد تساءل: كيف يمكن للملاكم الحفاظ على لياقته واتباع برنامج تدريبات، بدون قلق وهو مرعوب من هذا الفيروس؟ لا أريد بتاتا تبرير نتائجنا الضعيفة في طوكيو"، يقول محدثنا لكن هذه الأخيرة تعكس التذبذب الكبير الذي رافق تحضيراتنا، سواء في الجزائر أو في الخارج، باستثناء التربص الذي أنجزناه في كوبا والذي تحقق قبل ظهور فيروس كورونا، وربما لولا هذا التربص، لما اقتطعنا في دورة السنغال بعض التأشيرات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية 2021، وفضلا عن التربص المشترك مع فريقهم الوطني، فقد وضع الكوبيون تحت تصرفنا كل إمكانيات التحضير، أصعب مرحلة في التحضيرات كانت بعد عودتنا من كوبا، والتي تزامنت مع ظهور وباء كورونا لأن الملاكمين، اضطروا للقيام بتدريبات فردية لمدة عشرة أشهر، الأغلبية تدربوا في منازلهم، بسبب غلق قاعات التحضير التابعة لنواديهم". وأضاف المدرب الوطني أحمد دين، أن ظروف التحضيرات تحسنت بعد تمكين الفريق الوطني من التنقل إلى الخارج، من أجل الاحتكاك بالمستوى الدولي خلال إقامة تربصات مشتركة مع منتخبات أجنبية أو المشاركة في دورات ودية، لكن حتى التدريبات خارج الجزائر لم تكن سهلة بالنسبة لزملاء محمد فليسي، ويقول محدثنا في هذا الصدد: "مثلا، في السفرية التي قادتنا إلى تركيا، تم إجبارنا عند وصولنا إلى هذا البلد على الدخول في الحجر الصحي لمدة عشرة أيام، كشرط للاستفادة من تربص مشترك مع المنتخب المحلي للملاكمة والمشاركة في دورة دولية، بل لقد قضينا نهارا وليلة كاملين بمطار الدوحة قبل الدخول إلى تركيا، فتصور الحالة النفسية التي كان عليها الطاقم الفني والملاكمين والمرافقين طبعا، كل هذه الصعوبات أثرت على استعداداتنا، لكن قليل من يعلم كيف واصلنا تحضيراتنا، التي كانت أوكرانيا آخر محطة لنا فيها خارج الوطن ومنها توجهنا مباشرة إلى طوكيو". أحمد دين، لازال متأكدا من أن الفريق الوطني كان قادرا على تشريف الجزائر في الألعاب الأولمبية، لولا الصعوبات التي واجهته عند ظهور وباء كورونا، بالنسبة إليه، ليست دورة طوكيو هي الدورة الوحيدة التي فشلت فيها النخبة الوطنية للملاكمة، بل وقع لها ذلك أيضا في كل الدورات الأولمبية، التي تلت تتويج الملاكم الدولي السابق محمد علالو سنة 2000: "يجب التساؤل والبحث عن أسباب الإخفاق، الذي حصل في كل هذه الفترة الزمنية وليس التركيز على ما وقع لنا في طوكيو"، قال أحمد دين، الذي تجنب الحديث عن الصراعات التي كانت قائمة في الاتحادية، خلال العهدة الفارطة وأثرت بشكل أو بآخر على معنويات الملاكمين الدوليين. مستقبلي مع الفريق الوطني سيحدده المكتب الفدرالي وعن مستقبله في العارضة الفنية للفريق الوطني، قال دين إنه لاهو شخصيا ولا مساعده مرشود بوحفص، يعرفان مصيرهما في هذا الجانب: "لم نلتق منذ عودتنا من طوكيو برئيس الاتحادية فرحات فزيل، قد يتم استدعاؤنا في الساعات القليلة القادمة من طرف المكتب الفدرالي، وقتها سنتحدث أولا عن حصيلة المنتخب الوطني في الألعاب الأولمبية بطوكيو، لكن مهما كان القرار الذي ستتخذه الهيئة الفدرالية بشأن الطاقم الفني، نعتبر أنفسنا أننا أدينا الواجب كما ينبغي، منذ استلامنا العارضة الفنية للمنتخب الوطني في نهاية 2018، ويكفينا شرفا، أننا توصلنا إلى الحصول على ثماني تأشيرات إلى دورة طوكيو الأولمبية"، قال أحمد دين، الذي رفض الرد على سؤال حول قيام الهيئة الفدرالية مؤخرا، بتعيين جلاب مدربا للتشكيلة، التي تم انتقاؤها في البطولة الوطنية الأخيرة ببوسعادة، وقال عنها الرئيس فرحات فزيل، إن عناصرها سيمثلون في المستقبل خليفة الفريق الوطني الحالي، فرحات فزيل كشف أيضا، عن قيام هيئته بتقديم طلب إلى وزارة الشباب والرياضة من أجل استقدام تقنيين أجانب، متخصصين في تكوين الملاكمين وذكر بالأخص الكوبيين والأوكرانيين،غير أن أحمد دين، تساءل عن الجدوى من الاستنجاد بمكونين أجانب ، موضحا أن الملاكمة الجزائرية لها مكونيها يكسبون الخبرة اللازمة للقيام بمهمتهم ،في هذا المجال ،بشرط أن تستجيب الهيئة الفدرالية لمطالبهم المادية .