تحتضن العاصمة طرابلس غدا مؤتمرا دوليا وزاريا حول مبادرة استقرار ليبيا التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية كأول مبادرة ليبية خالصة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الكامل عبر جميع انحاء البلاد وصولا إلى تنظيم الانتخابات العامة نهاية العام الجاري. وتتركز مبادرة استقرار ليبيا التي سبق وأعلن عنها رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة في مؤتمر برلين 2 المنعقد في 23 جوان الماضي، على مسارين، يشكلان أهمية قصوى لتسوية الأزمة الليبية يتعلق الأول بالمسار الأمني والعسكري والثاني بالمسار الاقتصادي. ومن المقرر أن يمثل الأمين العام الأممي في أشغال هذا المؤتمر، نائبته للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماي دي كارلو، التي أكدت أن انعقاد مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" بالعاصمة طرابلس يعد "خطوة مهمة" للحكومة. من جانبها أوضحت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش خلال مشاركتها باللكسمبورغ في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول ليبيا، أن المسار الأول يهدف إلى "تقديم الدعم السياسي والتقني اللازم لتنفيذ وقف إطلاق النار ودعم مخرجات لجنة "5+5". وكذلك دعم وتشجيع الخطوات والإجراءات الإيجابية التي من شأنها توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة بما يعزز قدرته على حماية أمن البلاد وسيادتها ووحدة ترابها. كما سيعزز هذا المسار حسب المنقوش قدرة الجيش على "تقديم الدعم الفني في مجال فك ودمج العناصر المسلحة غير المتورطة في أعمال إرهابية وإجرامية وتأهيلها أمنيا ومدنيا، بالإضافة إلى انسحاب كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية التي يشكل استمرار وجودهم تهديدا ليس فقط لليبيا بل للمنطقة بأسرها". وأكدت المنقوش أن المسار الأمني- العسكري يأتي في "مقدمة الأولويات" وأنه "من دون تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال وفق نهج واضح وإرادة وطنية جامعة وصلبة ودعم دولي منسق وموحد فلا يمكن تحقيق الاستقرار المطلوب وتهيئة الظروف الملائمة من أجل إنجاز انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ومعالجة تحديات المسار الاقتصادي، بما يسهم في تحسين الظروف المعيشية وتدشين برامج ومشاريع إعادة البناء والإعمار والدفع بعجلة التنمية المستدامة بمشاركة الدول الشقيقة والصديقة". وبخصوص المسار الاقتصادي والتنموي، فقد أشارت المنقوش إلى أن المبادرة ترمي إلى "الدفع بعجلة الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطن الليبي وتوفير الخدمات اللازمة للعيش بكرامة وعزة على أرضه وفي هذا الصدد أطلقت الحكومة برنامج عودة الحياة". كما أوضحت أن هذه المبادرة بمضامينها ومساراتها العسكرية-الأمنية والاقتصادية إذا ما تم العمل على تفعيلها من شأنها أن تصل بليبيا إلى بر الأمان وتحقق استقرارها المنشود، وصولا إلى ضمان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة في موعدها المقرر نهاية ديسمبر القادم. وهو ما جعلها تشدّد المنقوش على أهمية تحقيق المؤتمر الوزاري الدولي للنتائج المرجوة منه والوصول بليبيا إلى بر الأمان ودعت الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم اللازم لليبيين في مسعاهم لتحقيق ذلك. ويتزامن التحضير لعقد هذا المؤتمر مع وصول بعثة الاتحاد الافريقي ل«المصالحة" التي أرسلها الرئيس الكونغولي، دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الإفريقي مع كبار المسؤولين السياسيين والدينيين والشخصيات الفاعلة في طرابلس وبنغازي وطبرق ومصراتة، كما يتطلع للقاء الليبيين في الشتات المتواجدين في القاهرة وتونس.