الانطلاق في تكوين أول دفعة للمهندسين في الصواريخ والكشف والاتصالات تنظم المدرسة العليا للدفاع الجوي بالرغاية ابتداء من أمس وعلى مدار ثلاثة أيام "الأبواب المفتوحة على قوات الدفاع الجوي عن الإقليم"، وكان اليوم الأول من التظاهرة الإعلامية والتحسيسية فرصة لعشرات الثانويين الذين توافدوا بكثافة للاطلاع على ما تحتويه هذه القلعة العلمية والعسكرية التي أصبحت بحق بفضل الكفاءات الجزائرية المحضة وما وفرته الدولة من إمكانيات ضخمة تنافس كبرى المدارس العسكرية العالمية، من حيث التكوين وتطوير البحوث والتوصل إلى تحديث أجهزة في مختلف التخصصات، كانت الجزائر تستوردها من الخارج، فضلاً على أن الجزائر أصبحت قبلة لتكوين أفراد الدول الشقيقة والصديقة. وكشف قائد المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم العقيد الطاهر عياد أن مؤسسته انطلقت في تكوين أول دفعة للمهندسين في تخصصات الكشف والصواريخ والاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث قضى الطلبة الضباط سنة واحدة بأكاديمية مختلف الأسلحة بشرشال للتكوين العسكري، وأخرى بالمدرسة على أن يتخرجوا بعد أربع سنوات برتبة ملازم أول، إذ سيتحصلون على شهادة مهندس موقَّعة من طرف وزارتي الدفاع الوطني والتعليم العالي، وفي هذا السياق ذكر لنا بعض المؤطرين أن التكوين كان يجري سابقاً في الخارج كروسيا، إيطاليا، فرنسا والولايات المتحدة في الاختصاصات المذكورة. وألقى قائد المدرسة العقيد الطاهر عياد كلمة ترحيبية قائلاً أن الأبواب المفتوحة لهذه السنة أتت تحت شعار "كفاءة- احترافية- عصرنة" ذكر فيها بقدرات المدرسة والاهتمام الذي توليه الدولة لمواصلة احترافية الجيش الوطني الشعبي، مشيراً أن للجزائر مساحة شاسعة، مما استوجب إعداد منظومة دفاعية جوية قوية، تتصدى وتدمر كل الأهداف المعادية، وتقوم وحدات المراقبة والكشف بتسجيل أي حركة جوية وتحديد توزيع حالة الطوارئ لتقدير عمليات التدخل وتعد المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم واحدة من القلاع العلمية العسكرية التي ما فتئ يتخرج منها سنوياً مئات الإطارات الذين يتوزعون في مختلف وحدات المراقبة عبر الوطن. مؤكداً على أنه "مَنْ كسب الجوَّ.. نال البرّ"، وقد استقطبت الأبواب المفتوحة حشداً هائلاً من الطبلة الثانويين الذين شاهدوا باهتمام كبير شريطاً وثائقياً يعرّف بقيادة القوات البرية ومهامها، من إعداد مركز السمعي البصري التابع للجيش ضمن سلسلة "جيشنا"، ليطوفوا بعدها رفقة ممثلي وسائل الإعلام الوطنية بمختلف مخابر ومصالح المدرسة التي قدم مؤطروها للحضور شروحات حول طرق التعامل مع الأجهزة والمعدات والتمرن عليها، انطلاقاً من التكوين القاعدي ونهاية بالتكوين المعمق في السنة الأخيرة. وذكر نائب رئيس خلية الاتصال بقيادة قوات الدفاع عن الإقليم المقدم زهر الدين بوزنادة ل"المساء" أن مساحة مراقبة الحركة الجوية المدنية والعسكرية واسعة وأن حدود المسؤولية للجزائر في مجال البحث والإنقاذ "سار" تتعدى حدودها لتغطي وفق معاهدات دولية معظم دول إفريقيا رفقة الجمهورية المصرية التي تغطي الجزء الشرقي من إفريقيا وجزءاً آخر بغرب آسيا، ضمن أزيد من 50 دولة في العالم، مضيفاً أن ما تقوم به الجزائر من إعداد للإطارات الكفأة يعد استجابة لهذه المهام الكبيرة. وقد أبدى الطلبة ارتياحا واستحسانا كبيرين كما لاحظوه من تطور علمي وتكنولوجي، متمنين أن يكون ضمن كوكبة هؤلاء الإطارات الذين تخطو عقبة البكالوريا والتحقوا بهذه القلعة العلمية والعسكرية الهامة. يذكر أن الأبواب المفتوحة تنظمها المدرسة المذكورة مرة كل سنة على غرار المدارس العسكرية الأخرى، وتدخل ضمن انفتاح الجيش الوطني الشعبي على الجمهور والصحافة معا.