أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، أن تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) في عالم متوتر أصلا، جدد الحاجة إلى توخي مقاربة متعددة الأطراف لمواجهة هذا التحدي الصحي، الذي تهاوت بسببه اقتصاديات الدول، محذرا من الخطر الذي يمثله انتهاج السياسة الحمائية على التعاون الدولي برمته. وقال رئيس المجلس في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه، نائبه فيطس بن لكحل، أمس، بالعاصمة النمساوية فيينا، خلال المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، أنه "لا سبيل آخر لانحسار وباء كوفيد-19 إلا عبر تعاون وتضامن دوليين حقيقيين وفعالين"، وأردف بأن "الأزمات قد تتحوّل إلى حافز قوي لتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات المتعددة الأطراف وضمان الأمن الصحي على الصعيد العالمي". وغي حين، أكد أن "الأزمة الصحية يجب أن تكون فرصة للمنظمات والهيئات غير الحكومية للتحرك من جديد واستكشاف آليات مبتكرة للتعاون"، اعتبر بوغالي، نجاح مؤتمرات تمويل مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد - 19 في شهر جوان 2020، دليل حاسم على نجاعة النظام المتعدد الأطراف والتضامن الدولي عند حدوث الأزمات. في ذات السياق، دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، حكومات الدول إلى تجديد التزاماتها تجاه الأهداف التي سطرتها في مجال تمويل برامج التنمية، ضمن مخطط عمل أديس أبيبا، كما حث على عقد شراكات أكثر نجاعة، مع تفعيل تلك الموجودة، لاسيما مع القطاع الخاص وشركاء التعاون الثلاثي والتعاون جنوب-جنوب وكذا مختلف الشركاء متعددي الأطراف. وبالمناسبة، توقف بوغالي عند آلية "كوفاكس"، مبرزا أهميتها في الظرف الحالي، بالنسبة للدول ذات الدخل المتوسط أو الضعيف، وأوضح أن "هذه الآلية تمثل استجابة شاملة ومنسجمة تجسدت بفضل تنسيق دولي، ويجدر اعتبارها كسلوك يحتذى به لطرح مبادرات مماثلة". ونوّه رئيس المجلس، في ختام تدخله، بضرورة ديمومة مبادرة إتاحة أدوات مكافحة كوفيد- 19. كما ألح على المضي قدما في تعزيز النظام المتعدد الأطراف، بغية التصدي لتداعيات الوباء على الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية. للتذكير، فإن البرلمان بغرفتيه يشارك في أشغال المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات، الذي احتضنه العاصمة النمساوية فيينا يومي 6 و7 سبتمبر الجاري، بوفد يرأسه نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد فيطس بن لكحل ممثلا لرئيس المجلس الشعبي الوطني.