دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس، إلى تغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية الضيقة، والابتعاد عن الأسباب التي تضعف مقوّمات المواطنة وتبث الخلاف بين أبناء الشعب الواحد. وقال بلمهدي في افتتاح الطبعة 23 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم، والذي يتضمن ملتقى علميا تحت شعار: "حب الوطن...البعد الأخلاقي والالتزام الوطني"، إن اختيار حب الوطن كمحور أساسي لهذا الملتقى، "يأتي تماشيا مع منطق واجب الوقت"، ولكون أن "الجزائر التي تتعرض لحرب سيبريانية ممنهجة، بحاجة إلى تضافر جهود الجميع من مؤسسات الدولة ومجتمع مدني وكافة أبناء الوطن لمواجهة التحديات التي تعترضها". واستعرض الوزير الدور المنوط بالأسرة المسجدية في الدفاع عن الوطن وحرمته بما يتوجب على الجميع تعميم خطاب موحد، يبني ولا يهدم أو يشكك، حتى نكون صفا واحدا لتلبية نداء واجب خدمة الجزائر"، مثمّنا قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بترسيم 15 سبتمبر يوما وطنيا للإمام، والذي جاء ليكرس مكانة الإمام في المجتمع ويبرز دوره لتحقيق اللحمة بين أبناء الشعب، وخدمة كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم". كما أكد الوزير بلمهدي، بخصوص الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، أنه، احتفاء بأهل القرآن وخاصته، والذين كرّسوا أنفسهم لخدمة كتاب الله تحفيظا وتعليما، منوّها "بدور المدارس القرآنية والزوايا في هذا المجال". وتتضمن التظاهرة، مسابقة وطنية لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده، إلى جانب ملتقى تخصص جلساته لتحديد المفاهيم التأصيلية والوحدة الوطنية ومؤسسات صناعة الرأي وخدمة القضايا الوطنية. وسيتم خلال الجلسات تقديم 14 محاضرة ينشطها أساتذة جامعيون وإطارات وباحثون وأئمة، مع فتح ورشات فكرية قبل صياغة توصيات هذه الطبعة. كما ستعرف الطبعة تكريم الفائزين بالمسابقة الوطنية لحفظ القرآن الكريم، والذين سيتم تأهيلهم إلى جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن في حال تنظيمها شهر رمضان المقبل والذي يبقى مرهونا بتطورات الوضع الوبائي. بيوت الوضوء ستبقى مغلقة من جانب آخر أكد الوزير أن بيوت الوضوء على مستوى مساجد الوطن "ستبقى مغلقة"، تطبيقا لقرارات اللجنة الوزارية للفتوى واللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الفصل في هذه المسألة يتم بناء على رأي العلماء والأطباء. وأضاف أن رفع الحجر الصحي "لا يعني بالضرورة التغاضي عن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي الفيروس، حتى وإن سُجل تراجع كبير في أرقام الإصابات والوفيات". وجدّد بلمهدي دعوته للمواطنين من أجل "التوجه نحو مراكز التلقيح مع الالتزام بالتدابير الوقائية لتفادي ما تشهده عديد البلدان من تدهور للوضع الصحي في وقت اعتقدت فيه أنها تمكنت من التغلب على الوباء"، موضحا بأن المصلين "مطالبون بالصبر والالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة منهم داخل بيوت الله وحتى خارجها". تعيين إمام مسجد الجزائر من اختصاص السلطات العليا وقال بلمهدي، بخصوص مسجد الجزائر، إن "هذا الصرح الديني الذي لم يدشن بعد، باستثناء قاعة الصلاة، يحظى حاليا بتواجد أئمة ومفتشين ومؤذنين يحرصون على خدمة الشعائر الدينية"، مبرزا أن تعيين إمام المسجد "أمر يخص السلطات العليا للبلاد" وأن الجزائر "لديها الكثير من الإطارات والعلماء الذين يمكنهم تولي هذا المنصب".