أدانت الحكومة الصحراوية أمس، بشدة ما تضمنه خطاب ملك المغرب مساء أول أمس، من تعنت أكدت أنه مبني على "سياسة الهروب الى الأمام وتعريض المنطقة وأمنها لمزيد من التوتر وعدم الاستقرار في ظل عودة الحرب في الصحراء الغربية". وحملت الحكومة الصحراوية في بيان موقع من قبل الناطق الرسمي باسمها أمس، المخزن كامل المسؤولية عن الحرب المندلعة مجددا في الصحراء الغربية، مشيرة الى أن "المغرب خاصة في ظل حكم الملك الحالي محمد السادس يعد المسبب الرئيسي لها، ضاربا بذلك جهود المجتمع الدولي لأكثر من ثلاثين سنة عرض الحائط". وأكد البيان أن خطاب العاهل المغربي "تميز كذلك بمزيد من الرفض والتعنت والإصرار على عدم الرضوخ للشرعية الدولية، وتجسيد قراراتها فيما يتعلق بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في ممارسة سيادته على كامل أراضيه، وبلغة تطبعها العنجهية والاصرار في التمرد على قرارات الهيئات الأممية والاتحاد الأفريقي". وجدد البيان بالمناسبة تمسك الحكومة الصحراوية وجبهة البوليزاريو بالحق الشرعي للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال وعزمهما الدفاع عن أهدافه الوطنية، "بما أوتيا من قوة ومهما تطلب ذلك من تضحيات". كما حذر "من مغبة الأوضاع الخطيرة التي يجر لها نظام الاحتلال التوسعي في مملكة محمد السادس، منطقة المغرب العربي برمتها ومحيطها الاقليمي، إضافة إلى تلك التي كانت قائمة على مستواها وعلى مستوى دول الساحل والمعروفة اليوم للجميع". وشدد البيان على أن ما أبان عنه المغرب منذ خرقه لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر من العام الماضي، من "سياسات عدوانية اتجاه شعبنا وحقنا الثابت في الوجود"، يضع جميع الصحراويين أمام مسؤولياتهم التاريخية التي تحتم عليهم أن يكونوا في مستوى مخاطر المرحلة التي يمر منها الكفاح والالتفاف بمثلهم الشرعي والوحيد جبهة البوليزاريو. وأشار البيان إلى أن ملك المغرب أطل في خطاب جديد، ليقول أنه "غلبت عليه آثار فضيحة التجسس السيبيرانية التي تورط فيها المغرب والتي لم تسلم منها دول الجوار والشخصيات السياسية والحقوقية والإعلامية حتى بعض حلفائه التقليديين". وقال إن كل ذلك "يضاف لتلك التي سبقتها في استعمال المغاربة أسلحة بشرية في عمليات الابتزاز التي اعتادها ضد جواره ومحيطه الإقليمي"، في فضيحة اعتبرت الحكومة الصحراوية أن المغرب "حاول تبريرها بشتى الصيغ ولو بلعب دور الضحية أمام وضعية العزلة التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم، خاصة بعد التطبيع المذل والارتماء المخزي في أحضان المحتل الصهيوني، وما أصبحت تشكله سياساته التوسعية والعدائية ضد آمال وطموحات شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار والتكامل بينها من إدانة وشجب من طرف عديد الدول والشخصيات السياسية والمنظمات الحقوقية التي حاول ملك المغرب في خطابه أن يوهم رأيه الداخلي أنها مؤامرة كبرى تحاك ضد بلده".