نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان ببومرداس، يوما دراسيا حول سرطان الثدي، اختتمت به فعاليات الشهر الوردي للتوعية والتحسيس بهذا الداء، الذي تشير الأرقام إلى أنه في تزايد مستمر، تعكس ثمار حملات التشخيص، ولكن تؤكد أيضا، أن الكثير من الجهود لا بد من بذلها أكثر فأكثر، في مجال التوعية بخطر هذا الداء على الصعيد المجتمعي. كشفت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان بولاية بومرداس، أن حملة أكتوبر الوردي 2021 للتوعية والتحسيس بسرطان الثدي التي نُظمت بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان، تمكنت من إجراء فحص متخصص ل 500 امرأة عبر مختلف بلديات الولاية منذ انطلاق الحملة بداية أكتوبر الجاري، حوّلت 433 امرأة منهن، نحو إجراء فحص الماموغرافي، للاشتباه في إصابتهن بسرطان الثدي، وهو رقم كبير مقارنة بالعدد الإجمالي للنساء الخاضعات للفحص. كما تم التأكد من إصابة 4 نساء بسرطان الثدي، منهن حالة إصابة متقدمة جدا؛ "ما يعني أنه لا بد من بذل مزيد من الجهود في سبيل حماية النساء من هذا الداء"، تقول السيدة مليكة رازي رئيسة جمعية الرحمة في تصريح ل "المساء" على هامش اليوم الدراسي، مبدية أسفها الشديد لكون الكثير من النساء يتخوفن من إجراء فحص الثدي رغم حملات التوعية والتحسيس التي تقوم بها الجمعية على مدار السنة؛ إذ لفتت المتحدثة في هذا المقام، إلى حملة أكتوبر الوردي ببلدية زموري مؤخرا، والتي اكتشفت خلالها حالة امرأة في 45 سنة من عمرها، بلغت إصابتها حدا خروجا، وقيحا من حبة بثديها الأيسر رغم معرفتها المسبقة بخطر سرطان الثدي. وحسب محدثتنا، فإن السيدة كانت تلجأ إلى إخفاء الحبة لمدة زمنية طويلة؛ من خلال وضع ضمادات لإخفاء الأمر عن زوجها، ولكن بعد أن تفطنت لخروج سائل أبيض من الحبة أدركت أن الأمر لا يمكن السكوت عنه أكثر، فتقدمت للفحص يومها، وتم توجيهها إلى الفحص المتخصص، ولكن تم التأكيد على أنها مصابة بسرطان الثدي. مثل هذه الحالات تقول السيدة رازي كان من الممكن تفاديها بالفحص المبكر، ولكن، أيضا، بتغيير الذهنية المجتمعية تجاه الإصابة بالسرطان، وسرطان الثدي تحديدا، فبعض الحالات تؤكد تخلي الزوج أو العائلة عن المصابة، لتكون، بذلك، في مواجهة الداء والمجتمع. وفي سياق متصل، دعت رئيسة جمعية "الرحمة"، السلطات الولائية لبومرداس، إلى تقديم الدعم للجمعية في مساعيها لنشر الوعي من خطر الإصابة بالسرطان وسرطان الثدي، لا سيما ماديا؛ قالت: "طيلة 10 سنوات من العمل التحسيسي لم تتلق الجمعية إعانة مالية من الولاية سوى مرتين اثنتين فقط"، متسائلة كذلك عن السبب وراء تأخر تجسيد مشروع دار الإيواء لمرضى السرطان؛ تسهيلا لعملية التكفل بالمرضى، لا سيما ممن يخضعون لحصص العلاج الكيماوي، حيث أريدَ لهذه الدار أن تكون في إحدى البلديات بالجهة الشرقية من الولاية؛ لتقريب المسافة من مركز العلاج المتخصص ضد السرطان بذراع بن خدة بولاية تيزي وزو، مثلما سبق ل "المساء" أن أشارت إليه في مقال سابق. جدير بالإشارة أن اليوم الدراسي عرف مشاركة عدة مختصين في الصحة العمومية، منهم البروفسور محمد وكال المختص في طب الأورام، الذي أشار إلى أن عدد الإصابات بسرطان الثدي في الجزائر، يتراوح ما بين 12 ألفا و14 ألف حالة جديدة، موضحا أن هذا السرطان من أسباب الوفاة الأولى عند النساء من جميع حالات الإصابة بالسرطان في الوطن، وأن التوقعات تشير إلى أن الرقم سيرتفع إلى حدود 18 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي بحلول 2025، داعيا في هذا الصدد، إلى تكثيف حملات التشخيص المبكر على مدار السنة، وبمشاركة جميع الفاعلين؛ من سلطات وجمعيات؛ بهدف ربح المعركة ضد هذا الداء الثقيل..