يقوم وفد برلماني صيني بقيادة السيد عبد الأحد عبد الرشيد رئيس لجنة الصداقة الصينية- الإفريقية، منذ أول أمس، بزيارة إلى الجزائر، مرفوقا بمجموعة من رجال الأعمال. وقد أكد رئيس الوفد البرلماني لدى استقباله أمس من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، أن حكومة الصين تولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات مع الجزائر، ملحا على ضرورة الإرتقاء بهذه العلاقات من أجل أن تكون متكاملة وشاملة لاسيما في ظل الأمن والسلم اللذين يطبعان الجزائر والحركية الاقتصادية التي أضحت تميزها. وتأتي هذه الزيارة ضمن رزنامة الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الصينيون إلى الجزائر لاسيما بعد التوقيع في نوفمبر 2006 على اتفاق الشراكة الاستراتيجية من قبل رئيسي البلدين، الجزائر السيد عبد العزيز بوتفليقة، والصيني هوجينتاو، والذي أعطى بعدا متميزا لعلاقات الدولتين ولتطلعات الشعبين الجزائري والصيني. وإذا كانت العلاقات السياسية بين البلدين تقليدية، وتعود دبلوماسيا الى فترة الثورة التحريرية الى سنة 1958، فإن تبادل الزيارات بين قادة البلدين قد جعلها تكتسي ميزة التعاون الاستراتيجي مثلما أكدت تصريحاتهم فقد زار الرئيس الصيني هوجين تاوالجزائر عام 2004، وأعلن خلالها البلدان إقامة علاقات التعاون الاستراتيجية، وفي نوفمبر 2006 حضر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قمة بيكين لمنتدى التعاون الصيني-الافريقي حيث وقع مع الرئيس الصيني "البيان المتعلق بتطوير علاقات التعاون الاستراتيجية " بين الصين والجزائر". ومنذ إقامة علاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية تطورا سريعا، وظهر المزيد من التكامل الاقتصادي بين البلدين، ففي عام 2007 بلغ حجم التجارة الثنائية بين الدولتين ثلاثة مليارات وثمانمائة وثمانية وعشرين مليون دولار أمريكي بزيادة 1،83 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2006، بينها مليار ومائة وأربعين مليون دولار بحجم الاستيراد الصيني في الجزائر وكان أن تجاوز حجم التجارة الثنائية ملياري دولار، وتخلل ذلك تقديم الصين مساهمات كبيرة لمشاريع الإعمار الجزائرية الكبيرة، مثل بناء الطرق والمساكن. وتوالت زيارات الوفود الصينية الى الجزائر منذ التوقيع على اتفاق الشراكة الاستراتيجية، حيث قام في العشرين من نوفمبر 2007 نائب رئيس مجلس الأمة الصيني هوى ليانغ يوي بزيادة رسمية للجزائر استغرقت 3 أيام بهدف زيادة تقوية العلاقات بين البلدين. وكان برفقة وفد رفيع المستوى. وضمن أهداف اتفاق الشراكة بين البلدين جاءت زيارة عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي لي تشانغ في الفترة ما بين 21و24 مارس 2008، وشدد وقتها أن الزيارتين المتبادلتين اللتين قام بها رئيسا البلدين خلال السنوات الأخيرة، أرستا أساسا متينا لعلاقات التعاون الاستراتيجية وأضفتا حيوية جديدة على الصداقة التقليدية بينهما. وفي 25 فيفري 2008، زار وزير الإنشاء والتعمير الصيني وانغ قوانغتاو الجزائر، وتباحث مع نظيره الجزائري مسائل التعاون في مجال البناء وتم تبادل وجهات النظر حول السبل والوسائل التي من شأنها تدعيم تدخل المؤسسات الصينية في مجالات نقل التكنولوجيا والتدريب في مهن البناء والاستثمار في الهندسة وإنتاج مواد البناء كما بحث وزيرا البلدين خلال هذه الزيارة سبل تطوير أنظمة جديدة في صناعة البناء تكون مكيفة مع المعايير الزلزالية في الجزائر. إلى جانب ذلك، استقبل رئيس الحكومة أحمد أويحيي في 20 سبتمبر 2008، نائب وزير التجارة الصيني تشان جيان، وصرح أنه راض بالتعاون الثنائي الحالي، ويأمل في تعميقه والإرتقاء به إلى مستوى جيد. ومنذ توقيع اتفاق الشراكة، شرع مسؤولو البلدين في إطلاق تصريحات تشجيع على الاستثمار في الجزائر التي يعترها الصينيون بوابة السوق الإفريقية الواسعة للصين، ففي 16 أفريل 2007، قال مسؤول بحكومة مقاطعة جيانغشي (شرق الصين) في مؤتمر عمل بشأن دخول المؤسسات الى أسواق العالم، عقد في مدينة نانتشانغ حاضرة المقاطعة ،"إن جيانغش خططت لإقامة مناطق تعاون تجاري في الجزائر وبلغاريا بغية دخول مؤسساتها في مجالات السيارات والأجهزة الكهربائية المنزلية والماكينات إلى أسواق العالم. جدير بالإشارة أن الجزائر قد اشركت المتعاملين الاقتصاديين الصينيين في إنجاز برنامج دعم الإنعاش الاقتصادي، في أهم المشاريع والهياكل القاعدية في مجال النقل البحري ومشروع الطريق السيار شرق- غرب، فضلا عن مشروع نقل المياه الجوفية على مسافة 750 كلم بين عين صالح وتمنراست.