أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، عماد السائح، أمس، أن هذه الأخيرة في انتظار "ورود تعديلات من مجلس النواب الليبي على قانون انتخاب الرئيس" ليتم بعدها تحديد الإطار الزمني للانتخابات العامة المقرر إجراؤها يوم 24 ديسمبر القادم والتي سيفتح باب الترشح فيها بعد استكمال الاستعدادات اللوجستية. وأكد السائح الذي شدّد على الالتزام بإجراء انتخابات "حرة" و"نزيهة"، أن انتخاب رئيس الدولة "سيكون بناء على مقترح مقدم من المفوضية إلى مجلس النواب"، مضيفا أن إدارة المفوضية "تنظر إلى مجلس النواب على أنه السلطة التشريعية المخولة بإصدار القوانين الانتخابية والقضاء هو الفيصل لحل أي نزاع حاصل بشأنها". وشدّد على أن عملية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية "ستتم بشكل متزامن عند اكتمال كل منهما"، مشيرا إلى تفسيرين لهذا التزامن "الأول يكمن في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر القادم والثاني إجراء الانتخابات الرئاسية أولا ثم بعد 30 يوما تجرى البرلمانية ويشترط في المرشحين للرئاسة الحصول على 5000 تزكية". وبخصوص موعد فتح باب الترشح للانتخابات، قال السائح إن ذلك "قد يتم في النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل"، موضحا أن "هناك تعديلات تم إنجازها وأخرى بانتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها من جانب مجلس النواب". وكانت المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أعلنت أنها ستستعرض المستجدات المتعلقة بالعملية الانتخابية وما اتخذته من إجراءات تضمن التزامها بما تعهدت به نحو تنفيذ انتخابات "حرة ونزيهة ذات مصداقية" تحقق إرادة وآمال الليبيين. وعبرت عن تطلعها ل"مؤازرة إعلامية حرة ووطنية وهادفة غايتها الحقيقة التي يترقبها الليبيون في 24 ديسمبر لتنير دربهم نحو بناء الدولة المدنية وإرساء قواعد الديمقراطية"، موضحة بأنه "لا صوت يعلو على صوت الوطن ولا كلمة أشد وقعا من كلمات أبنائه". وقال بيان المفوضية إن هذه الخطوة تأتي في إطار استعداداتها لتنفيذ استحقاقات 24 ديسمبر وحرصا منها على تحقيق مبدأ الشفافية في تنفيذ العمليات الانتخابية وإحاطة الشعب الليبي عامة بمستجدات تنفيذها للتشريعات والقوانين في شأني انتخاب رئيس الدولة ومجلس النواب. بالتزامن مع ذلك جدّدت الولاياتالمتحدةالأمريكية على لسان مبعوثها الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، دعمها للعملية السياسية الجارية في ليبيا من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة توحيد المؤسسات وتنظيم الانتخابات العامة في موعدها المحدد نهاية ديسمبر القادم. وأكد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا في تصريح صحفي، أمس، أن بلاده ستدعم الشعب والقادة الليبيين في اتخاذ خطوات بناء، مشيرا إلى تحقيق تقدم ملحوظ في العملية السياسية في هذا البلد المضطرب خلال العام الجاري. وجاء تصريح الدبلوماسي الأمريكي في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية الليبي، خالد مازن، أن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة حرصت على انعقاد مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" في العاصمة طرابلس لبعث رسالة واضحة إلى الليبيين والمجتمع الدولي بأن ليبيا تشهد مرحلة من الاستقرار والتعافي. وكان البيان الختامي لمؤتمر "دعم استقرار ليبيا" قد أكد الالتزام الدائم والثابت للحكومة الليبية بسيادة البلاد وسلامتها الاقليمية ورفضها القاطع للتدخلات الخارجية وإدانته لمحاولات خرق حظر السلاح وإثارة الفوضى. وشدّد الوزير الليبي على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لاستحقاقات بناء الثقة وخلق بيئة مناسبة من أجل عقد الانتخابات الوطنية الليبية بشكل نزيه وشفاف وجامع في 24 ديسمبر المقبل.